ولاء عيدفي تمام الساعة الثانية بعد الظهر سيكون طبق "ورق العنب بلحمة" جاهزاً على سفرة الغداء بأول يوم عيد بعد شهر رمضان المبارك.
وهذه المائدة يتميز بها أهل مدينة طرابلس شمال لبنان في أول يومين بعيد الفطر وعيد الأضحى كما يقول صهيب جوهر، الصحافي المقيم في طرابلس.
ويقولون على سبيل المزاح "ريحة ورق العنب عاملة غيمة بطرابلس"، نسبة إلى الأسر التي تحضّر هذه الوجبة في العيد.
طبق ورق العنب في طرابلس
ولأن سوء الأوضاع الاقتصادية في لبنان انعكس على مواطنين كثر، انطلقت في طرابلس الفيحاء كما تُلقب، مبادرات لمساعدة الأسر في العيد.
ويوضح جوهر في حديثه لـTRT عربي أن المبادرات تشمل تجهيز مكونات طبق ورق العنب لتوزيعها على العائلات المحتاجة، كي لا يغيب بيت في المدينة عن عادته السنوية في استقبال العيد.
ويؤكد أن فطرة العيد والتكافل الاجتماعي بين اللبنانيين في كل لبنان يساعدان على إبقاء روح وبهجة العيد بين الناس.
ويقول الصحافي اللبناني الذي يتابع أحداث بلاده والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، إن أعداداً جيدة من المغتربين اللبنانيين جاءت لقضاء عطلة العيد في لبنان.
وحسب حديثه، فإن "الأموال التي يصرفها المغتربون خلال عطلة العيد هنا تنعش وضع البلد قليلاً".
استعدادات العيد لم تغب
وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية، وجائحة كورونا المتواصلة منذ عام ونصف العام، فإن استعدادات اللبنانيين لاستقبال عيد الفطر لم تغب.
فاصطف عند الأفران ومحالّ الحلويات العشرات لشراء معمول العيد، كما تقول رولا ياسين ربة منزل تعيش في محافظة جبل لبنان.
وتتابع في حديثها لـTRT عربي: "يتوافد الناس على محالّ الحلويات التي أبقت أسعارها جيدة، فهناك محال كثيرة أصبحت أسعارها غير طبيعية".
ويشتهر شراء معمول العيد بالفستق أو التمر أو الجوز، إذ يوزع عند زيارة المقابر في صباح أول أيام العيد.
كما يُقدَّم للضيوف والزوار في عيد الفطر. أما للصغار فتكون "العيدية" التي يوزعها الكبار عليهم جاهزة مع بعض الحلوى والشوكولا.
شواء اللحم في بيروت
وفي بيروت تشتهر العائلات بشواء اللحم في أول أيام عيد الفطر، فحاولت الأسر الإبقاء على هذه العادة رغم غلاء الأسعار.
وتضيف رولا: "مناظر عنجد بتبكي، اللي بتقول اعطيني بـ20 ألف لحمة.." في ظل وصول سعر الكيلو الواحد إلى مئة وعشرين ألف ليرة لبنانية.
وتعيش البلاد أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، ضاعفتها تداعيات جائحة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت الكارثي.
وجراء خلافات سياسية يعجز لبنان عن تشكيل حكومة جديدة لتحل محل حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار المرفأ.
شراء ثياب العيد.. العادة الدائمة
وإلى جانب الأطباق الرئيسية التي تجهز لها الأسر اللبنانية لأول أيام عيد الفطر كما هي العادة في لبنان، هناك عادة شراء "ثياب العيد".
من شمال لبنان إلى جنوبه اعتاد اللبنانيون شراء ثياب العيد للصغار والكبار. فيتهافتون على المحال التجارية والأسواق بعد الإفطار ليلاً.
أما زينة العيد فحافظت بعض الشوارع في العاصمة اللبنانية بيروت عليها، بمساهمات خاصة من أهالي الأحياء لاستقبال عيد الفطر.
فيما أصر باعة آخرون على بيع الهدايا وحلوى العيد في الطرقات، وهي عادة تبدأ أواخر أيام رمضان وتتواصل طوال فترة العيد.
وقرر لبنان الإقفال العام خلال عيد الفطر ضمن الإجراءات المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا.
إلا أنه يُسمح بإقامة الصلوات في دور العبادة، مع الالتزام بالتدابير والإجراءات الوقائية من فيروس كورونا والتباعد الاجتماعي ضمن نسبة 30% من قدرتها الاستيعابية.
كما ستُفتح أسواق الخضراوات والفواكه والأسماك، والصيدليّات والعيادات وصالات البيع داخل الأفران.
