جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لصحفيين على متن الطائرة، في أثناء عودته من جنوب إفريقيا مساء الأحد، بعد مشاركته في قمة مجموعة العشرين.
وشدد الرئيس التركي على أن المجتمع الدولي مطالب بإظهار إرادة صارمة ومتسقة وقادرة على فرض العقوبات لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.
وقال إنه يرى أن المواقف الدولية الحازمة كفيلة بوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بأنه "ينقض وعوده ويرتكب الجرائم دون تردد".
وأشار الرئيس التركي إلى أن حركة "حماس" أظهرت "قدراً كبيراً من الصبر" أمام الاستفزازات الإسرائيلية، وأنها لا تزال ملتزمة وقف إطلاق النار الذي يجب تطبيقه بالكامل، لافتاً إلى أن الفلسطينيين في غزة يواجهون كارثة إنسانية تتطلب من جميع الدول تقديم الدعم لهم، وبخاصة الدول التي "دفعت إسرائيل إلى هذا التهور".
وأوضح أردوغان أنه أثار قضية الظلم الواقع على الفلسطينيين في غزة خلال جميع اللقاءات التي عقدها مع قادة دول مجموعة العشرين، وفي الكلمات التي ألقاها خلال جلسات القمة.
وتابع: "بعد عامين من الوحشية في غزة، أكدنا أهمية الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تحقق بجهودنا، وعلى جهود إعادة الإعمار".
وانتقد الرئيس التركي دور الأمم المتحدة، قائلاً إنها "لم تقم بواجبها حتى الآن"، وأنه من الضروري أن تستعيد المنظمة الدولية فعاليتها في الخطوات المقبلة المتعلقة بغزة.
وخرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 497 مرة منذ دخوله حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما أدى إلى استشهاد 342 فلسطينياً وفق بيانات رسمية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وحدة الأراضي السورية خط أحمر
وفيما يتعلق بسوريا، شدّد الرئيس أردوغان على أن موقف تركيا "ثابت ولم يتغير"، وأن وحدة الأراضي السورية بالنسبة لأنقرة "مبدأ أساسي"، مؤكداً أن الشعب السوري هو من يملك الحق في تقرير مستقبله.
وقال إن تركيا تدرك جيداً ثمن أي فوضى أو عدم استقرار قد تشهده سوريا.
وأضاف أن أنقرة سبق أن اتخذت خطوات واضحة لحماية أمنها القومي، وأنها لا ترغب في مواجهة تهديد مشابه مرة أخرى، لكنها "ستتخذ الإجراءات اللازمة دون تردد" إذا اقتضت الضرورة.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده لا تطمع في أراضي أحد، وأن هدفها يتمثل في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في سوريا والعراق ولبنان، وفي المنطقة بشكل عام.
وقال أردوغان إن إسرائيل تدرك تماماً أن خطواتها في المنطقة "غير قانونية وتسبب الفوضى"، داعياً إلى عدم الالتفات إلى ما تنقله الصحافة الإسرائيلية، والتركيز بدلاً من ذلك على ما تقوم به تركيا من سياسات ومواقف.
الاقتصاد العالمي وتأثيراته على تركيا
وقال أردوغان إن الاقتصاد العالمي تعرض لسلسلة من الصدمات خلال الأعوام الماضية، بدءاً من جائحة كورونا، مروراً بالصراعات والحروب التجارية والهجرة، وصولاً إلى أزمة المناخ والكوارث الطبيعية.
وأشار إلى أن تركيا تأثرت بهذه التطورات لكنها تجاوزتها "بنجاح" وبدأت مرحلة تعافٍ سريع.
واعتبر أن التنمية المستدامة لا يمكن تحقيقها بجهود دولة أو دولتين، بل تتطلب عملاً جماعياً، مؤكداً أهمية تنويع الاقتصادات وتعزيز قدرتها على مواجهة الأزمات.
وشدد على أن أمن الطاقة بات "ضرورة استراتيجية" وليس رفاهية.
مشاركة تركيا في قمة العشرين
على صعيد منفصل، أعرب أردوغان عن ارتياحه لانعقاد القمة لأول مرة في القارة الإفريقية، مؤكداً أن لتركيا علاقات قوية مع دول إفريقيا، وأن القمة كانت ذات "أهمية خاصة" لهذا السبب.
وأشار إلى أن الوفد التركي ناقش قضايا مثل أزمة المناخ، والتنمية المستدامة، والتحول الأخضر، والإبادة في غزة، واستعرض سياسات ومواقف تركيا في هذه الملفات.
كما أكد ضرورة توفير دعم مالي للدول الأقل نماءً حتى لا تتخلف عن أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
خطة ترمب للسلام بين روسيا وأوكرانيا
وبما يخص الحرب الروسية- الأوكرانية، قال أردوغان إن تركيا تعمل منذ فترة طويلة على إيجاد أرضية للسلام بين موسكو وكييف، وإنها ناقشت هذا الملف مراراً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وأشار إلى أن المقترح الجديد قد يشكل أساساً لاتفاق إذا لبّى احتياجات الطرفين الأمنية وحقق مطالبهم المشروعة دون خلق أزمات جديدة.
وأكد أن الحوار حول النقاط المتفق عليها يمكن أن يفتح الباب أمام تفاهم شامل، وأن تركيا مستعدة لأداء دور بنّاء كما فعلت خلال مفاوضات إسطنبول.
إعادة إعمار مناطق الزلزال في تركيا
داخلياً، أعلن أردوغان أن بلاده سلّمت المنزل رقم 350 ألفاً للمتضررين من "زلزال القرن"، مشيراً إلى أن المدن المدمرة شهدت نهضة واضحة يمكن للجميع رؤيتها.
وشدد على أن تركيا "نجم ساطع" في المنطقة والعالم، وتسعى لتعزيز قوتها في جميع المجالات وبناء مستقبلها اعتماداً على إمكاناتها الذاتية.
التقدم الصناعي والعسكري التركي
وعلى صعيد التقدم الصناعي والعسكري التركي، أكد الرئيس أردوغان أن بلاده تعمل على تعزيز قدراتها في التكنولوجيا المتقدمة والطاقة والبحث والتطوير.
وقال إن تركيا باتت تنتج دباباتها وطائراتها المسيّرة وغيرها من الصناعات الدفاعية المحلية.
قضية الأسرة
اجتماعياً، شدد أردوغان على أهمية حماية "البنية الأسرية المتماسكة"، مؤكداً أن تركيا تعمل بعقلية استراتيجية تفكر في المستقبل البعيد وتضع خططاً تمتد إلى 50 و100 عام.













