سفير أنقرة لدى الناتو: تركيا من أكبر الدول مساهمةً في تعزيز قوة الحلف. / صورة: AA (AA)
تابعنا

أكد ممثل تركيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي "ناتو" السفير لفنت غومركجي، أن بلاده من أكبر الدول مساهمةً في تعزيز قوة الحلف منذ تأسيسه قبل 74 عاماً.

وبمناسبة الذكرى الـ74 لتأسيس الحلف في 4 أبريل/نيسان 1949، قال غومركجي لوكالة الأناضول، إن تركيا كانت لها أهمية استراتيجية خلال الحرب الباردة (1947-1991)، باعتبارها دولة في الناتو، وفي الوقت نفسه متاخمة للاتحاد السوفيتي.

وأضاف أن الناتو بدأ بعد الحرب الباردة العمل بوصفه منظمة أمنية تستجيب للأزمات خارج منطقته، أكثر من الدفاع الجماعي عن دول الحلف.

وتابع أن تركيا كانت من بين الحلفاء الذين قدموا مساهمات عسكرية وسياسية كبيرة لعمليات الناتو خلال فترة الحرب الباردة، لا سيما في البوسنة والهرسك وكوسوفو وأفغانستان.

وأردف: "اليوم، تركيا هي الحليف الوحيد داخل الناتو الذي يمكنه التحدث مع روسيا والتعاون معها لمصلحة المجتمع الدولي، من خلال تطوير تفاهم مشترك في مجالات معينة، ويمكننا أن نرى نماذج من هذا التعاون في سوريا والقوقاز وليبيا وأوكرانيا".

واستطرد: تركيا هي الدولة الوحيدة القادرة على التحدث مع طرفي النزاع في الحرب الروسية الأوكرانية، وأنقرة هي العاصمة الوحيدة داخل الناتو التي استطاعت كسب ثقة الطرفين، بدليل "دورها الوسيط واتفاقية شحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود واتفاقية تبادل الأسرى بين الجانبين، إضافة إلى توفير أمن محطة زاباروجيا النووية".

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً في جارتها أوكرانيا، ما دفع دولاً عديدة في مقدمتها الولايات المتحدة، إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.

مكافحة الإرهاب

وفيما يخص ملف الإرهاب، قال غومركجي إن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ ذكر مراراً أن تركيا هي الدولة الأكثر تعرضاً للهجمات الإرهابية بين دول الحلف.

لكن تركيا أيضاً هي الدولة الأكثر كفاحاً ضد التنظيمات الإرهابية، والتي ألحقت أشد الخسائر بالإرهابيين على مدى سنوات، حسب غومركجي.

ولفت إلى أن تركيا لا تكتفي بمكافحة تنظيم "PKK" الإرهابي، بل تكافح امتداده في سوريا والمتمثل بـ"PKK/YPG"، وكذلك تنظيمات داعش والقاعدة والشباب الإرهابية.

وأشار إلى أن تركيا هي ثاني أكبر جيش داخل الحلف بعد الولايات المتحدة، وحققت تطوراً كبيراً في مجال الصناعات الدفاعية خلال الأعوام العشرين الماضية، وابتكرت الكثير من الأسلحة والمعدات القتالية التي يحتاج إليها الجيش التركي.

عضوية فنلندا والسويد

وبشأن ملف انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف، قال غومركجي إن "تركيا تؤيد دائماً سياسة الباب المفتوح للناتو، ومؤخراً وافقنا على انضمام فنلندا إلى الحلف".

وتابع بأن تركيا اشترطت على السويد وفنلندا، عندما تقدمتا بطلب الانضمام إلى الناتو، إيلاء المزيد من الاهتمام لمكافحة الإرهاب (الذي يستهدف تركيا).

وأردف: "فنلندا لبّت مطالب تركيا المذكورة في المذكرة الثلاثية المبرمة على هامش قمة زعماء الناتو في مدريد صيف العام الماضي، لذا وافقنا على انضمامها، والآن نقول للسويد عليكِ الالتزام ببنود المذكرة للحصول على عضوية الحلف".

وفي 18 مايو/أيار 2022، تقدمت فنلندا التي تمتلك حدوداً بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا، وجارتها السويد بطلب رسمي إلى ستولتنبرغ للحصول على عضوية الناتو.

وقبل قمة مدريد، أعربت أنقرة عن مخاوف أمنية، لا سيما بشأن أنشطة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها "PKK/YPG" و"غولن"، في السويد.

واستجابة لمخاوف أنقرة، وقّعت السويد وفنلندا مع تركيا مذكرة ثلاثية على هامش قمة مدريد، بهدف زيادة التعاون والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب.

ومع التزام هلسنكي، وافق البرلمان التركي، في 30 مارس/آذار الماضي، على طلب فنلندا لتكتمل إجراءات انضمامها إلى الناتو.


TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً