وبخصوص وقف إطلاق النار في غزة، أوضح قالن: "نطوي اعتباراً من صباح اليوم (الجمعة) صفحة مهمة من تاريخنا الحديث، فسياسات الإبادة الجماعية التي مارستها إسرائيل على مدى عامين ضد الفلسطينيين في غزة انتهت اليوم بهذا الاتفاق".
وأضاف رئيس الاستخبارات التركية: "أقول ذلك بحذر كبير، لأن تطبيق وقف إطلاق النار سيكون من الآن فصاعداً أهم مهامنا. فقد جرى التوصل إلى اتفاق هش، ويتطلب تطبيقه ومراقبته في الميدان قدراً عالياً من الحساسية والانتباه".
وأشار قالن، إلى أنه "في مثل هذه البيئات الهشة، قد تحدث دائما انتهاكات أو أعمال تخريب، ولكن اعتباراً من اليوم، لدينا بالفعل وقف لإطلاق النار أمامنا وبين أيدينا".
ولفت رئيس الاستخبارات التركية إلى أن ثمة فرصة تاريخية لوقف نزيف الدم في غزة وتحويل وقف إطلاق النار إلى سلام دائم، واستدرك أنه تقع على عاتق الجميع مسؤولية كبيرة لتحويل وقف إطلاق النار إلى سلام دائم.
وأوضح قالن أن المسؤولية هنا لا تقع على عاتق الوسطاء والضامنين فحسب، بل على المجتمع الدولي بأسره، وأردف أن وقف إطلاق النار هذا ليس حلاً للصراع بالطبع، إنما الحل سيتحقق بإحياء حل الدولتين، وقيام دولة فلسطين فقط.
وأضاف: "واثقون أن هذا الحل ليس مستحيلاً"، وأن انعدام الثقة بين الأطراف يمكن تجاوزه من خلال الإرادة، والنية الصادقة، والإصرار، ما يتيح بناء الثقة ومن ثم بناء السلام.
قالن أكد أن تركيا عملت دون كلل لوقف الهجمات الإسرائيلية وإنهاء الإبادة في غزة، وأشار بالدور القيادي للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي عبّر عن موقف تركيا الحازم في كل المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة.
وفجر الجمعة، صدّقت حكومة إسرائيل على اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية.
فيما أعلن ترمب، الخميس، توصّل إسرائيل وحركة "حماس" إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وذلك بعد 4 أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و211 شهيداً، و169 ألفاً و961 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.