وقالت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان دينيس براون، إن قوات "الدعم السريع" شدّدَت الخناق على الفاشر ومنعت الغذاء عن المدنيين، مضيفة أن الدعم الإنساني "مقطوع فعليّاً عن المدينة منذ أكثر من 500 يوم"، وفق ما نقله موقع "أخبار الأمم المتحدة".
وأوضحت براون أن القوات "أبقت المدنيين محبوسين في مكان لا يستطيعون فيه الوصول إلى الغذاء، وهو ما يعادل استخدام التجويع سلاح حرب"، مشيرة إلى تقارير موثوق بها تؤكّد وقوع إعدامات ميدانية بحق مدنيين في أثناء محاولتهم الفرار من القتال.
وأكدت ضرورة توثيق الانتهاكات لتحقيق العدالة والمساءلة مستقبلاً، ودعت إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر.
في السياق نفسه قالت نقابة أطباء السودان في بيان إن نحو 177 ألف مدني ما زالوا محاصرين في الفاشر، مشيرة إلى أن تقديرات فرقها الميدانية تشير إلى أن الضحايا بالآلاف.
وأضافت أن ما حدث في المدينة يمثل "إبادة وتطهيراً عرقياً ممنهجاً وجرائم حرب مكتملة الأركان"، مشيرة إلى أن قوات "الدعم السريع" ارتكبت مجزرة مروعة بحق مدنيين عُزْل على أساس إثنيّ، تضمنت "حرق أبرياء أحياء وتصفية مرضى داخل المستشفيات".
وذكرت النقابة أن مجزرة المستشفى السعودي شهدت "تصفية ميدانية لأكثر من 450 مريضاً ومصاباً"، إضافة إلى "نهب المرافق الطبية والصيدليات" ووقوع "انتهاكات واسعة تشمل العنف الجنسي والإعدامات الميدانية واقتحام المنازل".
كان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أعلن الاثنين انسحاب الجيش من الفاشر لتجنيبها مزيداً من "الدمار والقتل الممنهج" على يد قوات "الدعم السريع"، فيما أقرّ قائد الأخيرة محمد حمدان دقلو (حميدتي) بحدوث "تجاوزات" من عناصره، مدّعياً تشكيل لجان تحقيق وصلت إلى المدينة.
من جانبها أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح أكثر من 36 ألف شخص من الفاشر خلال أربعة أيام جراء هجمات "الدعم السريع"، فيما أكّدَت منظمة الصحة العالمية مقتل أكثر من 460 مريضاً ومرافقاً في الهجمات على المستشفى السعودي واختطاف العاملين الصحيين.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حرباً بين الجيش و"قوات الدعم السريع" أسفرت عن نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ.
















