مسلسل الإخوة بربروس: سيف المتوسط (Others)
تابعنا

بعد مرور عدة أشهر على بدء تصويره، أعلنت قناة (TRT 1) على حسابها الرسمي على موقع تويتر، أن مساء الأربعاء 16 سبتمبر/أيلول الجاري هو موعد عرض الحلقة الأولى من مسلسل "الإخوة بربروس: سيف المتوسط" التي ينتظرها محبي المسلسلات التركية التاريخية بفارغ الصبر.

وتزامناً مع الإعلان، عرضت القناة مقطعاً تشويقياً جديداً، يظهر المزيد من التفاصيل والأحداث التي يتناولها المسلسل التاريخي الجديد، والذي يتوقع له أن يكون منافساً لمسلسل "قيامة أرطغرل" الذي حقق نجاحاً وشهرة عالمية واسعة.

ومسلسل الإخوة بربروس هو مسلسل تاريخي يتناول حياة البحار العثماني الشهير خير الدين بربروس وإخوته وبطولاتهم في تحويل البحر الأبيض المتوسط إلى بحيرة عثمانية، والذين عاشوا في القرنين الخامس والسادس عشر، في عهد السلطان العثماني يافوز سلطان سليم (سليم الأول) وابنه السلطان سليمان القانوني.

تغيير أبطال العمل في اللحظة الأخيرة

المسلسل الذي سيعرض مساء الأربعاء من بطولة إنجين ألتان دوزياتان المعروف بشخصية "أرطغرل" وسيقوم بدور "عروج ريس" الأخ الأكبر لـ"خير الدين بربروس" الذي يجسده الممثل التركي أولاش تونا آستبه الشهير بدور طاهر في مسلسل "اشرح أيها البحر الأسود".

يُذكر أن الممثل التركي الشهير شاتاي أولوسوي كان سيتولى دور البطولة في المسلسل التاريخي، إلا أنه بعد اعتذاره عن العمل بشكل غير متوقع في اللحظة الأخيرة، أُوكلت البطولة إلى الممثل التركي إنجين ألتان دوزياتان المشهور بالأدوار التاريخية بدلاً من أولوسوي.

وإلى جانب دوزياتان وآستبه، يشارك في البطولة كل من يتكين ديكنجيلر بدور "إسحاق ريس" وتشينار توبشجو بدور "إلياس ريس" وبيلين عقيب بدور "إيزابيل".

والمسلسل من إنتاج شركة (ES Film) التي أنتجت المسلسل التاريخي "السلطان عبد الحميد"، وإخراج دوغان أوميت كاراجا المشهور بإخراج مسلسلي "وادي الذئاب" و"السلطان عبد الحميد"، وتأليف مصطفى بوراك دوغو.

معارك بحرية متقنة

سفن استخدمت في تصوير المسلسل، استغرق بنائها أكثر من شهر. (Others)

كشفت المقاطع الترويجية القصيرة التي سبقت عرض حلقات المسلسل، عن مقاطع صغيرة من معارك بحرية متقنة بشكل أفضل بكثير مما كان متوقعاً، ومن الواضح أنها ستجذب الكثير من الاهتمام بعد عرضها بشكل كامل.

يذكر أن هناك مشاركة عربية فيما يخص إخراج وتصوير المعارك البحرية، حيث يشارك المخرج المصري عادل أديب (شقيق الإعلاميين عمرو أديب وعماد الدين أديب) والحاصل على جائزة عالمية على عمله "هستيريا"، بالإضافة إلى ماهر مالح المصور السينمائي للمسلسلات العالمية "بلاك سيل" و"الفايكنج".

وجرى التصوير في منطقتين بمدينة إسطنبول، إحداهما منطقة "بايكوز" الآسيوية والثانية في منطقة "ريفا" الواقعة على ساحل البحر الأسود شمالاً، بالإضافة إلى سواحل مدينتي أنطاليا ومرمريس. وبحسب صحيفة "أكشام" التركية فإن بناء السفن التي استخدمت في المسلسل استغرق قرابة شهر.

