وقال أردوغان، في كلمة له خلال حفل افتتاح مشاريع بولاية ريزا شمال تركيا: "أخيراً جرى التوصل إلى اتفاق وفُتح الطريق نحو سلام دائم في غزة"، وتابع: "فرحة أشقائنا الفلسطينيين أسعدتنا أيضاً وابتسامات أطفال غزة أدفأت قلوبنا".
وأضاف الرئيس التركي: "إدَّينا والحمد لله كلَّ ما يقع على عاتقنا وأكثر من أجل أن يعمّ الهدوء والسلام والأمن غزة".
وأردف: "ما يهم بعد الآن التطبيق الحرفي للاتفاق، وبإذن الله سنؤدي ما يقع على عاتقنا أيضاً خلال مرحلة تطبيقه"، وشدد على أن "ثمن العودة إلى أجواء الإبادة الجماعية في غزة سيكون باهظاً جداً".
وقال: "لقد عانت منطقتنا، وغزة تحديداً، من سفك دماء ومجازر ودموع بما فيه الكفاية. يجب منح السلام فرصة، وتجنب جميع أعمال التخريب".
ووصف أردوغان الاتفاق بأنه "خطوة رئيسية" نحو السلام الدائم على الرغم من التحديات المقبلة، وقال: "لقد فُتح باب السلام الدائم في غزة. نقول: لا مزيد من سفك الدماء".
وأكد الرئيس التركي أن بلاده بذلت جهوداً مكثفة لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشدداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لضمان تنفيذ الاتفاق.
وأعرب عن أمله بألا تكرر إسرائيل انتهاك الاتفاق كما حدث في السابق، مؤكداً أن أنقرة كانت وستبقى صوت المظلومين في العالم، وتقف دوماً إلى جانب الحق.
وأوضح أردوغان أن لقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كان مثمراً وأسهم في الوصول إلى هذه الاتفاقية.
والجمعة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ ظهراً، كما بدأ انسحابه التدريجي إلى مواقع تمركزه الجديدة بالقطاع وفق خطة ترمب مع ساعات الصباح.
وفجر الخميس، أعلن ترمب توصل إسرائيل و"حماس" إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وذلك بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وفي 29 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن ترمب خطة تتألف من 20 بنداً، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 11 ألفاً و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفاً و211 شهيداً، و169 ألفاً و961 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.