عاصفة من الانتقادات لاحقت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد إبلاغه واشنطن بمعارضته إقامة دولة فلسطينية "في إطار أي سيناريو لمرحلة ما بعد الحرب" على غزة، على خلاف الرغبة الأمريكية.
ويبدو أن إسرائيل والولايات المتحدة على خلاف الآن، إذ يرفض نتنياهو والحكومة الائتلافية اليمينية في إسرائيل بشدة إقامة دولة فلسطينية، مع أن واشنطن تؤكد أن حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد الممكن لإحلال سلام دائم في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الخميس، إنه "لا سبيل" لإنهاء التحديات الأمنية طويلة الأمد التي تواجه إسرائيل في المنطقة والتحديات قصيرة الأمد المتمثلة في إعادة إعمار غزة "دون إقامة دولة فلسطينية".
وذكر ميلر في إفادة صحفية أن إسرائيل لديها فرصة في الوقت الحالي في ظل استعداد دول في المنطقة لتقديم ضمانات أمنية لها.
جاءت هذه التصريحات بعد أن قال نتنياهو في مؤتمر صحفي الخميس في تل أبيب إنه أبلغ واشنطن رفضه إقامة دولة فلسطينية لا تضمن أمن إسرائيل.
وقال نتنياهو: "أوضح أنه في أي ترتيب في المستقبل المنظور، سواء باتفاق أو بلا اتفاق، يجب أن تكون لإسرائيل سيطرة أمنية على كامل الأراضي غربي نهر الأردن. إنه شرط أساسي، وهو يتعارض مع مبدأ السيادة".
وأضاف أن عدم وجود دولة فلسطينية لم يقف في طريق اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية قبل بضع سنوات، وذ كر أنه لا يزال ينوي إضافة مزيد من الدول إلى تلك الاتفاقيات.
من جانبه أعلن السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي أن معارضة نتنياهو قيام دولة فلسطينية قد تعقّد تصديق مجلس الشيوخ على حزمة المساعدات لإسرائيل.
وأكد السيناتور الديمقراطي بيتر ويلش بدوره أن نتنياهو لا يشارك الولايات المتحدة قلقها بشأن فقدان أرواح الفلسطينيين، مضيفاً أن موقفه الرافض لإقامة دولة فلسطينية يكشف أنه "يريد أخذ الأموال الأمريكية فيما يرفض دائماً نصائحها".
وفيما وصفت السيناتورة تامي داكويرث تصريحات نتنياهو بـ"المفزعة"، اعتبر السيناتور بريان شاتز أن نتنياهو مخطئ ويصعّب الأمور على مستقبل إسرائيل.
واعتبرت عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي إليزابيث وارن رفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية ضمن أي ترتيبات لما بعد الحرب "خطيراً ومتناقضاً" مع السياسة الأمريكية.
وأضافت وارن أن واشنطن تدعم حلّ الدولتين لأنه الطريق الوحيد لضمان السلام وأمن وكرامة الإسرائيليين والفلسطينيين، حسب تعبيرها.
كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن توصل الأسبوع الماضي إلى الخطوط العريضة لاتفاق مع إسرائيل يقضي بأن يساعد جيرانها على إعادة إعمار غزة بعد الحرب ويواصلوا التكامل الاقتصادي مع إسرائيل، بشرط التزامها السماح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في نهاية المطاف.
جاء ذلك خلال جولة بلينكن الرابعة بالشرق الأوسط منذ الهجوم بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
















