وقال مادورو عبر التليفزيون الرسمي، إن الاتصال جرى "بنبرة محترمة، بل يمكن القول إنه كان ودياً"، معتبراً أن الدعوة قد تفتح الباب أمام "حوار محترم بين دولة وأخرى"، مشدداً على أن بلاده "ستسعى دائماً إلى السلام والدبلوماسية".
وكان ترمب أقرّ الأحد بإجراء المكالمة التي تناولتها وسائل الإعلام، لكنه علّق الأربعاء على نهج بلاده تجاه كاراكاس قائلاً: "إنها ليست حملة ضغط، بل أبعد من ذلك بكثير". وأوضح أنه تحدث مع مادورو "بإيجاز"، وأن نتائج ذلك ستتضح لاحقاً، نافياً في الوقت نفسه ما تردد عن اتصال ثانٍ بينهما.
وتأتي هذه الاتصالات في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة ضغوطها على فنزويلا عبر تعزيز وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، وتنفيذ ضربات جوية ضد قوارب يُشتبه في تورطها بعمليات تهريب مخدرات، إلى جانب تحذيرات من احتمال توجيه ضربات داخل الأراضي الفنزويلية.
وبحسب بيانات أمريكية، دمّرت القوات الأمريكية منذ سبتمبر/أيلول الماضي أكثر من 20 زورقاً في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، في عمليات أسفرت عن مقتل ما يزيد على 83 شخصاً.
وأوضح مادورو أنه تلقى الاتصال من البيت الأبيض قبل نحو عشرة أيام، مؤكداً تمسكه بـ"الحذر الدبلوماسي" الذي تعلمه خلال سنوات عمله وزيراً للخارجية. وشدّد على أن "الأمور المهمة تُنجز بصمت".
وتتهم واشنطن فنزويلا بالتورط في شبكات تهريب المخدرات إلى السوق الأمربكية، بينما تنفي كاراكاس ذلك، وتقول إن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة هو "تغيير النظام والسيطرة على الاحتياطات النفطية" للبلاد.
وفي تطور آخر، وصلت الأربعاء إلى مطار كراكاس طائرة تقل 266 فنزويلياً رُحّلوا من الولايات المتحدة، بعد يومين من إعلان ترمب أن المجال الجوي الفنزويلي سيُعتبر "مغلقاً" نهاية الأسبوع. وقال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل، إن واشنطن كانت علّقت الرحلة، لكنها طلبت قبل أيام استئنافها، مضيفاً أن مادورو وافق "من دون تأخير".
وبحسب السلطات الفنزويلية، جرى إعادة نحو 18 ألفاً و354 مواطناً إلى البلاد منذ مطلع 2025، بينهم 14 ألفاً و407 من الولايات المتحدة.


