ويذكر أيضاً أن هناك مباحثات مشتركة بين تركيا والجزائر بشأن تصوير جزء من المسلسل في الجزائر، حسبما ذكرت السفيرة التركية لدى الجزائر "نعمل على أن تكون الجزائر ضمن سيناريو المسلسل، وأن تُصوَّر أحداث منه في البلد المغاربي، لكي يكون جزءاً من العمل التاريخي الكبير".

الوقائع التاريخية التي يتناولها المسلسل

يتناول المسلسل التاريخي التركي الجديد الذي سيكون عمر الحلقة منه قرابة الـ120 دقيقة، قصة حياة القائد البحري خير الدين بربروس الذي لقب بـ"زعيم البحار" وإخوته، والذين كانوا من أشهر قادة البحرية في تاريخ الدولة العثمانية في القرنين الخامس والسادس عشر الميلادي.

وتدور أحداث المسلسل حول الإخوة عروج ريس وخضر ريس (خير الدين بربروس) بالإضافة إلى إسحاق وإلياس الذين ضمنوا ببراعتهم ومهاراتهم البحرية سيادة الدولة العثمانية في البحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن تحويله إلى بحيرة تركية بعد فرض السيادة العثمانية فوق مياهه وعلى سواحله بدءاً من القرن السادس عشر الميلادي.

والسبب الرئيسي وراء محاولات القائمين على العمل تصوير أجزاء من المسلسل في الجزائر هو تناولهم لوقائع مهمة من حياة البحار العثماني خير الدين بربروس عندما صد الهجوم الإسباني على الجزائر بين عامي 1516 و1517، بالإضافة إلى محاربته الجيوش الصليبية الإسبانية بأمر من السلطان العثماني من أجل إنقاذ مسلمي الأندلس وتوطين قرابة 70 ألفاً منهم في الجزائر عام 1529.

خير الدين بربروس

ولد خير الدين بربروس باشا عام 1478 في جزيرة لسبوس (التابعة لليونان اليوم) لعائلة تمتهن ركوب البحر وصناعة السفن، اسمه الحقيقي خضر، واستخدم اللقب الإيطالي "بربروسا" الذي يصف لحيته الحمراء بعد وفاة أخيه الأكبر عروج ريس. وخير الدين اسم منحه إياه السلطان سليمان القانوني تشريفاً وتكريماً له، عرف أيضاً بلقب "أسد البحر الأبيض المتوسط". وعند موته في عام 1546، أعلنت الإمبراطورية العثمانية عن موت "زعيم البحار".

وفي عام 1538، بزغ اسم البحار العثماني خير الدين بربروس بعد الانتصار الضخم الذي حققه أثناء الغزو الصليبي ضد البحرية العثمانية، وذلك بعدما قاد أندريا دوريا، أحد رجال الدولة في مملكة جنوة، أسطولاً بحرياً مكوناً من 250 سفينة من أجل إخماد النفوذ المتنامي للبحرية العثمانية في البحر الأبيض المتوسط، بينما كان أسطول خير الدين مكوناً من 122 سفينة فقط.

وعلى إثر الانتصار الساحق الذي قاده القبطان بربروس، قام السلطان سليمان القانوني باستقباله في مدينة إسطنبول وترقيته إلى رتبة قبطان باشا (كبير أدميرالات) في الأسطول العثماني، إلى جانب تعيينه حاكم حكام شمال إفريقيا ورودس، التي ضمها خير الدين تحت راية الدولة العثمانية.

وفي الوقت الذي شغل فيه خير الدين بربروس منصب أدميرال للبحرية العثمانية أوائل القرن السادس عشر، أظهر مهارةً بحرية رائعة، إذ ازدادت القوة البحرية العثمانية تحت قيادته أضعافاً مضاعفة، وتمكن من توسعة رقعة النفوذ العثماني فوق مياه البحر الأبيض المتوسط كاملة وعلى السواحل الأوروبية، فضلاً عن ضم تونس والجزائر وليبيا إلى الأراضي العثمانية إبان فترة توليه قيادة الأسطول العثماني.

TRT عربي