وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في تصريحات الثلاثاء في مؤتمر صحفي مشترك عقده بالعاصمة بوخارست مع نظيرته الرومانية أوانا سيلفيا تويو، إن نشر "قوة حماية" من دول مختلفة في قطاع غزة يحتاج إلى إطار قانوني.
ورداً على سؤال حول "إعلان النيات" الذي جرى توقيعه في قمة شرم الشيخ أمس الاثنين، اعتبر فاديفول أن موافقة الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي على تنفيذ "إعلان النيات" أمر ضروري.
ولفت إلى وجود مشاورات مع روسيا والصين للتوصل إلى قرار مشترك، قائلاً: "آمل أن تنجح، لأننا بحاجة إلى إطار قانوني لتكليف قوة حماية من دول مختلفة في قطاع غزة".
ودعا فاديفول الجميع إلى المشاركة في حوار بنّاء بهذا الشأن، مشيراً إلى أن "هذا العنصر الأمني لا غنى عنه من أجل نزع سلاح حركة حماس".
محاسبة أمام العدالة
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن إحلال السلام في غزة لا يعني إفلات إسرائيل من العقاب، مشدداً على أن "المسؤولين الرئيسيين عن الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة يجب أن يُحاسبوا أمام العدالة".
وفي مقابلة مع إذاعة "كادينا سير" الإسبانية الثلاثاء، أعرب سانشيز عن سروره لوجود "نافذة فرصة" من أجل السلام في غزة.
وأشار إلى أن إنهاء العنف في غزة وخلق فرصة لحوار مفتوح بين الدولتين أمر مهم، لكنه شدد على أنه لا ينبغي السماح بالإفلات من العقاب.
وأضاف: "السلام لا يمكن أن يعني النسيان أو الإفلات من العقاب. يجب أن يُحاسب المسؤولون الرئيسيون عن الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة أمام العدالة".
ولفت سانشيز إلى أن حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل سيستمر حتى يُرسخ السلام في غزة، ولم يستبعد في الوقت نفسه احتمال إرسال إسبانيا قوات إلى غزة في إطار قوة حفظ سلام.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلال جلسة في البرلمان إن توقيع إعلان النيات بقمة شرم الشيخ المصرية، يمثل أهم فرصة للتوصل إلى حل الدولتين منذ اتفاقيات أوسلو التي أبرمت قبل أكثر من 30 عاماً.
وأوضح أنه بفضل خطة وقف إطلاق النار بغزة التي قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، جرى إطلاق سراح الأسرى، وتوقف قصف غزة، وبدأت المساعدات الإنسانية بالدخول، مؤكداً أنهم "أمام فرصة مهمة لإغلاق صفحة مأساوية من التاريخ".
ووصف الوضع في غزة خلال العامين الأخيرين بـ"الجحيم"، إذ فقد تقريباً كل الفلسطينيين في غزة أحد أفراد عائلاتهم، وقُتل ما يقرب من 20 ألف طفل.
وتابع: "حتى لو جرى توقيع اتفاق سلام، فإن ألم الخسائر لن يزول، فنحن بحاجة إلى دخول المساعدات إلى غزة بسرعة أكبر، إذ إن هناك نقصاً في الغذاء والنظافة والرعاية الصحية والمأوى"، مؤكداً أنّ توقيع إعلان النيات في شرم الشيخ أمس هو حدث تاريخي، لكن الأهم الآن هو تنفيذ بنود الاتفاق بالسرعة القصوى.
وأشاد ستارمر بالجهود الدولية في التوصل للاتفاق، قائلاً: "كل هذا لم يكن ليحدث لولا الرئيس ترمب. إنه اتفاقه هو، وقد جرى تطبيقه بفضل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
ولفت إلى أن بلاده تواصل العمل مع الولايات المتحدة والدول العربية والأوروبية من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، مؤكداً أن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين ساهم في تقدم العملية السياسية. وأشار إلى أن بريطانيا ستواصل دعم إعادة إعمار غزة، وتشكيل إدارة انتقالية فيها، والمشاركة في مراقبة وقف إطلاق النار.
وأردف قائلاً: "هذه أهم فرصة لدينا منذ اتفاقيات أوسلو قبل أكثر من 30 عاماً. نحن نقف خلف هذا الاتفاق، لأن وجود إسرائيل آمنة إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط".
وأكد دعم بلاده لتحقيق العدالة والمساءلة في الشرق الأوسط، باعتبارها شرطاً أساسياً للاستقرار الدائم في المنطقة.
وعقدت قمة شرم الشيخ مساء الاثنين، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي ترمب، في مركز المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة.
وقالت الرئاسة المصرية، إنّ "قمة شرم الشيخ للسلام" شددت على ضرورة البدء في "التشاور حول سُبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة" لخطة ترمب.
وتأتي القمة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس، وإسرائيل حيز التنفيذ الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد أن أقرته الحكومة الإسرائيلية فجر اليوم ذاته.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن ترمب توصل إسرائيل وحماس، لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.