إحدى طائرات الخطوط الجوية التركية (AA)
تابعنا

حازت الخطوط الجوية التركية "ترك هافا يولاري" مؤخراً على لقب أفضل شركة خطوط طيران في أوروبا، وصنّفتها السابعة عالمياً مؤسسة "سكايتراكس" المتخصصة في تصنيف خطوط الطيران خلال حفل أقيم بالعاصمة البريطانية لندن الجمعة 23 سبتمبر/أيلول 2022، حسب وكالة الأناضول.

كما حصلت على جائزة "أفضل خدمات طعام لدرجة رجال الأعمال على مستوى العالم" وجائزة "أفضل خطوط طيران في جنوب أوروبا". وتَسلَّم الجائزة رئيس مجلس إدارة الخطوط التركية أحمد بولاط، الذي أكّد أن الخطوط الجوية التركية ستواصل العمل لتصبح الأولى عالمياً على جميع الأصعدة.

وقد جرى الاختيار من خلال استبيان رقمي لعامَي 2021 و2022 بعدد من اللغات، منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية واليابانية والصينية، حول أكثر من 100 دولة، وخضع للتقييم ما يقرب من 14.32 مليون استبيان.

تأتي هذه الجائزة تتويجاً لنجاحات الخطوط التركية المتتالية لهذا العام، إذ نقلت الخطوط الجوية التركية 46.6 مليون مسافر بين شهرَي يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب من عام 2022، في حين بلغ عدد المسافرين على الخطوط التركية داخلياً في نفس الفترة ما يقارب 16.96 مليون مسافر.

فيما تجاوز عدد الركاب على رحلات الخطوط الجوية التركية في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب مستويات ما قبل وباء كوفيد-19، فوصل إلى 7.8، و6.9 مليون راكب على التوالي.

على صعيد الأرباح، صرح بولاط بأن ربح الشركة صافياً قُدّر بـ737 مليون دولار في النصف الأول من هذا العام، مؤكداً أن هذا يُعَدّ رقماً قياسياً في تاريخ الشركة.

نجاحات متتالية وجائزة الأفضل في أوروبا 6 مرات

لم يكُن هذا النجاح الأول للشركة التركية العملاقة، فقد أعلن بولاط يوم السبت 10 سبتمبر/أيلول أن الخطوط الجوية التركية أصبحت "أكبر شركة طيران في العالم" من حيث سعة المقاعد على الطرق الدولية في أغسطس، ويشار إليها في مجال الطيران بـ"ASK) "available seat kilometer)، وهو مقياس للقدرة الاستيعابية للركاب على المسارات الدولية وأرقام الركاب الإجمالية. وأضاف: "اعتباراً من أغسطس أصبحنا أكبر شبكة نقل في العالم من ناحية عدد المقاعد المتاحة على الرحلات الدولية".

وقد زادت الشركة سعة مقاعدها بنسبة 14% في أغسطس الماضي مقارنة بعام 2019، حسب بيان المكتب الإعلامي للشركة.

في السياق ذاته اختارت مجلة "Conde Nast Traveler" العالمية، الخطوط الجوية التركية ضمن "أفضل 3 خطوط طيران دولية"، في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2021. وشارك في استطلاع الرأي الذي نظمته المجلة المختصة بالسفر والسياحة المصنفة ضمن أكثر المجلات قراءة عالمياً، ما يزيد على 800 ألف شخص، حسب وكالة الأناضول.

أما في سبتمبر/أيلول 2021 فأعلنت الخطوط الجوية التركية حصولها على جائزة المجلة الأمريكية Travel and Leisure المتخصصة في قطاع السياحة والطيران فئة "أفضل 10 شركات طيران دولية" في العالم.

وعن نجاحات الشركة عقب جائحة كورونا في أوروبا، أكّد تقرير نشرته الجريدة الاقتصادية الفرنسية Les Echos في أغسطس الماضي تحت عنوان "الخطوط الجوية التركية الرابح الأكبر في أزمة الطيران الأوروبية"، أن شركة الخطوط الجوية التركية أصبحت الأولى عالمياً في تحقيق الأرباح عام 2021 مع انتعاش الحركة الجوية الأوروبية مرة أخرى بعد انتهاء الجائحة.

وأفاد التقرير بأن الخطوط الجوية التركية من أنشط الخطوط الجوية في أوروبا اليوم، بمتوسط ​​1506 رحلات يوميّاً في المجال الجوي الأوروبي، متقدمة على لوفتهانزا (1202) وإير فرانس (1065)، وفقاً للبيانات الصادرة عن المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (Eurocontrol).

وعلى صعيد الشحن قال التقرير الفرنسي إن الخطوط الجوية التركية لنقل البضائع صعدت من المركز العاشر إلى الرابع في تصنيفات النقل الجوي العالمية، مما زاد خدماتها بنسبة 60%.

كما أن إيرادات شركة Turkish Cargo، جناح الشحن التابع للشركة، زادت بأكثر من الضعف منذ عام 2019، إذ تجاوزت مليارَي دولار في النصف الأول من عام 2022، تاركة وراءها شركتَي Air France- KLM.

