مقابلة تركي الدخيل مع محمد بن سلمان على قناة العربية 
تابعنا

في يوم الأحد 10 فبراير/شباط، عُيِّن الرئيس السابق لقناة العربية، تركي الدخيل، في منصب سفير المملكة العربية السعودية في الإمارات العربية المتحدة. وذلك بعد أيام قليلة من كشف صحيفة The New York Times الأمريكية عن محادثة أخبر فيها وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، الدخيل بأنه "سيستخدم الرصاص" ضد الصحفي جمال خاشقجي، في حال عدم عودته إلى السعودية.

جرت هذه المحادثة بين وليّ العهد ومساعده، الدخيل، في شهر سبتمبر/أيلول عام 2017، قبل عام من مقتل خاشقجي، وركَّزت وكالات الاستخبارات الأمريكية مؤخراً على الدخيل في محاولةٍ لاكتشاف الجاني في قضية مقتل الصحفي السعودي.

في هذه المحادثة، ذكر محمد بن سلمان أنه إذا لم يكن من الممكن إعادة خاشقجي إلى السعودية بالحيلة، فيجب اللجوء إلى القوة.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، قال وليّ العهد السعودي إنه إن لم تفلح أي من الطريقتين، فسيستخدم "رصاصة" ضد جمال خاشقجي.

نجمٌ صاعد

كان تعيين الدخيل في منصب السفير إشارةً إلى ثقة وليّ العهد السعودي في مساعده السابق، خاصة وأن الإمارات هي أقرب حليف للسعودية في المنطقة، ومساند رئيس للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

ذكر معهد واشنطن أن الدخيل كان "المستشار الأقرب والأوثق" لدى محمد بن سلمان؛ إذ صاحَبَ الأمير الشاب في كل رحلاته عندما كان مساعداً له.

واستفاد الدخيل بشكل هائل من صعود الملك سلمان بن عبد العزيز إلى عرش المملكة عقب وفاة شقيق سلمان الملك عبدالله في 23 يناير/كانون الثاني عام 2015، في حين عُيِّنَ محمد بن سلمان، عديم الخبرة، في منصب وزير الدفاع حينها.

وبعد أيام قليلة، في 31 يناير/كانون الثاني عام 2015، عُيِّنَ الدخيل في منصب المدير العام الجديد لقناة العربية.

وبعد أقل من ثلاثة أشهر، عيَّن الملك سلمان نجله الأمير محمد ولياً للعهد، وأسرع الأخير لتطهير الساحة من المنافسين ليثبّت نفسه بمنصب وليّ العهد.

لم يكن أمام الدخيل إلا أن يستمر في حصد المكافآت.

صرَّح مصدرٌ مجهول لموقع Middle East Observer أن أداء الدخيل أثناء توليه منصبه بقناة العربية هو ما أدى لصعوده السريع.

وأظهرت وثيقةٌ بتاريخ 15 فبراير/شباط 2015 من الاستثمار كابيتال، استثمار الدخيل بمبلغ 8.4 مليون ريال سعودي (2.24 مليون دولار).

وبعدها بستة أشهر، في 13 أغسطس/آب 2015، تضاعفت استثماراته 11 ضعفاً، لترتفع إلى 94 مليون ريال سعودي (25 مليون دولار).

مكافأة بن زايد

ولكن محمد بن سلمان ليس هو الراعي الوحيد للدخيل.

يرتبط الإعلامي البارز أيضاً بصلاتٍ عميقة مع وليّ العهد الإماراتي الأمير محمد بن زايد.

ووصف الدخيل ذات مرة علاقته الوثيقة بوليّ عهد أبوظبي قائلاً: "لا أعمل مستشاراً لسموِّه، ولكن لديّ علاقات جيدة معه".

وفي مقابلة في يناير/كانون الثاني 2014، أضاف الدخيل: "فضل محمد بن زايد عليَّ كثير، وهناك العديد من النعم التي كان يغدقها عليّ".

وتربطه كذلك علاقاتٌ مالية واضحة بوليّ العهد الإماراتي.

وتُظهِر الوثائق التي حصل عليها موقع Middle East Observer، وترجع لعامي 2012 و2014، أن وليّ العهد محمد بن زايد أعد الصحفي لدوره القادم في قناة العربية.

تُظهِر الوثيقة الأولى تحويل بن زايد مبلغاً يُقدَّر بحوالي 1.1 مليون درهم إماراتي (316 ألف دولار) إلى الحساب البنكي الشخصي للدخيل يوم 22 أكتوبر/تشرين 2012.

