الجدار الحدودي بين لبنان وإسرائيل من بلدة مروحين اللبنانية / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

من جديد عاد الهدوء إلى قطاع غزة والجنوب اللبناني لكن دون الإعلان عن أي هدنة رسمية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، في معادلة باتت عنواناً للعلاقة بين الجانبين خلال السنوات الماضية.

وتأتي حالة الهدوء القائمة حالياً كهدنة "أمر واقع" غير متفق عليها رسمياً بين الطرفين، ويثبتها ما بات يعرف بـ"قواعد الاشتباك" المتبادلة بين الطرفين التي درجت في السنوات الأخيرة وتتمثل بـ"القصف مقابل القصف، وحجم الرد بحجم الخسائر".

ولم يصدر أي إعلان رسمي عن تهدئة بين الجانبين حتى الساعة (1.30 ت.غ)، لكن مصادر فلسطينية قالت لمراسل الأناضول، إن وساطة مصرية وقطرية وأممية تواصلت مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، خلال مساء الخميس ويوم الجمعة، لمنع التصعيد وفرض الهدوء.

وليلة الجمعة، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على مواقع وأهداف قال إنها تابعة لحركة "حماس" في قطاع غزة، ومواقع أخرى في الجنوب اللبناني، أعقبها رد الفصائل الفلسطينية برشقات صاروخية تجاه ما يعرف بـ"مستوطنات غلاف غزة"، دون وقوع إصابات.

وجاءت الغارات الإسرائيلية عقب إعلان الجيش الخميس، إطلاق 37 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية تجاه منطقة الجليل (شمال إسرائيل)، غداة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية.

ولم تتبنَّ أي جهة لبنانية المسؤولية، لكن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (خاصة) ذكرت أن التقديرات تشير إلى أن إطلاق الصواريخ جاء رداً على الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى.

واقتحمت الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، فجر ومساء الأربعاء، واعتدت على المصلين والمرابطين بالضرب واعتقلت مئات منهم.

وفي السنوات الأخيرة دأبت الفصائل الفلسطينية المسلحة على إطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع في حال تزايد الاعتداءات الإسرائيلية بالضفة الغربية وبخاصة مدينة القدس والمسجد الأقصى، وهو ما تقابله إسرائيل بقصف محدود لأهداف عسكرية في القطاع.

وهذه الحالة تكررت عدة مرات دون أن تتطور، إلا في حالات محدودة، لتصعيد عسكري واسع يستمر عدة أيام، ما رسم معادلة "القصف مقابل القصف والهدوء يقابله هدوء".

وهذه المعادلة التي تشمل غزة وأضيف إليه الجنوب اللبناني هذه المرة، لا تشمل الضفة الغربية التي تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية بها، ولا يمكن التنبؤ بموعد اندلاع الصراع فيها لمحدودية دور الفصائل المسلحة الكبيرة فيها واعتماد ردود الفعل الفلسطينية على الأفراد ومجموعات مسلحة صغيرة، حسب مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع.

وتؤكد تصريحات مسؤولين إسرائيليين "رفيعي المستوى"، نقلتها عنهم هيئة البث الرسمية دون أن تذكر أسماءهم، عودة الهدوء.

وقال المسؤولون حسب ما نقلت الهيئة، إن جولة الهجمات على لبنان وقطاع غزة "انتهت ما دام إطلاق نار على الأراضي الإسرائيلية متوقفاً".

وقالت الهيئة نقلاً عن مصادر حكومية، إن "المؤسسة الأمنية في إسرائيل حريصة على عدم الانجرار إلى مزيد من التصعيد على كل الجبهات، وتحديداً خلال عيد الفصح اليهودي".

وفي هذا السياق، ذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، الجمعة، أن نقاش وزراء حكومة بنيامين نتنياهو خلص إلى أن إسرائيل "لا مصلحة لها بالانجرار إلى صراع إقليمي".

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين اثنين بوزارة الدفاع (لم يسمّهما) قولهما إن "إسرائيل ركزت ضرباتها الليلة الماضية (الخميس-الجمعة) في قطاع غزة ولبنان على أهداف لحركة حماس في محاولة لتجنب صراع أوسع مع جماعة حزب الله".

وفي نفس السياق، جاءت تصريحات للمتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، لتؤكد تثبيت معادلة "قواعد الاشتباك".

وقال قاسم في تصريح لوكالة الأناضول، إنه "مع القصف الصهيوني على قطاع غزة كانت المقاومة حاضرة للدفاع عن أهلنا (..) وكان أداء المقاومة في إطار الرد على القصف الصهيوني وكانت طبيعة الرد تحدد بناء على سلوك الاحتلال (إسرائيل) الميداني".

وهدد بأن اعتداء إسرائيل على قطاع غزة والمسجد الأقصى بمدينة القدس "سيفجر الأوضاع في ساحات مختلفة".

وعلى الصعيد نفسه تحدث مصدر قيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية للأناضول، الجمعة، حيث قال إن حركته "ملتزمة الهدوء بقدر ما تلتزمه إسرائيل".

وأكد المصدر القيادي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "انتهاء جولة التصعيد التي اندلعت الليلة الماضية".

وأضاف المصدر: "إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل ما جرى، فهي من بدأت بالاعتداء على المصلين والمعتكفين في الأقصى، وكل ما حدث هو على خلفية المساس بالأقصى".

وأكد أنه "إذا عاود الاحتلال الاعتداء على المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين فسيتجدد التصعيد وسنرد مباشرة"، لافتاً إلى أن حركته "لن تسمح للاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك".

ورغم حالة الهدوء القائمة تبقى التطورات على الأرض بخاصة في المسجد الأقصى ومدينة القدس من يحكم الميدان فتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد قد تؤدي إلى اشتعال الأوضاع من جديد واندلاع مواجهة شاملة، كما يرى مراقبون.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً