التصريحات الإماراتية-السعودية أتت خلال جولة روسية في الخليج (Sputnik)
تابعنا

توجد جهود روسية-خليجية تحاول إعادة تأهيل النظام السوري عربياً ودولياً، وحشد التأييد لمقترح عودته إلى الجامعة العربية، وهو ما برز مؤخراً عبر انتقاد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان لقانون "قيصر" الأمريكي الذي يفرض عقوبات على شخصيات وكيانات مرتبطة بالنظام السوري، بسبب ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.

وزير الخارجية الإماراتي أشار أيضاً إلى أن التحدي الأكبر أمام العمل المشترك مع دمشق يتمثل في قانون قيصر الأمريكي.

تبع هذا التصريح الإماراتي تصريح سعودي لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي أعلن الأربعاء عن تغيير مهم في موقف بلاده من نظام الأسد.

وقال "بن فرحان" خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إن الأزمة السورية تتطلب حلاً سياسياً، مؤكداً أن هذا البلد في حاجة إلى العودة إلى حضنه العربي والتمتع بالاستقرار والأمن.

وأضاف وزير الخارجية السعودي أن حل الأزمة في سوريا يتطلب توافقاً بين أطراف الأزمة من معارضة وحكومة.

ويظهر الدور الروسي في تصريحات وزير الخارجية السعودي الذي قال: "متفقون مع أصدقائنا الروس على أهمية إيجاد مسار سياسي يؤدي إلى تسوية الوضع في سوريا واستقراره لأنه لا وجود لحل للأزمة السورية إلا من خلال المسار السياسي".

إعادة تأهيل بدعم روسي

التصريحات الإماراتية السعودية بالتزامن مع جولة روسية في الخليج تتواصل حتى الجمعة وتضم الإمارات والسعودية وقطر.

هذه التصريحات لم تكن المحاولات الأولى لإعادة تأهيل النظام السوري، فالعام الماضي 2020 شهد أول لقاء عربي من نوعه، جمع بين أربع دول تتقاطع مصالحها في المرحلة الراهنة، حول إعادة تأهيل النظام السوري.

واستضافت القاهرة في 26 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اجتماعاً رباعياً جمع مسؤولين من وزارات الخارجية لكل من مصر والسعودية والإمارات والأردن لمناقشة الملف السوري.

وأعادت الإمارات نهاية عام 2018 افتتاح سفارتها في العاصمة دمشق، فيما تجري مصر تنسيقاً وتواصلاً أمنياً مع استخبارات النظام السوري، من دون إغفال جهودها المكثفة منذ عام 2018، من أجل استعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية، من دون تحقيق أي جدوى بسبب الموقف الصارم الذي كانت تتبناه الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب حول فك عزلة النظام السوري.

وفي محاولة سعودية قديمة لمعاودة تحريك النشاط السياسي عقب صمت دبلوماسي استضافت العاصمة السعودية الرياض مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، إذ ناقش مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان العملية السياسية.

ورجح مراقبون أن تكون التحركات الأخيرة لفك العزلة عن النظام السوري لا سيما مع صعود إدارة جديدة في الولايات المتحدة، إذ يتوقع أن تولي إدارة بايدن مزيداً من الاهتمام بالدبلوماسية وأدواتها في قضايا المنطقة بما فيها سوريا، بما قد يشجع بعض الدول العربية على توسيع هامش التحرك بما يُتيح إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية.

دعم قديم-جديد

وسبق لدولة الإمارات أن رفضت في أكتوبر/تشرين الأول 2015، طلباً سعوديّاً للتوقيع على بيان أصدرته سبع دول هي السعودية وقطر وتركيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، تطالب فيه روسيا بوقف عملياتها العسكرية في سوريا.

ولم تعترض الإمارات على التدخل العسكري الروسي الداعم لنظام الأسد في سوريا منذ عام 2015، على العكس من الدول العربية الأخرى ومنها السعودية الحليف الأقرب إلى الإمارات التي عارضت رسمياً هذا التدخل العسكري.

وفي قراءة للمصالح الإماراتية في إعادة علاقاتها مع النظام السوري وانتقال الدعم متعدد الجوانب إلى الشكل المعلن، تبدو عوامل عدة منها أن الإمارات لم تكن مُصرَّة على إسقاط النظام السوري أو تغييره، خلافاً للموقف الواضح للدول العربية والمجتمع الدولي ضد انتهاكات النظام السوري واستخدامه القوة المفرطة ضد المتظاهرين، قبل انتقال الصراع إلى طابعه العسكري واستخدام قوات النظام القصف الجوي العشوائي والأسلحة الكيميائية.

واتخذت المملكة العربية السعودية خطوات بدت كأنها غير مباشرة نحو تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد، وذلك بعد شهور قليلة من فتح ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد باب التعامل مع دمشق مجدداً.

الخطوة السعودية جاءت عبر صحيفة "إندبندنت" عربية المملوكة للرياض، والتي نشرت تقريراً بعنوان "دمشق تعيد وصل الحبل المقطوع بينها وبين السعودية والإمارات".

وحمل التقرير ما يشبه الدعوة لإعادة تطبيع العلاقات بين المملكة ونظام بشار الأسد بعد سنوات من القطيعة بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها بحق السوريين.

وكشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تفاصيل عما قال إنها "خطة خليجية-إسرائيلية مشتركة لإعادة تأهيل الرئيس السوري بشار الأسد" وإعادته إلى جامعة الدول العربية وذلك بهدف تهميش النفوذ الإقليمي لتركيا وإيران.

وحسب التقرير الذي أعده الصحفي البريطاني المتخصص بشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيرست فإن السعودية والإمارات ومصر أعدوا خطة بالتعاون مع إسرائيل للترحيب بعودة الرئيس السوري بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية.

ونقل الموقع عن مصادر خاصة قولها إن "رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين التقى في 2019 مسؤولين سعوديين وإماراتيين ومصريين، وانتهوا إلى خطة إعادة الأسد إلى الجامعة العربية".

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً