TikTok-Shopping (Kiichiro Sato/AP)
تابعنا

منذ شهر فبراير/شباط الماضي، ينشر حساب "تيكتوك" لمراهق بريطاني، تحت مسمى "Thinfrog"، يوميات تربيته "جيشاً من الضفادع" وفقاً له، يتعدى عددها الملايين، ذلك بعد أن عثر على عش مليء ببيضها في مستنقع بالقرب من بيته. ولقي هذا المحتوى متابعة وإعجاباً كبيرين على شبكة التواصل الاجتماعي الصينية.

وفي حادثة مشابهة، نشر شاب أمريكي مقطع فيديو له على "تيكتوك"، وهو يطلق آلاف حشرات الدعسوقة الحمراء في متنزه "سانترال بارك" وسط مدينة نيويورك، ليحصد هو الآخر إعجاباً وتتبعاً لا يقل عن نظيره البريطاني من حيث العدد.

فيما تسود مخاوف كبيرة لدى نشطاء حماية البيئة والرفق بالحيوان، من أن يتحول الإقبال على هذا النوع من المحتوى إلى ظاهرة تغزو شبكة "تيكتوك". وحذّر خبراء البيئة من ممارسة هذا النشاط، لما يمثله من مخاطر على النظام الإيكولوجي والتوازنات داخلها، كذلك لمخاطر انتقال أمراض معدية عبر التواصل غير المقنن مع تلك الحشرات.

صورة لعش بيض الضفادع الذي نشره حساب "Thinfrog". (تيكتوك) (Others)

جيش ضفادع ودعاسيق

يحسب ما يدَّعيه صاحب حساب "Thinfrog"، فقد استطاع تجميع 1.4 مليون بيضة ضفدع من المستنقعات القريبة من منزله، حيث يهدف من خلال الاعتناء بها إلى تشكيل "أكبر جيش ضفادع في العالم"، انتقاماً من "منعه من تربية ضفدع أليف" في صغره.

وبعد أقل من خمسة أشهر من انطلاق مغامرته البرمائية، حظي حساب المراهق البريطاني بأكثر من مليوني متابعة إضافة إلى 21 مليون إعجاب من مشتركي "تيكتوك" حول العالم. هذا ويتوعد "Thinfrog" بأنه سيرفع التحدي في السنة المقبلة، ليبلغ جيشه من الضفادع "10 ملايين ضفدع".

في حادثة مشابهة، شهر أبريل/نيسان الماضي، نشر حساب "Arkeslo" الذي يديره شاب أمريكي مقطع فيديو يوثق إطلاقه لما قال إنها "100 مليون دعسوقة كان قد ابتاعها مقابل 75 دولاراً"، في متنزه "سانترال بارك" الشهير وسط نيويورك. وحصد هذا المقطع أكثر من 41 مليون مشاهدة، كما شكّك الكثيرون في صحته.

وبعد يومين من نشره المقطع الأول، قال صاحب "Arkeslo" إن "شخصاً رفع ضده دعوى قضائية تطالبه بدفع 350 ألف دولار كتعويضات"، جراء اتهامه بالقيام بترهيب بيئي لساكنة مدينة نيويورك. وبعدها بأيام، في فيديو اعتذاري غريب، صور المراهق الأمريكي نفسه في مزرعة صراصير "الكريكيت" قائلاً: "سأشتري 100 مليون من هذه الصراصير وأطلقها في ساترال بارك كي تلتهم الدعاسيق".

مخاوف بيئية

ويحذر نشطاء حماية البيئة وحماية البرية من أن يصبح هذا النوع من المحتوى ظاهرة على شبكة التواصل الاجتماعي "تيكتوك"، كونها تجتذب عدداً كبيراً من المراهقين الذين قد لا يقدرون العواقب الوخيمة لمثل هذه الأفعال.

وفي تصريحات خصت بها صحيفة "الغارديان"، علقت عالمة البيولوجيا في "مركز التنوع البيولوجي" البريطاني تييرا كاري، بأنها "أحست بالانزعاج" عندما شاهدت محتوى الفيديوهات المذكورة، لأنه "محل مساعدة هذه الكائنات، فإن هؤلاء يؤذونهم".

وأوضحت العالمة بأن هناك إمكانية تمرير فطريات وبكتيريا آدمية لتلك الضفادع ما قد يؤدي إلى القضاء عليها، قائلة بأن "عدوى فطرية واحدة يمكنها أن تؤدي إلى انقراض حوالي 90 نوعاً من الكائنات البرمائية".

وحسب عالم الأحياء البحرية داود قريشي، فإن "تربية العديد من الضفادع هي بالتأكيد ليست جيدة للبيئة، وقد تؤدي إلى اختلال التوازن البيئي"، حيث "يمكن أن يتسبب في تدفق كبير لهذه الحيوانات المفترسة للحشرات، ما سيؤدي بعد ذلك إلى تناقص أعداد هذه الحشرات التي تؤدي دوراً مهماً في عمليات تلقيح النباتات الغذائية".

TRT عربي