وأوضح كتشالي في مؤتمر صحفي، أن أسطول الصمود لعب دوراً مهماً للغاية في لفت انتباه الرأي العام الدولي إلى الكارثة المستمرة في قطاع غزة، مضيفاً أن تركيا تابعت من كثب تطورات الأسطول منذ اليوم الأول، وكانت على اتصال باللجنة المنظمة للأسطول والمشاركين فيه منذ البداية.
وأضاف متحدث الخارجية التركية أن "مركز الرصد ومكتب الأزمات التابعين لوزارتنا كانا يتابعان التطورات بدقة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع"، وقال: "كنا على تنسيق وثيق مع الدول التي يوجد مواطنوها في الأسطول، إذ أجرى الرئيس رجب طيب أردوغان، والوزير (الخارجية) هاكان فيدان، اتصالات دبلوماسية مكثفة بهذا الشأن".
وقال: "نتيجة لهذه الاتصالات، جرى التوصل إلى بيان مشترك، يتضمن تحذيراً قوياً لإسرائيل بعدم تعريض حياة من هم على متن الأسطول للخطر"، وأكد أن "السفن التركية العاملة في المنطقة وقدراتها في البحث والإنقاذ كانت حاضرة أيضاً للمساهمة في مهمة المساعدات الإنسانية".
وذكر كتشالي، أن إسرائيل تحتجز حالياً مئات الناشطين، بينهم ما يقرب من 50 مواطناً تركياً، وأضاف: "تدخل مسؤولو قنصليتنا فوراً بعد احتجاز القوارب، وعملوا بالتنسيق مع محامي الأسطول وسفارات الدول الأخرى المعنية، وحرصنا فوراً على مشاركة المعلومات التي حصلنا عليها مع عائلات مواطنينا".
وأشار إلى أن مسؤولين بالقنصلية التركية التقوا المحتجزين الأتراك لأول مرة اليوم، ولا يوجد ما يستدعي القلق بشأن وضعهم الصحي.
وخلال 48 ساعة، استولت البحرية الإسرائيلية على 42 سفينة للأسطول في أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، قبل أن تعلن صباح الجمعة الاستيلاء على سفينة "مارينيت"، آخر سفن القافلة.
والأربعاء، أعلن "أسطول الصمود" لكسر الحصار عن غزة، عبر منصة شركة "إكس" تعرضه لهجوم من نحو 10 سفن إسرائيلية، فيما أطلق نداء استغاثة بعد اعتراض جيش الاحتلال سفنه في المياه الدولية، معتبراً هذا التصعيد "جريمة حرب".
وأثار الهجوم الإسرائيلي احتجاجات شعبية وتنديدات رسمية رُصدت في عدة دول، وسط مطالبات بإطلاق سراح الناشطين المحتجزين ومحاسبة تل أبيب على جرائمها وانتهاك القانون الدولي.
ودعت منظمات دولية، بينها "العفو الدولية"، إلى توفير الحماية لـ"أسطول الصمود"، فيما أكدت الأمم المتحدة أن الاعتداء عليه "أمر لا يمكن قبوله".
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة المحتلة في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 18 سنة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفاً و225 شهيداً و168 ألفاً و938 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينياً بينهم 151 طفلاً.