لماذا ترسل أمريكا مدمّراتها إلى الشرق الأوسط وسط حرب إسرائيل على غزة؟ / صورة: Reuters (u.s. Naval Forces Central Comman/Reuters)
تابعنا

في استعراض كبير للقوة العسكرية، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان يوم السبت إن البنتاغون أمر بإرسال مجموعة حاملة طائرات هجومية ثانية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، بينما تستعد إسرائيل لتوسيع عملياتها في غزة.

وإلى جانب حاملة الطائرات الهجومية "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" التي تبحر نحو إسرائيل، سبق لواشنطن أن أرسلت أكبر حاملة طائرات في العالم، "يو إس إس جيرالد آر فورد"، تزامناً مع القصف الجوي العنيف الذي تشنه إسرائيل على الأحياء المدنية في قطاع غزة منذ أكثر من أسبوع.

وعلى الرغم من أن الهدف المعلن من نشر الحاملتين وسفنهما هو أن تكون بمنزلة رادع يضمن عدم اتساع نطاق الصراع، غير أنها تجلب قدراً كبيراً من القوة إلى منطقة تستضيف بالفعل عدداً من السفن والطائرات والقوات العسكرية الأمريكية. وهو الأمر الذي دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لانتقاد الولايات المتحدة يوم الثلاثاء قائلاً إنها سترتكب "مذابح خطيرة" في غزة، وفقاً لما نقلته رويترز.

لماذا تتجه السفن الأمريكية نحو إسرائيل؟

قال وزير الدفاع لويد أوستن في بيان يؤكد نشر القوات: "لقد وجهت المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور (CSG) بالبدء في التحرك إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك في إطار جهودنا لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود تهدف إلى توسيع نطاق هذه الحرب في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل".

وبحسب سي إن إن، فإنه ليس المقصود من السفن الحربية الأمريكية الانضمام إلى القتال في غزة أو المشاركة في العمليات الإسرائيلية، لكن وجود اثنتين من أقوى السفن البحرية يهدف إلى إرسال رسالة ردع إلى إيران وحزب الله في لبنان.

وفي حديثهم لشبكة أي بي سي نيوز، قال مسؤولون أمريكيون كبار علناً هذا الأسبوع إن وجود المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات يو إس إس فورد في شرق البحر الأبيض المتوسط وإضافة المزيد من الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الأمريكية إلى المنطقة كان يهدف إلى إظهار التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل ويكون بمنزلة رادع لإيران وحزب الله بعدم التورط في الصراع بين إسرائيل وحماس.

وبعيداً عن الرمزية، فإن القدرة القتالية للمجموعة الضاربة عميقة. فبحسب بلومبيرغ، تجلب الحاملة قدرات متطورة للإنذار المبكر والدفاع وغيرها من المعلومات الاستخبارية لتوفير صورة متماسكة وشاملة لساحة المعركة الجوية الكثيفة. كما يمكن وضع هذه السفن أعلى وأسفل الساحل للدفاع عن المدن والمنشآت العسكرية الإسرائيلية. وقد يكون هذا أمراً حاسماً إذا قرر حزب الله استخدام بعض مخزونه البالغ 130 ألف صاروخ بعيد المدى لمهاجمة إسرائيل من الشمال.

وإذا ما تدهور الوضع إلى حرب أوسع، فإن حاملة الطائرات ومرافقيها يشكلون قوة إجلاء استعداداً لما يقرب من 200 ألف أمريكي في إسرائيل (معظمهم يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية). إذا أُغلقت المطارات، وقررت الولايات المتحدة سحب مواطنيها، فإن حاملات الطائرات ومرافقيها سوف تتولى الدور المركزي، وفق بلومبيرغ.

