تُحيِي جمهورية أوزوبيس، في أول أبريل/نسيان من كل عام منذ سنة 1998، ذكرى استقلالها (Reuters)
تابعنا

تُحيي جمهورية أوزوبيس، في أول أبريل/نسيان من كل عام منذ سنة 1998، ذكرى استقلالها.

ومن المثير للدهشة أن هذه الجمهورية التي تُعَدّ الصغرى في العالم، تمتدّ على حي مساحته أقلّ من كيلومتر مربع واحد ضمن الجزء القديم من العاصمة الليتوانية فيلنيوس، ولا يفصلها عن باقي الأحياء سوى نهر فيلنيا.

وتملك أوزوبيس حكومة وبرلماناً من خمسة أعضاء يجتمعون في المقهى، ونشيداً وعلماً ودستوراً. ولدى الحكومة أكثر من 350 سفيراً من دول مختلفة، ونحو 1050 قنصلاً.

ولا يحمل هؤلاء السفراء بالطبع صفة رسمية، وإن كانت تربطهم علاقات بأوزوبيس، ولديهم مساهمات في نشاطها المتنوع من المجال الثقافي والإبداعي إلى نشر السلام وثقافة الحوار.

ولا يحتاج الدخول إلى هذه الجمهورية تصريحاً، ولا جواز سفر.

وفي الأول من أبريل/نيسان من كل عام، يمكن للقادمين ختم جوازات سفرهم بختم جمهورية أوزوبيس الخاص، والإنفاق من عملتها الخاصة غير الرسمية، فيما يستمتعون بسلسلة من العروض الاحتفالية البهيجة التي يقام كثير منها في الهواء الطلق.

المواطنة في أوزوبيس

يقارب عدد المقيمين في حي أوزوبيس 8 آلاف شخص، منهم نحو 1000 فنان.

ويكفي لأيّ راغب حسب الموقع الرسمي للجمهورية، أن يرفع صوته معلناً: "أنا مواطن في جمهورية أوزوبيس"، أو يتقدم بطلب إلكتروني يتضمن أسئلة غير تقليدية، مثل "ما لونك المفضل؟ وهل تحب التفاح؟"، أما الدستور فلا يمنح الجنسية لأحد ولا يسحبها من أحد.

وعلى من يريد أن يصبح مواطناً في هذه الجمهورية أن يزورها مرة واحدة على الأقلّ.

ولا تقدّم جنسية أوزوبيس لحاملها ميزات المواطنة المعروفة أو تحمله واجباتها، ووثائقها لا تمكّنه من عبور أي حدود في العالم.

اتفاقيات مع "الدولة الصديقة المجاورة"

رسمياً تُعَدّ أوزوبيس جزءاً من ليتوانيا وتابعة لحكومتها، واستقلالها ثقافي واجتماعي، ولا علاقة فعلية له بالنظام السياسي أو التمثيل الدولي الرسمي.

وفي يونيو/حزيران من عام 2004 وقّع كل من ليليكس ووزير الخارجية الليتواني حينها أنتاناس فاليونيس اتفاقية صداقة وتبادل ثقافي واحترام بين جمهورية أوزوبيس وحكومة ليتوانيا، التي يصفها الموقع الرسمي لأوزوبيس بـ"الدولة الصديقة المجاورة".

يقول ليليكس: "كان الطريق طويلاً جداً للحصول على الاستقلال، وبين جمهورية أوزوبيس وحكومة ليتوانيا اتفاقية. لقد وقّعنا اتفاقية مع وزارة الخارجية الليتوانية، وجاء دبلوماسيون وسفراء كثيرون من العالم لحضور الاحتفال".

وترتبط أوزوبيس بعلاقات مع جهات ومراكز فنية في أنحاء العالم، ويزورها عديد من السفراء والسياسيين والشخصيات المعروفة، وبفضل فرادتها وأبنيتها القديمة وطرقها المرصوفة بالحجارة والنشاطات الثقافية والفنية والاحتفالات المتنوعة التي تقيمها، أصبحت مركز جذب للسياح، وأدى هذا إلى ارتفاع أسعار العقارات فيها.

الدستور والشعار والعملة

يتضمن دستور أوزوبيس 41 بنداً، وهو مثال للطرافة والتفكير الحر، أوضح سمتين في أوزوبيس.

وتُرجم إلى 29 لغة حتى الآن، من بينها العربية، وهو مكتوب باللغات المختلفة على ألواح معدنية ملصقة على جدار طويل في شارع بوبيو في قلب أوزوبيس، ويُضاف مزيد من الترجمات إليه باستمرار، وقد باركه البابا فرانسيس حين زار ليتوانيا عام 2018.

أما علم الجمهورية الذي يحمل رسم "الكف المقدسة" فهو رسم لراحة يد مثقوبة على خلفية بيضاء. ويتغير لون الكفّ مع دورة الفصول بالتسلسل، الأزرق في الشتاء، والأخضر في الربيع، والأصفر في الصيف، والأحمر في الخريف.

وفي عام 2003 اصدرت أوزوبيس عملتها يوروزاس، وحدّدَت قيمة 1 يوروزاس بكوب من الجعة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً