وقالت وزارة الصحة التابعة للجماعة إن "8 مواطنين استشهدوا وأصيب 142 آخرون جراء الغارات الصهيونية على صنعاء"، وأشارت إلى أن فرق الدفاع المدني والإسعاف لا تزال تواصل عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض والركام.
ووصفت "الاستهداف المتعمد والممنهج للأعيان المدنية والخدمية والسكنية" بأنه "جريمة حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
فيما قالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين إن الغارات الإسرائيلية على صنعاء "استهدفت محطة ذهبان الكهربائية، وحياً سكنياً في شارع الرقاص بمديرية معين"، وأضافت القناة أن الغارات استهدفت كذلك أحياء سكنية في منطقتي "النهدين" و"حدة" بمديرية السبعين.
ونقلت القناة تصريحات عن مصدر لم تسمه بجهاز الأمن والمخابرات، التابع للحوثيين قوله إن "العدوان الإسرائيلي على صنعاء استهدف إحدى الإصلاحيات التابعة للجهاز والتي تضم عدداً من السجناء والمعتقلين".
صاروخ يمني
وبعد ساعات من شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الجديد على العاصمة اليمنية صنعاء، دوّت صافرات الإنذار في مناطق واسعة بإسرائيل، مساء الخميس، بعد رصد إطلاق صاروخ واحد من اليمن.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الخاصة إن صافرات الإنذار دوّت في عدة مناطق وسط البلاد، من بينها تل أبيب وضواحيها وأجزاء من القدس.
وقال جيش الاحتلال، في بيان، إن "سلاح الجو التابع له رصد إطلاق صاروخ من اليمن".
وفي وقت لاحق، ادعى جيش الاحتلال، في بيان، أن "صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق داخل إسرائيل وفق سياسة تفعيل الإنذارات، قبل أن يتم اعتراض الصاروخ"، على حد قوله، فيما لم يجرِ الإعلان عن وقوع إصابات أو أضرار جراء الهجوم.
تعليق إسرائيلي
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان: "وجهنا ضربة قاصمة إلى عديدٍ من الأهداف التابعة لمنظمة الحوثي في صنعاء".
وادعى كاتس أن الهجوم استهدف "عدة معسكرات عسكرية، بما في ذلك معسكر لهيئة الأركان العامة للحوثيين، وقتل عشرات من عناصرهم، ودمر مخازن للطائرات المسيّرة والأسلحة"، رغم أن الحوثيين قالوا إن المناطق المستهدفة "أحياء سكنية".
فيما قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إن الأخير "هو الذي أصدر الأمر بتنفيذ الضربة في اليمن من على متن الطائرة خلال رحلته إلى نيويورك" للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جهته، ادعى الجيش الإسرائيلي في بيان، أن "عشرات الطائرات الحربية والقطع الجوية شنت غارات استهدفت أهدافاً للحوثيين تابعة لجهاز الأمن والمخابرات والجيش في منطقة صنعاء".
وادعى أن "من بين الأهداف المستهدفة مقر قيادة التحكم لقيادة الأركان الحوثية ومجمعات لجهاز الأمن والمخابرات التابع للنظام الحوثي إلى جانب مديرية الإعلام العسكري ومعسكرات جرى رصد داخلها وسائل قتالية وعناصر عسكرية يتبعون لنظام الحوثي".
كما ادعى أن الغارات "جاءت في ضوء الهجمات التي يقودها النظام الحوثي ضد دولة إسرائيل، والتي تشمل إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ أرض-أرض نحو الأراضي الإسرائيلية".
وفي وقت سابق الأربعاء، هاجم الحوثيون بطائرتين مسيّرتين، منطقة إيلات جنوبي إسرائيل، وفق بيان للمتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع.
وأوضح أن المسيرتين "استهدفتا هدفين للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات) وقد حققت العملية هدفها بنجاح وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي لها".
وعقب ذلك، ذكرت هيئة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داود الحمراء" أن 50 إسرائيلياً أصيبوا جراء سقوط المسيرة في قلب المنطقة السياحية بإيلات، بينهم 3 في حالة خطرة، وفق هيئة البث العبرية.
بدوره، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان على منصة "إكس" ، بفشله في اعتراض المسيّرة رغم تفعيل صفارات الإنذار ومحاولات التصدي لها، قبل أن تسقط داخل المدينة.
من جهتها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية: "فشل سلاح الجو الإسرائيلي للمرة الثالثة خلال نحو أسبوعين في حماية سماء مدينة إيلات".
وأضافت: "يبدو أن المتمردين الحوثيين قد وجدوا ثغرة في تأمين سماء مدينة إيلات من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، ما دفعهم إلى مواصلة عملياتهم وإحداث الفوضى والدمار والذعر".
وفي 18 سبتمبر/أيلول الجاري، انفجرت طائرة مسيرة أطلقت من اليمن قرب مدخل فندق "جيكوب" بمدينة إيلات دون الإبلاغ عن قتلى أو مصابين على الفور، ووقتها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن انفجار المسيرة "تسبب في أضرار مادية".
وفي 7 سبتمبر/أيلول الجاري، أصيب إسرائيلي بجروح طفيفة جراء سقوط طائرة مسيرة أطلقت من اليمن لم يجرِ رصدها، داخل صالة المسافرين بمطار رامون شمال إيلات.
ويهاجم الحوثيون إسرائيل بصواريخ وطائرات مسيّرة، ويستهدفون سفناً مرتبطة بها أو متجهة نحوها، ويقولون إن هجماتهم تأتي رداً على الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة منذ عامين.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفاً و502 من الشهداء و167 ألفاً و376 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.