وقد استهدفت الخطوط التركية دول آسيا التي تشهد نموّاً اقتصاديّاً سريعاً ووقعت اتفاقاً للشراكة مع شركة إنديجو الهندية، أكبر شركة لرحلات الطيران الداخلية، في ديسمبر/كانون الأول 2019، وأقامت مشروعاً مشتركاً مع شركة ZTO الصينية لتوسيع نطاق عمليات نقل البضائع.

ووقع اختيار سكاي تراكس على الخطوط الجوية التركية كـ"أفضل شركة طيران في أوروبا" كل عام بداية من عام 2010، وحتى 2015 بلا انقطاع، إلى جانب حصولها على جوائز أخرى مثل "أفضل مقاعد اقتصادية "، و"أفضل شركة طيران في جنوب أوروبا"، وغيرها.

ومما يدلّ على أن هذا النجاح والتفوق لشركة الطيران التركية ليس صدفة منذ بداية صعودها، أن الشركة صُنّفت من فئة 4 نجوم عام 2007 وانضمَّت إلى Star Alliance عام 2008، مع الفوز أيضاً بلقب "أفضل شركة طيران في جنوب أوروبا" في نفس العام.

كيف وصلت الشركة التركية إلى هنا؟

أُسّسَت الخطوط الجوية التركية في 20 مايو/أيار عام 1933 تحت اسم "الإدارة العامة للخطوط الجوية"، وكانت حينها تتبع وزارة الدفاع، وبلغت ميزانيتها عند تأسيسها 180 ألف ليرة بسعة 5 طائرات.

أما عام 1945 فارتفع عدد المدن التي تصل إليها طائرات الشركة إلى 19 بعد أن كانت 3 فقط، فيما نفّذَت الخطوط التركية أولى رحلاتها الدولية عام 1947 برحلة أنقرة-إسطنبول-أثينا، وفي 1951 بدأت الشركة تسيير رحلات خارج البلاد إلى نقاط جديدة مثل لفكوشا وبيروت والقاهرة.

وعام 1953 غُيّر اسم الشركة إلى الاسم الحالي "الخطوط الجوية التركية"، وانضمّت إلى عضوية الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) عام 1956.

وبحلول عام 1957 فتحت الشركة أبوابها لرؤوس الأموال الأجنبية، وأصبحت شركة الخطوط الجوية البريطانية (BOAC)، أول شريك للخطوط الجوية التركية، بنسبة 6.5 في المئة.

لكنّ الشركة أُمّمَت بعد ذلك بقرار من وزارة المالية عام 1977، بعد أن اشترت الوزارة التركية حصة شركة الخطوط الجوية البريطانية بصفقة قُدّرَت بـ20 عاماً، وبذلك عادت الخطوط الجوية التركية شركة وطنية.

جدير بالذكر أن شركة الخطوط الجوية التركية أُلحقَت برئاسة إدارة الخصخصة التابعة لرئاسة الوزراء عام 1994.

ومع تدشين الموقع الإلكتروني الرسمي لشركة الخطوط الجوية التركية عام 1996 زاد رأسمال المؤسسة، وفي نفس العام حصلت على جائزة من شركة إيرباص كأفضل خطوط طيران على مستوى العالم تستخدم طائرات A340.

وابتداءً من عام 2000 بدأت إطلاق رحلاتها إلى أكثر من نقطة في الولايات المتحدة والشرق الأقصى.

ووفقاً لتقرير اتحاد شركات الطيران الأوروبية، فإن الخطوط التركية تحتلّ المرتبة الثانية أوروبياً في انتظام مواعيد إقلاع الطائرات وقلة عدد حالات فقد الأمتعة.

ومع مجيء عام 2013 أصبحت الخطوط الجوية التركية صاحبة أكثر نقاط طيران في العالم.

وتتيح شركة الخطوط الجوية التركية استخدام لغات كثيرة مثل الإنجليزية والعربية والألمانية والفرنسية واليابانية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والكورية والصينية والروسية في الموقع الرسمي الخاص بها، إلى جانب اللغة التركية بطبيعة الحال.

وفي الوقت الحالي أصبحت الخطوط الجوية التركية علامة تجارية معروفة على مستوى العالم، إذ تمتلك استثمارات مادية كبيرة، وأصولاً ملموسة في مطار إسطنبول تُقدَّر بـ15 مليار دولار.

كما أصبحت تضمّ أسطولاً ضخماً يحتوي على 387 طائرة، تُقلِع إلى 335 مطاراً في 320 مدينة، و127 دولة منها 43 في أوروبا و13 في منطقة الشرق الأوسط و22 في الشرق الأقصى و41 في إفريقيا و9 في الأمريكتين.

ومع تزايد المساحات المتاحة بعد افتتاح مطار إسطنبول الجديد، اعتزمت الشركة زيادة إجمالي حجم أسطولها إلى 476 طائرة خلال السنوات القادمة، وحينها قال محللون إن الشركة ستتحدّى الشركات الثلاث الكبرى المنافسة لها على المستوى الإقليمي، وهي طيران الإمارات والخطوط القطرية والاتحاد للطيران.



TRT عربي