وأفادت مصادر طبية وشهود عيان بأن الهجمات الإسرائيلية الاثنين استهدفت منزلاً وخيمة نزوح في القطاع، وتزامن ذلك مع تفجير عربات مسيرة ومفخخة في أحياء مدينتَي غزة وخان يونس جنوبي القطاع، في إطار حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو عامين.
وفي شمال القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلي المتفرقة على مدينة غزة عن استشهاد 20 فلسطينياً، وفق المصادر الطبية.
وغربي مدينة غزة، استشهد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف محيط منطقة "السويدي" بحي النصر حيث جرى انتشال جثامينهم وإيصالها إلى مستشفى الشفاء، كما استشهد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين بمنطقة "الكتيبة".
وفجر جيش الاحتلال عدداً من العربات المسيرة المفخخة في حي النصر، تزامناً مع قصف جوي في الأنحاء الشمالية له.
وشرقي المدينة، استشهد 5 فلسطينيين وأٌصيب آخرون من عائلة بدوان بقصف إسرائيلي على حي الزيتون فجراً. فيما شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات على مناطق متفرقة من الأنحاء الشرقية للمدينة في حيي الزيتون والشجاعية.
وجنوبي المدينة، أٌصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً بحي الصبرة. كما استشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي على مدينة غزة لم تتوافر تفاصيل بشأنه.
وفي مدينة غزة أيضاً، ألفت مسيرات إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" عدداً من القنابل على المنازل والمباني السكنية في حيي الرمال غرباً والصبرة جنوباً.
وفيما يتعلق بالجانب الميداني، انسحبت آليات جيش الاحتلال من منطقة في حي النصر كانت قد توغلت بها الأحد، لتعود إلى موقع تمركزها السابق في محيط منطقة مفترق "المزنر".
والأحد، رصد شهود عيان آليات عسكرية إسرائيلية قرب مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشارع النصر غرب مدينة غزة، متقدمة مسافة 500 متر من مفترق "المزنر" في الشارع نفسه.
وخلف هذا التوغل الذي تزامن مع استهداف جوي لمباني المنطقة، أضراراً واسعة في البنى التحتية ومنازل المواطنين، طال بعضها مستشفى "الحلو" الذي كان يقدم خدماته لآلاف الفلسطينيين.
ووسط القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلي عن استشهاد فلسطينيين اثنين منذ ساعات الفجر، وفق المصادر الطبية. وشمال مخيم النصيرات، استشهد فلسطيني وأٌصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف خيمة نزوح في شارع المخيم الجديد. فيما استشهد فلسطيني ثانٍ في قصف على مناطق وسط القطاع لم تتوافر تفاصيل بشأنها.
وجنوبي القطاع، استشهد فلسطيني من منتظري المساعدات وأُصيب آخرون برصاص إسرائيلي قرب مركز التوزيع في منطقة الشاكوش شمالي مدينة رفح.
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، باشرت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي آلية لتوزيع المساعدات بواسطة "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية" التي يطلق عليها الفلسطينيون اسم "مصايد الموت"، وهي مرفوضة أممياً. وعمد جيش الاحتلال إلى استهداف منتظري المساعدات في أماكن التوزيع، موقعاً آلافاً منهم بين شهيد وجريح.
وفي مدينة خان يونس، نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف بالعربات المسيرة المُفخخة لمربعات سكنية في منطقة الكتيبة (وسط).
استهداف المستشفيات
في غضون ذلك، صعّد جيش الاحتلال الأحد، هجماته على مدينة غزة ومختلف مناطق القطاع، حيث نفذت طائراته حزاماً نارياً عنيفاً حول مستشفى الشفاء غربي المدينة، وسط مخاوف من اقتحامه برياً.
من جانبه، أعلن مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، الأحد، أن جيش الاحتلال "قصف مستشفى الحلو بمدينة غزة بقذيفتين ما جعل الوصول إليه أو الخروج منه أمراً متعذراً".
وأضاف الثوابتة أن "الأطباء والمرضى في داخل المستشفى يعيشون حالة ذعر وخوف شديد، زادتها خطورة تعمّد الاحتلال قطع شبكة الإنترنت عن المستشفى لعزله عن العالم الخارجي ولوقف الخدمة الطبية المقدمة للمدنيين".
وشدد على أن "هذه الممارسات تشكل جرائم ضد الإنسانية وجريمة حرب مكتملة الأركان، تضاف إلى السجل الأسود للاحتلال".
وكشف الثوابتة أن "الاحتلال دمر (منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023) حتى اللحظة أو أخرج 38 مستشفى عن الخدمة، واستهداف 96 مركزاً للرعاية الصحية، ودمر أو أعطب 197 سيارة إسعاف".
وتابع أن "الاحتلال نفذ أيضا 788 هجوماً مباشراً على مرافق الرعاية الصحية وكوادرها وسلاسل إمدادها، كما قتل ألفاً و670 من الطواقم الطبية في أثناء أداء واجبهم الإنساني".
وأشار الثوابتة، إلى أن "هذه الأرقام الموثقة ليست مجرد إحصائيات، بل شواهد دامغة على سياسة الاحتلال القائمة على استهداف الإنسان الفلسطيني في حياته وصحته وكرامته".
وأكد أن "هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم"، محملاً "الاحتلال والأمريكان المسؤولية الكاملة عنها".
وطالب "المجتمع الدولي، ومؤسساته الحقوقية والإنسانية، بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف هذه الجريمة المستمرة، وإلزام الاحتلال باحترام القانون الدولي وحماية المدنيين والمنظومة الصحية في قطاع غزة".
تهجير ممنهج
وخلال الأسبوعين الماضيين، كثف جيش الاحتلال إنذاره للفلسطينيين في مدينة غزة بمغادرتها والتوجه نحو جنوبي القطاع، بخاصة منطقة المواصي التي تضم نحو مليون نازح فلسطيني وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وتمتد من غرب مدينة خان يونس حتى غرب مدينة رفح.
وفي الأسابيع الأخيرة، نسف جيش الاحتلال عشرات الأبراج ومئات المباني السكنية في أنحاء مدينة غزة، في سياسة قالت تقارير حكومية وحقوقية إنها تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وإفراغ المدينة تمهيداً لاحتلالها بالكامل.
وفي 21 سبتمبر/أيلول الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعميق عملياته البرية بمدينة غزة، ضمن خطة أقرتها حكومته لاحتلال القطاع تدريجياً، والتي بدأ تنفيذها في 11 أغسطس/آب الماضي، بهجوم واسع على المدينة.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 66 ألفاً و5 شهداء و168 ألفاً و162 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.