وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) بأن "أكثر من 50 سفينة من الأسطول قد دخلت نطاق اعتراض إسرائيل، ويقول مشغلو الأسطول بأنه على بُعد نحو 150 ميلاً من قطاع غزة"، وأوضحت، أن "البحرية الإسرائيلية تواصل استعداداتها للسيطرة على السفن في البحر".
وبشأن عملية الاعتراض المحتملة، قالت الهيئة: "نظراً لكثرة أعداد السفن، تجري الاستعدادات لنقل المشغلين (المشاركين) إلى سفينة حربية كبيرة، وسحب السفن إلى ميناء أسدود، مع احتمال غرق بعضها في البحر"، وأكدت أن "إسرائيل لن تسمح للأسطول بدخول قطاع غزة بأي حال من الأحوال، وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية".
دعوات أممية لحمايته
من جانبها، دعت منظمة الأمم المتحدة الثلاثاء إلى ضرورة حماية "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى غزة من أجل كسر الحصار الإسرائيلي وإيصال المساعدات الإنسانية، وألا يتعرض لهجوم إسرائيلي.
جاء ذلك في رد خطي للمتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، مارتا هورتادو غوميز، على سؤال حول ما إذا كان يمكن للأمم المتحدة التدخل في حال تعرض الأسطول لهجوم إسرائيلي، ولا سيما مع تحذيرات النشطاء من ارتفاع خطر استهدافه اليوم أو غداً، رغم أنه يضم متضامنين من جنسيات متعددة.
وأكدت غوميز أن "أي اعتداء على الأسطول أمر لا يمكن قبوله"، وأضافت: "الأشخاص الذين يسعون إلى إيصال المساعدات الإنسانية وإنقاذ مئات الآلاف من الجائعين والعطشى في غزة ودعمهم، لا ينبغي أن يتعرضوا للهجوم، بل يجب حمايتهم".
وفي وقت سابق الثلاثاء، طالبت منظمة العفو الدولية، في بيان، بحماية أسطول الصمود العالمي بعد اقترابه من سواحل القطاع، معبرة عن خشيتها من التهديدات الإسرائيلية الموجهة له.
والأحد، قالت قناة "كان" العبرية الرسمية، إن إسرائيل تستعد "للسيطرة" على سفن الأسطول.
وستكون الخطوة المحتملة بمثابة تكرار لسيناريو السفينتين "مادلين" و"حنظلة"، اللتين ارتكبت إسرائيل بحقهما قرصنة في يونيو/حزيران، ويوليو/تموز الماضيين.
ومنذ أيام تبحر السفن المشاركة بالأسطول نحو غزة، محملة بمساعدات إنسانية، ولا سيما مستلزمات طبية، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي.
ويضم "أسطول الصمود" اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصرها إسرائيل منذ نحو 18 عاماً.
وشدّدت إسرائيل الحصار منذ 2 مارس/آذار الماضي، عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 66 ألفاً و97 شهيداً و168 ألفاً و536 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 453 فلسطينياً بينهم 150 طفلاً.