تابعنا
بلغت عائدات تركيا من العسل نحو 16 مليون دولار، بعد تصدير 5 آلاف و119 طنّاً إلى أسواق 46 دولة، خلال النصف الأول من هذا العام.

بلغت عائدات تركيا من العسل نحو 16 مليون دولار، بعد تصدير 5 آلاف و119 طنّاً إلى أسواق 46 دولة، خلال النصف الأول من هذا العام.

وفي 2022 سجّلت صادرات العسل التركي زيادة بـ51% مقارنة بـ2021، إذ بلغت قيمتها 45 مليون دولار وفق اتحاد مصدّري شرق البحر الأسود.

ومن بين أبرز البلدان المستوردة خلال العام الحالي، جاءت الولايات المتحدة على رأس القائمة بـ7 ملايين و220 ألف دولار، تلتها ألمانيا بمليونين و347 ألفاً.

صناعة العسل في تركيا

تحتلّ تركيا المركز الثاني عالمياً في إنتاج العسل، فيما تنتج 92% من إجمالي عسل الصنوبر في العالم.

وتهدف تركيا إلى زيادة قيمة صادرات قطاع إنتاج العسل التركي إلى 50 مليون دولار سنويّاً.

وتشتهر ولايات موغلا وملاطية وشانلي أورفا ووان وإزمير وريزة بصناعة العسل.

ويُعَدّ عسل "قرة قوان" الطبيعي الذي ينتجه مربّو النحل في ولاية وان جنوب شرقي تركيا، من أهمّ الأنواع التي تحظى بإقبال كبير سواء على المستوى المحلي أو العالمي، خصوصاً من الدول العربية، وعلى رأسها السعودية وقطر.

ويتميّز هذا النوع من العسل بفوائد عديدة، إذ أنّه طبيعي مئة في المئة ولا يحتوي على السكر أو أيّ موادّ مضافة أخرى.

ويُنتج من تربية النحل القوقازي الذي يُعتبر أحد أهمّ 4 أنواع نحل حول العالم، ضمن خلايا نحل طبيعية مصنوعة من شجر الصفصاف مطليّة بالطين.

وما يزيد جودة هذا النوع من العسل، عدم وجود المبيدات الحشرية والزراعية في المنطقة التي هو فيها، والتي ترتفع كثيراً عن سطح البحر.

تقول العاملة في محل لبيع العسل المنتج خصوصاً من ولاية ملاطية التركية، إنّ أكثر المقبلين على شراء العسل هم من السيّاح في إسطنبول.

وتتابع الشابة التركية ديدم في حديثها مع TRT عربي، بأنّ عسل الزهور هو الأكثر طلباً للأتراك والزوّار الأجانب في تركيا.

أنواع العسل التركي

ويُنتَج عسل الزهور من الرحيق الذي يُجمَع مباشرة من الزهور بواسطة النحل العامل، وهو أكثر الأنواع شيوعاً وانتشاراً على موائد المطاعم والمنازل وفي أسواق تركيا والذي يُصدَّر إلى خارج البلاد.

وإلى جانب عسل الزهور، يُعَدّ عسل الصنوبر ثاني أكثر الأنواع طلباً وفق ما تقول العاملة التركية، ويُنتج في مناطق جنوب بحر إيجة وغربي البحر المتوسط.

وتشتهر تركيا بعسل الحمضيات المميّز بنكهته العطرية، وعسل الكستناء الذي يُستخرج من رحيق أزهار الكستناء التي تزهر لمدة أسبوعين في شهر يونيو/حزيران في غابات المنطقة الساحلية الشمالية للبحر الأسود.

كما يكثر بيع وتصدير عسل عبّاد الشمس، وعسل الزعتر البري، وعسل الأكاسيا، وعسل اللافندر، ما يجعل تركيا إحدى أهمّ الدول المنتجة والمستهلكة للعسل عالمياً.

أمّا العسل الأغلى في العالم الذي تنتجه تركيا ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية فهو "عسل الكهوف" التركي "Centauri".

ويصل سعر الكيلوجرام منه إلى 10 آلاف يورو، إذ يُنتَج في منطقة شيلة على البحر الأسود، ويُجمَع من كهف على ارتفاع 2500 متر فوق مستوى سطح البحر بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان وبعيداً عن خلايا النحل الأخرى.

دعم حكومي متواصل

وتقدّم الحكومة التركية الدعم لمربّي النحل في مختلف الولايات من خلال مؤسسة دعم التنمية الزراعة والريف، عبر منحهم القروض بلا فائدة أو تقديم الدعم الفني لهم.

وحسب الاتحاد المركزي لمربّي النحل في تركيا في إحصائية لعام 2018، يتوافر في البلاد أكثر من 6.6 مليون خلية، تنتج أكثر من 200 ألف طن من العسل سنويّاً، على أيدي 75 ألف مربّي نحل محترف.

ولأنّ تركيا إحدى من الدول الرائدة حول العالم في تربية النحل وإنتاج العسل، تنظّم الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" على مدار العام دورات تدريب على تربية النحل في مختلف الدول حول العالم.

ومن هذه الدول ألبانيا والبوسنة والهرسك والمكسيك والكاميرون وتونس وجمهورية الجبل الأسود.

وتعمل الوكالة التركية على مناقشة مشكلات قطّاع تربية النحل وسبل حلّها في هذه الدول، إلى جانب تقديم المعدات التي تساهم في إنجاح مشاريع تربية النحل وتطوير قدرات مربّي النحل المشاركين في الدورات.

TRT عربي