وأتبِع ذلك، كما تظهر الوثيقة التالية، بتحويل في يوليو/تموز 2014 بمبلغ 633,333 دولار إلى الحساب نفسه.

ولكن من هو تركي الدخيل؟

الدخيل، الذي يبلغ من العمر 45 عاماً، معروفٌ بأنه ترك بصمته عبر برنامجه الأسبوعي "إضاءات" على قناة "العربية"، وارتقى بسرعة لمنصب المدير العام في دبي، مدعوماً بالرعاية الملكية التي اكتسبها خلال فترة عمله مساعداً لوليّ العهد السعودي.

وهو كاتب غزير الإنتاج، وكتابه الأكثر مبيعاً بعنوان "مذكرات رجل سمين سابقاً"، يحكي فيه معاناته لإنقاص وزنه.

في وقت سابق كان الدخيل مقرباً من الأمير الملياردير السعودي الوليد بن طلال الذي كان واحداً من أبرز الشخصيات التي اعتُقِلَت أثناء حملة تطهير التي شنها محمد بن سلمان بعد وصوله إلى السلطة.

وفي عام 2014، نال جائزة جمعية أمريكا للإعلام الخارجي، حيث وُصِفَ خلال تكريمه بأنه "تشارلي روز ولاري كينغ الشرق الأوسط".

وفي مقطع فيديو أصدرته جمعية أمريكا للإعلام الخارجي، ظهر باعتباره صحفياً، ومقدم برامج تلفزيونية، ووُصِفَ بأنه "مناصرٌ لحقوق المرأة، والمجتمع المدني، والتسامح الديني في السعودية والخليج".

وأظهر الفيديو نفسه الدخيل وهو يحثّ المرأة على "تولي شؤونها"، إذ يقول: "إذا لم تدافعي عن حقوقك بنفسك، فلن يفعل الرجال ذلك نيابة عنكِ".

يتناقض ذلك بشدة مع سجل حقوق الإنسان في السعودية، بوجود العديد من الناشطات الإناث في السجن وهن اللواتي دشنّ حملات من أجل الحق في القيادة.

ويصف باحثون حقوقيون "حالات تعذيب وتحرش جنسي بالسجينات الإناث".

تولَّى الدخيل دوراً دفاعياً قوياً عن السعودية خلال تداعيات مقتل خاشقجي.

كان أول من هاجم العقوبات الأمريكية ضد الرياض، في مقال نشره على موقع العربية، حذَّر فيه من العواقب "الكارثية"، في حال تأكيد العقوبات، قائلاً: "ستضر الاقتصاد الأمريكي أكثر من الاقتصاد السعودي"، وتنبأ فيه بالمخاطر على الأمن العالمي؛ وبشكل رئيس "المصالحة" بين السعودية وإيران.

كل رجال الأمير

قد تكون علاقات الدخيل الوثيقة بالأمير محمد بن زايد هي أساس علاقة الصداقة الودية بين وليّ العهد السعودي ونظيره الإماراتي.

وبناء على علاقاته القوية مع الإمارات، دخل الدخيل دائرة المستشارين الموثوقين لمحمد بن سلمان، ليستفيد وليّ العهد الجديد من تلك الروابط الوثيقة بشكل مباشر.

عقب الإطاحة بوليّ العهد السعودي محمد بن نايف، تصاعد تأثير الدخيل ومعه نفوذ محمد بن زايد في الرياض.

وبدون خبرات دبلوماسية، أو فقط بالقليل منها، قد يكون دور الدخيل الجديد شرفياً نظراً للعلاقات الثنائية الوثيقة القائمة بالفعل بين البلدين.

الإعلان عن تعيينه بعد أيام قليلة من تورطه في محادثة تتعلق بمقتل خاشقجي يأتي تأكيداً لثقة وليّ العهد السعودي به.

تحويل عبد الله بن زايد لمبلغٍ يُقدَّر بحوالي 1.1 مليون درهم إماراتي (316 ألف دولار) إلى تركي الدخيل
الوثيقة الثانية للتحويلات المالية بين عبد الله بن زايد وتركي الدخيل
تركي الدخيل يحصد جائزة أفضل إعلامي في قمة التواصل
تركي الدخيل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
وثيقة استثمار تركي الدخيل في شركة الاستثمار كابيتال
TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً