وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن طواقمها نقلت إلى المستشفى شابّاً يبلغ من العمر 18 عاماً أُصيبَ بالرصاص الحي في الرقبة خلال اقتحام منطقة رأس العين في نابلس.

من جانبها أوضحت الإغاثة الطبية الفلسطينية أنها قدمت العلاج الميداني لعدد من حالات الاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال.

ووفق شهود عيان، اقتحمت قوة إسرائيلية المدينة وانتشرت في منطقة رأس العين، حيث أطلق الجنود وابلاً من الرصاص والقنابل الغازية، ما تسبب في إصابات واختناقات بين السكان.

في الوقت ذاته اقتحم جيش الاحتلال قرية أم صفا غرب رام الله بأعداد كبيرة، وداهم منازلها وحقق ميدانيّاً مع سكانها. وقال رئيس المجلس المحلي للقرية مروان صباح: "منذ ساعات المساء تجري عمليات اقتحام لغالبية منازل القرية، حيث جرى تكسير محتويات المنازل والمركبات، والتحقيق مع الأهالي وتصوير بطاقاتهم الشخصية".

وأضاف أن "قوات الاحتلال اقتحمت القرية بعشرات الجنود من جميع الاتجاهات، ونفذت عمليات تفتيش وتخريب واسعة".

في سياق متصل هدم جيش الاحتلال مساء الأربعاء منزل عائلة أسيرين فلسطينيين في بلدة بروقين غرب سلفيت شمالي الضفة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافة اقتحمت البلدة وفرضت طوقاً عسكرياً على منزل زهير سمارة، والد الأسيرين ماهر وجميل، قبل أن تشرع بهدمه وتمنع المواطنين من الاقتراب من المنطقة.

ونشر ناشطون وإعلاميون مقاطع فيديو تُظهِر تدمير المنزل بالكامل، وأخذ الاحتلال قياسات المنزلين في 23 مايو/أيار الماضي، بزعم صلتهما بنائل سمارة، الذي نفّذ عملية إطلاق نار قرب البلدة في 14 من الشهر ذاته، أدّت إلى مقتل مستوطِنة إسرائيلية.

وفي 17 مايو/أيار الماضي قتل جيش الاحتلال نائل سمارة واحتجز جثمانه، فيما هدم منزل ذويه في سبتمبر/أيلول.

ومع تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة كثّفت قوات الاحتلال سياسة "العقاب الجماعي" في الضفة الغربية، بما في ذلك هدم منازل فلسطينيين تتهمهم إسرائيل بتنفيذ عمليات ضد جيشها أو مستوطنيها.

ووفق معطيات للأمم المتحدة، نفّذ الجيش الإسرائيلي 83 عملية هدم عقابي في الضفة الغربية خلال عامي الحرب على غزة. كما قتل الاحتلال والمستوطنون أكثر من 1057 فلسطينياً وأصابوا نحو 10 آلاف آخرين، واعتقلوا أكثر من 20 ألف فلسطيني، بينهم 1600 طفل منذ بدء الحرب.

وفي القدس حذّرَت محافظة المدينة من حفريات إسرائيلية مكثفة حول المسجد الأقصى تستهدف المعالم التاريخية والدينية الفلسطينية، في انتهاك لقانون "الوضع القائم".

وقال مستشار المحافظة معروف الرفاعي، إن الحفريات الإسرائيلية، بخاصة الأنفاق التي تربط مواقع استيطانية عدة، تأتي ضمن مخطط لتهويد القدس القديمة، مشيراً إلى أن بعضها يمر أسفل المسجد الأقصى ويهدد أساساته.

وأوضح الرفاعي أن "هذه الأنفاق كانت ممرات مائية تاريخية جرى تجفيفها وتحويلها إلى متاحف وكنس يهودية"، لافتاً إلى أن الأعمال الإسرائيلية "تتسبب في تدمير المعالم الفلسطينية والمنازل الأثرية والمدارس القديمة، ما يهدّد استقرار البنية التحتية للمسجد الأقصى".

وأكّد أن الحفريات تفتقر إلى المنهجية العلمية وتشكّل انتهاكاً للوضع القائم الذي يمنح دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، صلاحية إدارة شؤون المسجد الأقصى.

وأشار إلى أن هذه التحركات تهدف إلى "فرض السيطرة الإسرائيلية على المقدسات وتغيير هوية المدينة الفلسطينية"، موضحاً أن الحفريات "تندرج ضمن مشروع سياسي طويل الأمد لتهويد القدس القديمة".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي افتتح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، نفقاً أطلق عليه اسم "طريق الحجاج"، وهو أحد عشرات الأنفاق التي تحفرها إسرائيل في البلدة القديمة من القدس وحول الأقصى.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمّها عام 1980.

وتتزامن هذه التطورات مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ نحو عامين، وما رافقه من تصعيد دموي في الضفة الغربية والقدس المحتلة، في وقت ترفض فيه إسرائيل الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والعربية التي تحتلها منذ 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة.