سياسة
5 دقيقة قراءة
ما بين الحرب والتسوية.. إلى أين تتجه المواجهة في لبنان؟
تتصاعد وتيرة التهديدات والاشتباكات المسلحة ما بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما ينذر باقترابها من نقطة الحسم، إما المواجهة العسكرية المفتوحة وإما التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تعيد الهدوء إلى المنطقة.
ما بين الحرب والتسوية.. إلى أين تتجه المواجهة في لبنان؟
يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية  / صورة: AFP / AFP
28 يونيو 2024

وفي ظل حالة التصعيد المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، نقلت صحيفة بوليتيكو، اليوم الجمعة، عن مسؤول أمريكي قوله إن خطر اندلاع الحرب المفتوحة ما بين حزب الله وإسرائيل أصبح " أعلى من أي وقت مضى خاصة في الأسابيع الأخيرة".

ووفقاً لتقديرات استخباراتية أمريكية نقلتها الصحيفة فإن فرص الوصول إلى وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في تراجع ما يعني أن المواجهة ما بين حزب الله وإسرائيل في تصاعد.

حالة التوتر وتصاعدها انعكست على سلوك عدد من الدول التي حذرت رعاياها من السفر إلى لبنان وطالبت الموجودين فيه بالخروج، فيما سعت دول أخرى إلى احتواء التصعيد والوصول إلى تسوية سياسية.

لا أفق لتسوية شاملة

كثف المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين زيارته وجهوده للوصول إلى تسوية سياسية بين لبنان وإسرائيل. وتصر إسرائيل على انسحاب عناصر حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، ويرفض حزب الله المطالب الإسرائيلية ويربط أي وقف للقتال بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وفي هذا الإطاريشير الكاتب والباحث اللبناني وائل نجم إلى أن " استمرار المعارك في قطاع غزة يعيق الوصول إلى تسوية سلمية في لبنان، فحزب الله يربط وقف إطلاق النار في جنوب لبنان بوقف إطلاق النار في غزة".

ويضيف نجم أن ما يزيد صعوبة التوصل إلى تسوية شاملة بين حزب الله وإسرائيل، طبيعة المطالب الإسرائيلية التي ترفض" بقاء المقاومة اللبنانية وفي طليعتها حزب الله على الحدود مباشرة، لذلك يشترط انسحاب حزب الله الى ما وراء نهر الليطاني"، بالمقابل يرفض حزب الله بشكل قاطع الانسحاب.

ويرى عماد ناصر الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية أن انتهاء الحرب في غزة لا يعني أن التوتر العسكري في لبنان سوف ينتهي فـ" الإسرائيليين يطرحون العودة الى ما وراء الليطاني، والحزب يرفض ذلك رفضاً قاطعا".

طبول المواجهة الشاملة

يشير الباحث والكاتب اللبناني وائل نجم إلى أن عدة اعتبارات تدفع الجانب الإسرائيلي إلى خوض المواجهة المفتوحة مع حزب الله أهمها "تأمين المستوطنات الإسرائيلية، وإعادة سكانها الذين نزحوا وهجروا، وهو ما شكل ضربة قوية للفكر الاستيطاني الإسرائيلي".

ومن الاعتبارات الاخرى التي تدفع إسرائيل إلى المواجهة العسكرية المفتوحة وفقاً لوائل نجم" رغبة إسرائيل في تخليص حزب الله من الأسلحة النوعية التي يمتلكها وتحديداً الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة".

ويضيف الكاتب والأكاديمي الفلسطيني الدكتور أحمد الحيلة، إلى قائمة الأسباب التي تدفع باتجاه الحرب المفتوحة، ما طرحه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والمتمثل بـ" تلازم المسارات بين بيروت وغزة".

.هذا الترابط بين المسارات" وتعنّت الاحتلال واليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو ورفضهم كل جهود الوسطاء لوقف العدوان على غزة وانسحاب جيش الاحتلال، يخلق بيئة ساخنة لاستمرار التصعيد شمال فلسطين مع لبنان، لا سيّما في ظل ضعف الإدارة الامريكية"

ويوضح الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية عماد ناصر أن شرارة الحرب قد تكون بـ"اغتيال أي من الشخصيات العسكرية البارزة في حزب الله أو ضرب أهداف في الضاحية الجنوبية في بيروت من قبل إسرائيل، أو قصف حزب الله منشآت حساسة أو ضرب مدينة حيفا".

