وقال القيادي بحماس أسامة حمدان في كلمة مسجلة: "الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم ممنهجة في شمال قطاع غزة، ضمن أعمال الإبادة الجماعية وتشمل الإعدام وقتل المدنيين والاعتقال والإخلاء القسري والتهجير والتجويع ومهاجمة المستشفيات".

وأضاف: "الاحتلال قتل خلال 18 يوماً 700 فلسطيني في شمال غزة من دون احتساب من هم تحت الأنقاض أو الذين لا تصل إليهم سيارات الإسعاف، ويبقى العدد مرشحاً للارتفاع".

وأوضح حمدان أن الممرات الممتدة من شمال غزة إلى جنوبه التي ادعى جيش الاحتلال أنها "آمنة"، وأجبر النازحين على المرور عبرها، تحولت إلى "مصيدة لاستهداف الفلسطينيين ومن بينهم نساء وأطفال عبر الاستهداف والقتل أو الاعتقال".

واعتبر القيادي في حماس أن الصمت العالمي تجاه الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة أمام مرأى ومسمع العالم "وصمة عار على جبين كل المتخاذلين في التحرك لوقفها".

وبيّن أن استمرار السكوت على دعم الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية لإسرائيل بـ"المال والسلاح يجعلها شركاء في جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا".

ودعا المجتمع الدولي ومؤسسته الأممية لـ"الاضطلاع بدورهم ومسؤوليتهم في وقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".

كما ندد بمنح "الإدارة الأمريكية مهلة الشهر للاحتلال للنظر في آليات إدخال المساعدات لشمال غزة بدلاً من الضغط لوقف الجرائم والعدوان على الفور"، معتبراً إياها "مهلة لارتكاب الجريمة بأسوأ صورها من دون عواقب".

وناشد حمدان، العالمين العربي والإسلامي لاستخدام "مقدراتهما التي تؤلم هذا العدو (الإسرائيلي) وتكبح إرهابه ومخططاته العدوانية التي لن تتوقّف عند حدود فلسطين"، مطالباً الدول بالدعوة لانعقاد مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل والضغط لصدور قرار دولي يوقف العدوان.

واستنكر في ختام حديثه ما وصفه بـ"خشوع" العالم عند "ذكر جريمة الهولوكوست التي لم يرها (بحق اليهود)"، مطالباً إياه بـ"الإجابة عن موقفه من الهولوكوست الجديد الذي يراه في بث حي ومباشر (بحق الفلسطينيين بغزة)".

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدأ جيش الاحتلال عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في محافظة شمال القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي عن بدء اجتياح لهذه المناطق، بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون، إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت حتى ظهر الثلاثاء، 143 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.