العالم
5 دقيقة قراءة
من "الحوت الأزرق" إلى "مومو".. كيف تؤثر ألعاب المحاكاة على صحة الأطفال؟
لا تتطور ألعاب المحاكاة يوماً بعد يوم وحسب، بل أصبحت تعج بالمزيد والمزيد من العنف، وباتت تؤثر أيضاً بشكل سلبي على الأطفال والشباب، لدرجة أن بعضاً منها تسبب في انتحار العديد من الأطفال حول العالم وسط انتشار تحدياتها عبر الإنترنت.
من "الحوت الأزرق" إلى "مومو".. كيف تؤثر ألعاب المحاكاة على صحة الأطفال؟
من "الحوت الأزرق" إلى "مومو".. كيف تؤثر ألعاب المحاكاة على صحة الأطفال؟/الصورة: Getty Images
4 يناير 2023

"الحوت الأزرق" و"مومو" وشبيهاتها هي ألعاب محاكاة مثيرة للجدل إلى حد كبير، فإلى جانب تضمنها الكثير من العنف والتنمر، فإنها أيضاً تهدد الصحة العقلية والبدنية للشباب والأطفال على حد سواء. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن مثل هذه الألعاب تحظى بردود فعل سلبية من قبل الآباء والخبراء، إلا أن صانعي الألعاب الرقمية يواصلون إصدار ألعاب جديدة قريبة جداً من الواقع.

وبالإضافة إلى أولئك الذين يمارسون مثل هذه الألعاب بنشاط، ثمة مئات الآلاف من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يفضلون المشاهدة فقط. وبينما يعتقد الوالدان أن طفلهما لا يلعب ألعاباً ضارة وأنه فقط يشاهد الرسوم المتحركة، فقد لا يدركان أنه يشاهد الفيديو الذي سجله لاعب آخر يلعب اللعبة. لسوء الحظ، من الممكن جداً للأطفال من جميع الأعمار الوصول إلى مقاطع الفيديو هذه.

وفي الوقت الذي بات فيه الأطفال من جميع الأعمار يصلون إلى مثل هذه الألعاب بسهولة، كيف يمكن للآباء إبقاء الأطفال بعيداً عن مثل هذه الألعاب وهم يتجولون في العالم الرقمي الشاسع؟ للإجابة على هذا السؤال تحدث موقع TRT Haber مع المتخصصة في علم النفس جوليستان دال، والتي بدورها ترى أن وعي الوالدين هو العامل الأكثر أهمية في هذه العملية.

خطر خفي يهدد عالم الأطفال الرقمي

في العصر الرقمي، يكاد يكون من المستحيل إبعاد الأطفال عن الشاشة. لذلك، من المهم جداً للآباء مراقبة استخدام أطفالهم للإنترنت والتحكم فيه، كما تعتقد دال أنه يجب اتخاذ الترتيبات اللازمة أيضاً حتى يتمكن الأطفال من التركيز على الجانب المفيد والتعليمي من الشاشة.

وأضافت قائلة: "تتمثل طريقة حماية الأطفال من هذه الألعاب في المقام الأول في التحكم في الأماكن التي يمكنهم الوصول إليها. اليوم، يحتاج الآباء إلى إدراك هذه المخاطر والبحث عن محتوى انتقائي وعالي الجودة وتقديم بدائل لأطفالهم. نظراً لأننا لن نتمكن من إبعادهم عن الألعاب والشاشة تماماً، خصوصاً وأننا نعيش في عصر الشاشة، فمن المفيد تنظيم الشاشة بطريقة إيجابية وأفضل".

وفي هذا الصدد، أكدت عالمة النفس التركية على أن الأطفال الانطوائيين والبعيدين اجتماعياً، فضلاً عن أولئك الذين يعانون من ضعف التواصل الأسري، هم أكثر عرضة لإظهار وجودهم من خلال ألعاب المحاكاة.

كيف تؤثر ألعاب المحاكاة على صحة الأطفال؟

الخطر الأكبر لمثل هذه الألعاب أنها تزرع الخوف والقلق في أذهان الأطفال. بشكل عام، يعتقد الأطفال أنهم يرون شخصياتهم الخاصة في ألعاب المحاكاة، وهو الموقف الذي قد يدفع الطفل إلى محاولة محاكاة العنف الذي في اللعبة. تتمثل خطورة الألعاب بشكل خاص في العنف والعناصر السلبية واللغة العامية وما إلى ذلك التي يراها الطفل في اللعبة، خصوصاً مع الفترات الطويلة التي يقضيها الطفل عبر هذه الألعاب والتواصل مع اللاعبين الآخرين، حيث تبدأ هذه العادات في شغل جزء كبير من عالم الطفل.