مخاوف أمريكية

في الوقت الحالي، يعكس هذا الحشد مخاوف الولايات المتحدة من أن القتال في غزة يمكن أن يتصاعد إلى صراع إقليمي أكثر خطورة. لذا فإن المهمة الأساسية لتلك السفن والطائرات الحربية هي إقامة قوة تردع حزب الله أو إيران أو غيرهما عن استغلال الوضع، لكن القوات التي ترسلها الولايات المتحدة قادرة على أكثر من ذلك، حسبما قالت أسوشيتد برس.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي للشبكة الأمريكية إنه من غير الواضح كم من الوقت ستبقى فورد في المنطقة بمجرد وصول المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات أيزنهاور.

وإلى جانب حاملات الطائرات، تقدم الولايات المتحدة بعض الأفراد والذخائر التي تشتد الحاجة إليها في إسرائيل. إذ أعلن أوستن أن خلية عمليات خاصة صغيرة تساعد الآن إسرائيل بالاستخبارات والتخطيط، وتقدم المشاورات للجيش الإسرائيلي بشأن الاجتياح البري. ومع ذلك، لم تكلّف تلك القوات بمهمة إنقاذ الرهائن، الأمر الذي من شأنه أن يضعهم على الأرض للقتال في الصراع. وهذا أمر لم توافق عليه إدارة بايدن، وفقاً للمتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الذي قال إن الإسرائيليين لا يريدونه.

وعلى صعيد متصل، تعمل الولايات المتحدة على إقناع شركات الدفاع الأمريكية بتسريع طلبات الأسلحة التي تقدمها إلى إسرائيل. ومن أهم هذه الأسلحة ذخائر نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية".

حاملة الطائرات فورد

باعتبارها أكبر سفينة حربية في العالم، فإن يو إس إس جيرالد آر فورد، هي "منصة قتال مبتكرة"، تندرج في فئة خاصة بها عندما يتعلق الأمر بالقدرات الهجومية، وفقاً للبحرية الأمريكية التي تقول إنها سميت على اسم الرئيس الثامن والثلاثين -الذي خدم في البحرية-.

وتعد فورد، التي شُغّلت في عام 2017، أحدث حاملة طائرات في الولايات المتحدة والأكبر في العالم، إذ تضم على متنها أكثر من 5000 بحّار. ويمكن للحاملة المدعومة بمفاعلين نوويين متطورين، ما يسمح لها بالتقدم بسرعة 34.5 ميل في الساعة، استيعاب أكثر من 75 طائرة عسكرية، بما في ذلك طائرات مقاتلة.

وبالإضافة إلى نظام الإنذار المبكر والرادار المتطور، تحمل السفينة مجموعة من الأسلحة المصممة لدعمها ضد الهجمات في أثناء إطلاق طائرات مدججة بالسلاح لمئات الأميال في أي اتجاه. وهي في مركز مجموعة حاملة الطائرات الضاربة التي لا تضم فقط جناح طائرات مكوناً من 80 طائرة، بل خمس مدمرات وطرادات متطورة للغاية.

حاملة الطائرات أيزنهاور

سيستغرق وصول حاملة الطائرات الهجومية يو إس إس دوايت دي أيزنهاور إلى المياه الدولية شرق المتوسط بين أسبوع وأسبوع ونصف، بحسب رويترز.

ونفذت حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية، والتي شُغلت عام 1977، أولى عملياتها في أثناء غزو العراق للكويت.

وعلى متن الحاملة 5000 بحّار، ويمكنها حمل ما يصل إلى تسعة من أسراب الطائرات ومنها المقاتلات والهليكوبتر والاستطلاع.

وكما هو الحال مع حاملة الطائرات فورد، ترافق آيزنهاور سفن أخرى مثل طراد الصواريخ الموجهة فلبين سي ومدمرتي الصواريخ الموجهة جريفلي وميسون. وتركز هذه السفن على حماية نفسها وحاملة الطائرات.

وفي سياق متصل، قال مسؤول أمريكي ثالث لشبكة إي بي سي نيوز إن البنتاغون يدرس أيضاً نشر السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان بالقرب من إسرائيل لتقديم دعم إضافي إذا لزم الأمر.

TRT عربي