"مسافر الفضاء التركي".. كيف سيساهم في البحث الجيني على متن المحطة الدولية؟ (Others)
تابعنا

عندما أُعلن عن برنامج السفر الفضائي الأول لتركيا، اُستلم ما مجموعه 36000 طلب، وتقدم الآلاف من المواطنين الأتراك بطلبات للذهاب إلى الفضاء. بعد تقييم الطلبات، أُعلن عن أول رواد فضاء أتراك، وهما: ألبير جيزارأفجي وتوفا جيهانغير أطاسفار، وذلك بعد أن اجتازا اختبارات صارمة للحصول على هذا اللقب.

وبُعيد الإعلان عن أسماء رواد الفضاء، أُعلن عن الدراسات العلمية التي سيجريها مسافر الفضاء التركي على محطة الفضاء الدولية، وذلك عقب أشهر من الدعوة التي تقدمت بها "توبيتاك سبيس" (TBİTAK Space) لتحديد التجارب العلمية التي سيجريها مسافر الفضاء التركي خلال مهمته.

تجربة الجينات المرتبطة بالجاذبية

تهدف التجربة إلى تحديد الجينات التي تتأثر بالبيئة غير الجاذبة، والتي لم تُكتشف وظيفتها بعد، وتحديد الخلايا المناعية التي ستتأثر بشكل مباشر بالجاذبية في المهمات الفضائية، باستخدام أساليب هندسة الجينات كريسبر (CRISPR).

وللغوص أكثر في تفاصيل المشروع، تحدث موقع TRT Haber مع مدير مركز تقنيات الخلايا المعدّلة وراثياً (TRGENMER) بجامعة أوسكودار الدكتور جيهان تاشتان حول التجربة التي سيسهم بها "مسافر الفضاء التركي" في البحث الجيني.

مشيراً إلى أن هناك عشرات الآلاف من الجينات في جسم الإنسان علاقتهم بالجاذبية ليست معروفة بالكامل بعد، قال تاشتان: "لقد عاش الجنس البشري محاصراً تحت جاذبية الأرض لقرون. لذلك، يجب على جميع خلايا الجسم أن تحافظ على حياتها اعتماداً على الجاذبية. ومع ذلك، فإن السفر إلى الفضاء، الذي كان حلم الناس في السنوات الأخيرة، أو حتى قضاء كل الحياة في الفضاء، قد لا يكون مناسباً لأجسامنا. لأننا لم نكتشف بعد أياً من الجينات الـ25 ألفاً الموجودة في أجسامنا، ترتبط ارتباطاً مباشراً بالجاذبية، وأي منها سيتصرف في ظل الجاذبية الصغرى".

فريق "الرسالة" العلمي

منذ نحو عام، تأسّس فريق علمي يسمى "الرسالة" (MESSAGE) ضمن بنية مركز تقنيات الخلايا المعدلة وراثياً بجامعة أوسكودار، ويختص الفريق العلمي هذا في مجال أبحاث الجاذبية الصغرى وتأثيرها في علم الوراثة.

وخلال الزيارة الميدانية التي أجراها مراسل TRT Haber إلى المركز، وجد فريق "الرسالة" يعمل على "جهاز رفع صوتي" (Acoustic Levitation Device) الذي يستخدم بدوره لخلق الجاذبية الصغرى في بيئة المختبر، إذ تُنفّذ الأعمال الأولية للمشروع أيضاً على هذا الجهاز.

ومن شأن اختيار التجربة لتكون ضمن التجارب الثلاث عشرة الأخرى التي سيجريها مسافر الفضاء التركي على متن محطة الفضاء الدولية أن تمكن فريق "الرسالة" من الارتقاء بعملهم إلى المستوى التالي، وفقاً للدكتور تاشتان الذي أضاف قائلاً: "سنكون قادرين على تنفيذ مشروعنا الذي سنختبر فيه خلايا رائد الفضاء التركي لدينا في بيئة الفضاء، في البيئة التي نخلق فيها الجاذبية الصغرى في المختبر".

كيف سيجري تنفيذ المشروع؟

سيجمع مسافر الفضاء التركي عينات من دمه في أيام مختلفة قبل مهمته وفي أثنائها. عندما يعود إلى الأرض، سوف يسلم هذه العينات إلى المركز. بهذه الطريقة، سوف يدرس الفريق كيف تتصرف الخلايا، وبالأخص الخلايا المناعية، في الفضاء، وإلى أي مدى يمكنها محاربة عوامل مثل السرطان.

وفي هذا السياق، قال الدكتور تاشتان: "لقد حددنا ثلاثة أشخاص أصحّاء، سنجري تقنيات الهندسة الوراثية بدماء شعبنا وثلاثة أشخاص أصحّاء سيذهبون إلى الفضاء. هنا، سنحاول فهم علاقتها بالجاذبية من خلال تعديل 25000 جين واحد تلو الآخر".

ماذا سيحدث إذا جرى تحقيق النتائج المرجوة؟

من خلال هذه الدراسات، سيكتشف العلماء كيف ستتصرف الجينات المخبأة في علم الوراثة البشرية عندما تتحرّر من الجاذبية. وأشار تاشتان إلى أنه على المدى الطويل، يمكن أن يكون تطوراً مثيراً على النحو التالي؛ إذا تمكنا من العثور على دليل أن الخلايا السرطانية يمكن أن تُقتل بشكل أكثر فاعلية في بيئة الفضاء. ومع زيادة السياحة الفضائية، سيتمكن المرضى الذين سيذهبون إلى الفضاء من التعافي في وقت أقصر.

وتابع قائلاً: "في المستقبل، سنتحدث عن مزيج من السياحة الصحية وسياحة الفضاء، وربما علاج المرضى في المستشفيات بمحطة الفضاء الدولية".

TRT عربي