ويضيف ناصر أن "الوضع الحالي أوجد حالة من تآكل الردع في الشمال، ومس بمبادئ الأمن الإسرائيلي، ما قد يدفعها إلى الحسم، الذي قد يكون على مستوي مشاريع محددة، كمشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله، ومن الممكن أن تكون الحرب فرصة لتنفيذه".

في مقابل ذلك يشير الكاتب وائل نجم إلى مجموعة من العوامل قد تقلل احتمالات الوصول إلى الحرب الشاملة، على رأسها " القدرة التي يتمتع بها حزب الله وتحديداً القدرة الصاروخية، والرغبة الأمريكية بعدم توسيع الحرب في المنطقة، والأهم وضع الجيش الإسرائيلي المتردي بعد خسائره الفادحة في غزة".

البنية التحتية على رأس الأهداف

زعم تقرير لصحيفة التليغراف البريطانية أن حزب الله يخزن صواريخ دقيقة في مطار بيروت. التقرير رأى فيه اللبنانيون مقدمة لشرعنة استهداف المطار والمنشآت الحيوية الاخرى في لبنان، وتزامن مع تحذير الدول الغربية بعدم السفر إلى لبنان والطلب من مواطنيها مغادرة البلاد.

ويرى الكاتب وائل نجم أن التقرير يأتي في إطار " الحرب النفسية الإسرائيلية رداً على الصور والفيديوهات التي نشرها حزب الله وأظهر فيها أماكن حيوية في مدينة حيفا وصفد ومناطق أخرى".

ويقدر نجم أن هذه التقارير تأتي كذلك في سياق التهويل التخويف والضغط والحرب النفسية لدفع الجانب اللبناني الى تقديم تنازلات سياسية."

ويلفت الباحث عماد ناصر الانتباه إلى أن هذا النمط من الادعاءات الإسرائيلية ليس بالجديد، فخلال السنوات الماضية امتلأت المنصات الإعلامية الإسرائيلية الموجهة إلى الجمهور العالمي بمزاعم تخزين حزب الله اللبناني اسلحة وصواريخ في المطار ومنشآت مدنية.

ويشدد ناصر على أن هذه الأساليب الدعائية استخدمتها إسرائيل في قطاع غزة قبل أن تستبيح البنية التحتية للقطاع، بما فيها من مستشفيات ومنشآت مدنية.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
توغل إسرائيلي بعدة قرى جنوبي سوريا والطيران الحربي يحلق على علو منخفض في أجواء القنيطرة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تجدد توغلاتها واعتداءاتها في الجنوب السوري
غوتيريش: اجتماعات مرتقبة في جنيف بين طرفي النزاع في السودان
كأس العرب.. السعودية تنتزع التأهل بعد فوز صعب على فلسطين وسوريا تغادر البطولة
إصابة طبيب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين شمالي الضفة
مئات الشهداء منذ وقف النار وانهيار مبانٍ بفعل العاصفة "بايرون".. وحكومة غزة ترد على مزاعم المساعدات
لافروف: روسيا مستعدة إذا اتخذت أوروبا قراراً بخوض حرب
33 قتيلاً في غارة شنها الجيش على مستشفى في ميانمار
الشيباني: إلغاء عقوبات "قيصر" إنجاز تاريخي وتجسيد لنجاح الدبلوماسية السورية
"تعدٍّ غير مسبوق على الحرمات".. حماس تدين تهديد بن غفير بهدم قبر القسام قرب حيفا
إعلام عبري: واشنطن تمنع دبلوماسيين أوروبيين من دخول مركز التنسيق بشأن غزة بطلب من إسرائيل
اجتماع سوري-فرنسي لمناقشة التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب
أكسيوس: إدارة ترمب تعتزم تعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة
"توازنات جديدة وشراكات عالمية".. انطلاق قمة إسطنبول الاقتصادية بنسختها التاسعة
مناورات جوية أمريكية-يابانية عقب دوريات عسكرية صينية-روسية في محيط اليابان