كان من المقرر هدم سيلاند بعد الحرب العالمية الثانية لأنها كانت حينها تقع خارج مياه المملكة المتحدة (Ben Stansall/AFP)
تابعنا

تُعد سيلاند منصة ضخمة من المعدن والخرسانة في بحر الشمال تُدار كدولة مجهرية مستقلة في تحدٍ لحكومة المملكة المتحدة منذ 54 عاماً.

لكن حتى في سيلاند الواقعة على مسافة نحو سبعة أميال (11 كيلومتراً) من ساحل جنوب شرق إنجلترا، يتعيّن على الوافدين إظهار اختبار كوفيد-19 سلبي قبل الصعود إلى المنصة.

يقول ليام بايتس أحد أمراء سيلاند: "بفخر ليس لدينا أي حالات إصابة بفيروس كوفيد".

ويضيف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: "في الوقت الحالي أعتقد أننا من الدول القليلة في العالم التي يمكنها فعلاً قول ذلك".

وسيلاند منصة سابقة مضادة للطائرات، بُنيت فوق برجين خرسانيين، وكان من المقرر هدمها بعد الحرب العالمية الثانية لأنها كانت حينها تقع خارج مياه المملكة المتحدة.

لكنها لم تُهدم فتولى روي، جد ليام، وهو رجل أعمال لديه مشاريع في الصيد ويملك راديو غير مرخص له، زمام الأمور وأعلن الاستقلال.

وُلدت إمارة سيلاند وشعارها "من البحر، الحرية" في عام 1967، ولها دستورها الخاص ورايتها وحتى نشيدها الوطني.

مُذاك نجت المنصة الدفاعية السابقة من محاولة انقلاب، وانهيار مشروع لتخزين البيانات الإلكترونية وحريق كارثي.

بيع الألقاب

العلم الأسود والأحمر والأبيض يعكس أجواء القراصنة في سيلاند.

ويرفع المهندس جو هاميل (58 عاماً) الزوار من البحر بأرجوحة خشبية، فيما يمسكون الحبال بإحكام.

على المنصة، الإجراء الأول هو وضع ختم سيلاند على جوازات الزوار.

من قرب، تبدو سيلاند منظّمة بأرضيتها الجديدة والأدوات والدهانات وعلب النقانق المخزنة بعناية.

تُحافظ سيلاند على توازنها المالي من خلال بيع الألقاب عبر موقعها على الإنترنت، إذ يمكنك أن تصبح سير سيلاند مقابل 29,99 جنيهاً إسترلينياً (44,99 دولاراً) أو دوقاً مقابل 499,99 جنيهاً إسترلينياً.

عزلة

يوضح الشاب أن "سيلاند لا تدفع ضرائب في المملكة المتحدة وبيت القصيد، هو الحرية في فعل ما تريد، مثل الدين والتعبير وأي نوع من التوجهات".

وفي حين يقتصر حضور آل بايتس على الزيارات، يتولى رجلان صيانة المنصة مداورة في نوبات عمل لمدة أسبوعين، هما هاميل ومايكل بارينغتون البالغ 66 عاما والمسؤول عن الأمن الداخلي.

يقول هاميل إنه أثناء الإغلاق، تطوع لقضاء نوبتين لمدة 11 أسبوعاً هنا بمفرده، وحصل على الإمدادات من قارب.

"لكن في النهاية أعتقد أن حالتي العقلية كانت تسوء"، وفق عبارات الرجل اللندني الذي كان يعمل في مجال التأمين. ويشدد على أنها "كانت عزلة خالصة".

صارت سيلاند ضحية فقاعة دوت كوم، وفق ما يقول، فيما تحفظ الخوادم في إحدى الغرف كجزء من تاريخنا الوطني.

وأكد أنه لا يزال يرى أن مستقبل سيلاند رقمي، مع خطط لإطلاق عملة مشفرة، لكنه لا يريد كشف مزيد من التفاصيل.

الانقلاب الكبير

هناك زنزانة صغيرة بسرير حديدي كانت تأوي السجين الوحيد في الدولة عام 1978 في أثناء الانقلاب الكبير في سيلاند.

بعد خلاف مع روي بايتس، أرسل رجل أعمال ألماني مرتزقة لاقتحام المنصة أثناء غيابه.

استعاد روي بايتس ونجله مايكل السيطرة على سيلاند في غارة فجرا بطائرة هليكوبتر، وأطلقوا سراح المرتزقة لكنهم احتجزوا محامي رجل الأعمال واتهموه بالخيانة.

وأُطلق سراحه في النهاية بعد أن جاء دبلوماسي ألماني للتحقيق في الأمر.

ليست تلك الحلقة العنيفة الوحيدة في تاريخ سيلاند، ففي عام 1967 صدّ بايتس إنزالاً لفرقة من راديو كارولين، وهي محطة إذاعية شهيرة غير مرخص لها قذفوا زجاجات مولوتوف.

وفي عام 1968 حوكم روي وابنه مايكل بتهمة ارتكاب مخالفات أسلحة بعد إطلاق النار على سفن عابرة، لكن المحكمة قضت بأن المنصة تقع خارج الولاية القضائية البريطانية.

منذ عام 1987، توجد المنصة بشكل قانوني في المياه البريطانية، رغم أن المملكة المتحدة لا تحاول استعادتها.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً