"فجّرَت طائرة روسية".. ماذا تعرف عن المعارضة البيلاروسية؟ / صورة: Reuters (Maxar Technologies/Reuters)
تابعنا

زعم نشطاء مناهضون للحكومة في بيلاروسيا أنهم فجّروا طائرة استطلاع عسكرية روسية متطورة في هجوم بطائرات مسيرة في مطار بالقرب من العاصمة البيلاروسية مينسك، الأمر الذي وصفته زعيمة المعارضة البيلاروسية سفياتلانا تسيخانوسكايا بـ"أنجح تحوُّل" منذ بداية الحرب الأوكرانية، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.

وقالت منظمة BYPOL البيلاروسية، التي تضمّ ضباط الأمن السابقين الذين يدعمون المعارضة، إنها استخدمت طائرات مسيَّرة لضرب مطار ماتشوليشي على بعد 12 كيلومتراً من مينسك، مما ألحق أضراراً بالغة بطائرة الإنذار المبكر والسيطرة المحمولة جوّاً من طراز Beriev A-50 التابعة للقوات الجوية الروسية، والتي تبلغ قيمتها نحو 330 مليون دولار.

وبينما أعلنت المنظمة أن المشاركين في العملية هم من بيلاروسيا، وهم الآن بأمان خارج البلاد بعدما حقّقوا النصر، نفى مسؤول كبير في بيلاروسيا يوم الثلاثاء الادعاء "الكاذب" لنشطاء مناهضين للحكومة، فيما امتنع الكرملين عن التعليق على الهجوم المزعوم.

أصل الحكاية

خلال حديثه لـرويترز عن العملية التي نُفذت يوم الأحد، قال أليكساندر أزاروف، زعيم منظمة BYPOL التي تصنّفها مينسك تنظيماً إرهابياً، إن التخطيط للعملية استغرق عدة أشهر، وإن "الأنصار" سيسعون لتنفيذ مزيد من العمليات في المستقبل.

وأضاف: "نحن نعمل على مواصلة معركتنا ضد المحتلين الروس على أراضي بيلاروس، ومعهم النظام الإجرامي (الرئيس ألكسندر) لوكاشينكو الذي استولى على السلطة بشكل غير قانوني" وفق تعبيره.

من جهتها قالت زعيمة المعارضة تسيخانوسكايا: "أنا فخورة بكل البيلاروسيين الذين يواصلون مقاومة الاحتلال الروسي الهجين لبيلاروس ويكافحون من أجل حرية أوكرانيا".

تجدر الإشارة إلى أنه منذ بدء الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من عام، نفّذ نشطاء بيلاروسيون عدة عمليات في بيلاروس وفي المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا، واستهدفوا على وجه الخصوص نظام السكك الحديدية، في محاولة لإحباط تدفق القوات الروسية والإمدادات العسكرية عبر الحدود البيلاروسية إلى أوكرانيا لما افترضوا أنه هجوم خاطئ على كييف.

المعارضة البيلاروسية

أدّى تفكك الاتحاد السوفييتي إلى فترة وجيزة من الديمقراطية من عام 1991 إلى عام 1994. مع ذلك، فمنذ انتخابه عام 1994 بدأ ألكسندر لوكاشينكو ترسيخ سلطته على حساب البرلمان والمؤسسات الأخرى، مما أدخل البلاد في دوامة احتجاج تَجدّدَت أكثر من مرة على مدار العقود الثلاثة الماضية.

وتسبب سماح بيلاروسيا لروسيا باستخدام أراضيها لشنّ هجمات على أوكرانيا في إثارة معارضة داخلية واسعة النطاق وأعاد إحياء شبكات المعارضة التي تشكلت خلال الاحتجاجات عقب الانتخابات الرئاسية البيلاروسية عام 2020 التي شابتها مزاعم بتزوير انتخابي واسع النطاق.

في حينه ادّعت المرشحة الرئاسية المعارضة سفياتلانا تسيخانوسكايا، التي دخلت الانتخابات بدلاً من زوجها المعتقل سيرغي تيكانوفسكي، أنها فازت في الانتخابات الرئاسية بنسبة تتراوح بين 60% و70% من الأصوات.

وبعد فرارها إلى ليتوانيا ثم بولندا، قررت تسيخانوسكايا تشكيل حكومة ظلّ في المنفى لتسهيل الانتقال السلمي والمنظم للسلطة في بيلاروسيا.

وإلى جانب منظمة BYPOL التي تضمّ في صفوفها أعضاء أمن سابقين يشنّون هجمات تكتيكية ضد القوات الروسية ومؤسسات الدولة العسكرية، تبذل مجموعات المعارضة على شبكة الإنترنت مثل Nexta، والمجموعات اللا مركزية الأصغر، جهوداً لنشر المعلومات وتنسيق أنشطة المعارضة.

هل يسعى الغرب لتشتيت الجبهة الداخلية في بيلاروس؟

دعم الرئيس البيلاروسي نظيره الروسي في حربه المستمرة منذ عام على أوكرانيا، بما في ذلك السماح له بالهجوم من الأراضي البيلاروسية والسماح لروسيا بتدريب القوات التي حُشدَت حديثاً في بيلاروس. وعلى الرغم من تشكيل قوة دفاع إقليمية جديدة من المتطوعين يصل قوامها إلى 150 ألف فرد، قال لوكاشينكو إن جيشه لن يقاتل إلا إذا تعرضت بلاده لهجوم.

وتحت وطأة العقوبات الغربية غير المسبوقة التي تتعرض لها مينسك منذ عام 2021، أعلنت تسيخانوسكايا أنها "ستشكّل حكومة انتقالية"، بعد أن زعمت أن" بيلاروسيا فقدت استقلالها" بمشاركتها في الغزو الروسي لأوكرانيا.

ودعت في مارس/آذار 2022 إلى التعبئة المناهضة للحرب مطالبةً البيلاروسيين بمعارضة الهجوم الروسي على أوكرانيا، وإبلاغ كييف تحركات القوات والمعدات الروسية داخل بيلاروسيا، بالإضافة إلى مناشدة الجنود البيلاروسيين رفض المشاركة في الحرب.

ويسخّر المعسكر الغربي، خصوصاً بولندا وليتوانيا، جميع إمكانياته لدعم الحراك الذي تقوده زعيمة الظلّ البيلاروسية والذي تحثّ من خلاله مواطني بلادها للانتفاض على حكم لوكاشينكو للمساعدة على تحرير بلادهم من "الاحتلال الروسي الهجين" كما تقول، وبالتالي مساعدة الأوكرانيين على الدفاع عن بلادهم.

TRT عربي