"الشمس الحارقة".. تعرَّف الراجمات الجديدة التي تسلمتها قوات النخبة الروسية / صورة: Reuters (Maxim Shemetov/Reuters)
تابعنا

في الوقت الذي تتحضر فيه كل من روسيا وأوكرانيا لشن هجوم ربيع جديد، سلمت موسكو نظام قاذف اللهب الثقيل "توس-1 إيه" (TOS-1A)، المشهور باسم "الشمس الحارقة" (Solntsepek)، لقوات النخبة في الجيش الروسي.

ويوم الاثنين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المحمولة جواً تسلمت أنظمة قاذفات "الشمس الحارقة" المحدثة من نوع "توس-1 إيه" لأول مرة في تاريخها.

وقالت الوزارة في بيان لها: "لأول مرة في تاريخ القوات المحمولة جواً جرى اليوم في مقاطعة ساراتوف تزويد أحد التشكيلات لقوات الحماية من الإشعاعات والمواد الكيميائية والبيولوجية بأنظمة قاذفات اللهب الثقيلة المحدثة "توس-1 إيه".

موسكو تعزز معداتها في الجبهة الأوكرانية

ذكرت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" أن نظام قاذف اللهب المحدث هذا سيُستخدم في ساحة المعركة ضد أوكرانيا.

وفي إشارة إلى أن هذه المنظومة كانت قيد الاستخدام بالفعل من الجيش الروسي، أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن "هذه المنظومة أظهرت نتيجة جيدة في تدمير معاقل العدو شديدة التحصين خلال العملية الخاصة. إذ تُستخدم أحدث أنظمة البرامج الطبوغرافية والجيوديسية لإطلاق قوتها النارية". وتابع الوزير قائلاً: من المستحيل أن تختبئ من نار هذه الأنظمة حتى في الخنادق.

من جانبه، قال رئيس جهاز الحماية من الإشعاعات والمواد الكيميائية والبيولوجية التابعة للقوات المحمولة جواً ، العقيد أليكسي جونشاروف: "إن هذه الأنظمة ليس لها مثيل في ترسانات الغرب الجماعية، لذا فهي تثير الذعر بين أعدائنا".

منظومة "الشمس الحارقة"

بينما توقف عديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، عن استخدام قاذفات اللهب، ضاعفت موسكو جهودها لاستخدام النيران في ساحة المعركة الحديثة. وبدلاً من الأنظمة المحمولة على الظهر، طورت روسيا منظومة "الشمس الحارقة" من طراز "توس-1 إيه"، وهي منصة قاذفة صواريخ متعددة مثبتة على هيكل دبابة T-72 لإطلاق صواريخ حرارية، دخلت الخدمة عام 2001.

و"توس-1 إيه" هي نظام إطلاق صواريخ حرارية صُممت بالأساس لتدمير المواقع المحصنة والمباني والمركبات المدرعة الخفيفة، يجري تثبيته على هيكل مجنزرة ويطلق صواريخ عيار 220 ملم برؤوس حربية حرارية. يصل مدى المنظومة إلى ستة كيلومترات ويمكن أن تغطي مساحة نحو 40,000 متر مربع في جميع الاتجاهات.

وتطلق قاذفة "توس-1 إيه" صواريخ حرارية ذات قذائف فراغية، الأمر الذي يجعل منها منظومة ذات موجة تفجير أكبر بكثير من نظيراتها من الأسلحة التقليدية. ولدى منظومة "شمس روسيا الحارقة" القدرة على إطلاق 24 صاروخاً خلال مدة زمنية لا تتجاوز 6 ثوانٍ، بينما تحمل مركبة الدعم المرافقة لها 48 صاروخاً آخر يمكن إعدادها لإطلاق دفعة أخرى من الصواريخ لمواصلة القتال.

فيما يصل وزن المنظومة إلى نحو 45 طن، بينما يصل مدى المركبة إلى 550 كيلومتراً ويمكنها الانطلاق بسرعة تصل إلى 60 كيلومتراً في الساعة، حسب تقرير نشره موقع سبوتنيك الروسي.

وسبق أن جرى استخدام "توس-1 إيه" من قبل الجيش الروسي في عديد من النزاعات، بما في ذلك الحروب في الشيشان وجورجيا وسوريا. وهي معروفة بتأثيرها المدمر على مواقع العدو. وحصلت المنظومة السابقة منها "توس-1"، والتي استخدمها الروس خلال الحرب في أفغانستان، على لقب "Buratino" (شخصية كرتونية روسية) لقدرتها على "حرق" مواقع العدو.

أسلحة روسية عالية الدقة

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في مطلع أبريل/نيسان أن روسيا ضاعفت إنتاج الأسلحة التقليدية وعالية الدقة لإرسالها إلى القوات الروسية المشاركة في الحرب في أوكرانيا. كما وصرح شويغو قائلاً: "أنه جرى تحديد أحجام المعروض من الذخيرة الأكثر طلباً، وتُتَّخذ الإجراءات اللازمة لزيادتها".

وعام 2001 وضع الجيش الروسي "توس-1 إيه" رسمياً في الخدمة لأول مرة. وفي ديسمبر/كانون الأول 2017 وقعت القوات الروسية للحماية من الإشعاع والكيماويات والبيولوجيا (RChBP) عقد شراء ما يصل إلى 20 راجمة من هذا الطراز.

ومقارنة بأنظمة أخرى مماثلة فإن "توس-1 إيه" لديها نطاق إطلاق نار أقصر. ومع ذلك نظراً إلى قدراتها الحرارية وقدرات الإطلاق المتعددة، فإنها تمنح المشغلين قدراً كبيراً من المرونة. كما يمكنها إطلاق صواريخ غير موجهة، وذلك بفضل نظام التحكم في الإطلاق المؤتمت بالكامل.


TRT عربي