ويشير التقرير الذي نُشر اليوم الجمعة إلى أن المفاعلات المعيارية الصغيرة (KMR) تمثل حلّاً استراتيجياً لمواجهة الاعتماد على الوقود الأحفوري والقيود التي تواجه مصادر الطاقة المتجددة.
كما يتوقع أن تساهم هذه المفاعلات بنحو 5 غيغاواط من القدرة النووية المستهدفة بحلول عام 2053، من أصل 20 غيغاواط ضمن الخطة الوطنية للطاقة.
ووفق التقرير، تتميز هذه المفاعلات بقدرتها على الإنتاج في نطاق 10-300 ميغاواط، وسرعة إنشائها مقارنة بالمفاعلات التقليدية، إضافة إلى مرونتها في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، مع إمكانية استخدامها في التحلية، والتدفئة الإقليمية، وإنتاج الهيدروجين النظيف.
كما شدّد التقرير على ضرورة وضع استراتيجيات متقدمة لإدارة النفايات النووية وتأسيس شركات وطنية لتقليل الاعتماد على الخارج في تأمين الوقود النووي.
وأكد أن نجاح تركيا في هذا المجال قد يجعلها لاعباً دوليّاً مهمّاً، ليس فقط مستخدماً، بل مُصنِّعاً ومصدّراً للتكنولوجيا النووية، بما يعزّز مكانتها الإقليمية ودورها العالمي.
وتؤكّد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المفاعلات المعيارية الصغيرة تتمتع بخصائص تجعلها خياراً مختلفاً عن المفاعلات النووية التقليدية. فهي تُصنَّع في المصانع مسبقاً، ثم تُنقل إلى مواقع التشغيل، ما يقلّل كثيراً زمن الإنشاء ويخفض الكلفة، كما يسهّل إنتاج نُسَخ إضافية وتوسيع نطاق استخدامها.
يُذكَر أنه في مارس/آذار 2025، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إشارة البداية لمشروع استراتيجي جديد، معلناً تأسيس وادٍ تقنيّ نووي يهدف إلى تطوير أول مفاعل معياري صغير محلي الصنع، في خطوة اعتُبرت بمثابة قفزة نوعية في مسار تركيا نحو استقلالها الطاقي.