حول هذا الموضوع، صرحت عالمة النفس دال بأن الأطفال يواجهون عنفاً لا يمكن رؤيته في الحياة الواقعية بشدة في العالم الافتراضي، وأضافت قائلة: "خلق بيئة المكافأة والعقاب على العنف يمكن أن يجعل هذا المحتوى جذاباً للأطفال. ونتيجة لذلك، يمكن أن يحدث الإدمان على الألعاب".

وتابعت دال: "إن الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التواصل وبعيدين عن المجتمع، والذين لم يكملوا نموهم ولم يصلوا إلى الأدوات والصداقات التي يحتاجونها في العالم الحقيقي، يظهرون وجودهم في العالم الافتراضي على مستوى عالٍ ويشعرون بالثقة التي لا يتمتعون بها هنا عادةً".

تحديات الإنترنت المميتة

شهدت السنوات الأخيرة انتشار تحديين عبر الإنترنت - "تحدي مومو" و"تحدي الحوت الأزرق" - والتي جرى تداولها حول العالم بشكل واسع عبر الإنترنت "لاستهداف الأطفال لإلحاق الأذى بالآخرين وبالنفس". وهو الأمر الذي استدعى المدارس والسلطات لحث الآباء على توخي الحذر الشديد ومراقبة أنشطة أطفالهم على الإنترنت عن كثب عبر الإنترنت وسط تقارير تفيد بحدوث حالات انتحار بين أوساط الأطفال واللاعبين الشباب.

وبينما قُبض على مبتكر لعبة "الحوت الأزرق"، المواطن الروسي فيليب بوديكين، بتهمة تحريضه الشباب على الانتحار من خلال لعبته، ظهرت لعبة تُدعى "مومو"، وتعني "السيد"، والذي يُزعم أنه يوجه ضحاياها إلى إيذاء شخص ما ومن ثم إيذاء أنفسهم.

وفي لعبة مثل "Yandere Simulator" المثيرة للجدل، يتعين على شخصية أنيمي في المدرسة الثانوية إكمال المهام اليومية، فيما يتعين على الشخص الذي يلعب هذه الشخصية الانخراط في أعمال تنمر وعنف مختلفة لجمع النقاط. تصل أعمال العنف هذه إلى حد ارتكاب جريمة قتل في مرحلة ما. عندما تكمل هذه المهمة، ستقول اللعبة، "تهانينا، لقد هزمت عدوك!" إرسال الرسالة.

اكتشف
استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال والمستوطنين في نابلس والخليل
"العدد قابل للزيادة".. ارتفاع حصيلة قتلى إعصار ميليسا إلى 28
زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب شمال أفغانستان وخشية من هزات ارتدادية
مقتل 4 في غارة على جنوب لبنان والاحتلال يعلن نيته تكثيف هجماته ضد حزب الله
"الدعم السريع" تقتل 300 امرأة في الفاشر.. وتزايد الانتهاكات بدارفور
حريق ضخم يعقبه انفجار في متجر بالمكسيك يودي بحياة 23 شخصاً
وزير الحرب الأمريكي: اتفقنا مع الصين على إقامة قنوات اتصال عسكرية مباشرة
ترمب يهدّد بتدخل عسكري أمريكي في نيجيريا ويطلب تأهب وزارة الحرب
مصر.. 79 وفداً دولياً يشاركون في افتتاح المتحف المصري الكبير
واشنطن تُحيي "مبدأ مونرو".. ترمب يطرق أبواب أمريكا اللاتينية بالبارجات والعقوبات
روسيا تصعّد في أوكرانيا.. إسقاط 170 مسيّرة وبوتين يعلن تطويق مدينتين
إعصار "ميليسا" يخلّف عشرات الضحايا والمفقودين في هايتي وجامايكا
انطلاق القمة بين الرئيسين الصيني والأمريكي في بوسان بكوريا الجنوبية
على فوهة الحرب.. هل أصبحت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل مسألة وقت؟
إسرائيل تعتقل فتى فلسطينياً من ذوي الإعاقات وتخضعه للتعذيب منذ أسبوعين
مستوطنون يحرقون مركبتين في رام الله والاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة بالضفة