وأفاد إدريس في خطاب متلفز بثه التليفزيون الرسمي، بأن "ما حدث في الفاشر من تقتيل وترويع هي جرائم حرب إبادة وتطهير عرقي، لشعب عريق".
وقال: "نطالب مجلس الأمن الدولي والمنظمات الإقليمية والدول المؤثرة بإجراءات حاسمة وسريعة تتضمن وقفاً فورياً للجرائم والانتهاكات الجارية، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين"، وأكمل: "ومحاسبة كل من خطط أو موّل أو نفذ أو سهل هذه الإجراءات والأفعال الإجرامية".
وشدد إدريس على أن "السودان ليس ساحة لتصفية الحسابات ولا ميداناً للروايات الزائفة"، من دون توضيح أكثر، ورأى أن "الشعب السوداني يقدم درساً في الصمود والكرامة، وينتظر من المجتمع الدولي أن يقف مع الحق والعدل وألا يكتفي ببيانات النخب و الإدانة".
ودعا إدريس المنظمات الدولية والإقليمية إلى "تحمل مسؤولياتها كاملة وأن تتخذ موقفاً واضحاً يجرم ويدين الجرائم والانتهاكات، وتعمل على وقفها وملاحقة مرتكبيها".
"إبادة جماعية"
من جانبها، اتهمت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور غربي السودان، اليوم الخميس، "قوات الدعم السريع" والقوات المتحالفة معها بارتكاب "جرائم حرب وإبادة جماعية وتهجير قسري" في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور، وطالبت بتصنيفها "جماعة إرهابية".
وقالت القوة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، في بيان، "ارتكبت مليشيات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب أبشع صور الجرائم ضد الإنسانية بالفاشر (جنوب غرب)، جرائم حرب وإبادة جماعية وتهجير قسري، وسياسات منظمة تستهدف اقتلاع السكان وطمس وجودهم".
وتتكوّن القوة المشتركة من الحركات التي وقّعت اتفاق السلام في جوبا عام 2020، وأبرزها حركتا "العدل والمساواة" بقيادة جبريل إبراهيم، و"تحرير السودان" بقيادة مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور.
وأفادت القوة المشتركة: "اليوم وردتنا دلائل دامغة أن التصفيات العرقية مستمرة على أرض الواقع، حيث تمتلئ شوارع المدينة بالجثث، وكل من حاول الهروب من الفاشر قد يكون ضحية لهذه القوات"، وأردفت: "لدينا حقائق وشهادات ميدانية وفيديوهات توثيقية تدين كل من تورط في هذه الجرائم وتفضح عمليات القتل الممنهج".
كما أكد البيان أن "عمليات القتل جرت وفق مخطط مُمنهج وبمشاركة تشكيلات متحالفة مع الدعم السريع من قوات التحالف السوداني التأسيسي، التي تتحمل المسؤولية كاملة".
وتضم قوات تأسيس، الدعم السريع والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو وعدداً من الحركات المسلحة بقيادة الطاهر حجر والهادي إدريس، عضوي مجلس السيادة السابقين.
وطالب البيان "المجتمع الدولي ومنظومة الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والعدلية بتحمّل مسؤولياتها من دون تردد، وتصنيف هذا التحالف المسلح كتحالف إرهابي يمارس الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري".
كما طالبت القوة المشتركة للحركات المسلحة "بإدانة فورية وصريحة لهذه الجرائم، وبدء تحقيقات دولية مستقلة وشفافة، ووقف الانتهاكات فوراً واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية الآمنة"، وشددت على "ضرورة ملاحقة ومحاسبة كل من يموّل أو يدعم أو يغطي هذه الجرائم سياسياً أو عسكرياً أو إعلامياً".
والأربعاء، أقر قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في مقطع فيديو على منصة تليغرام، بحدوث ما سماها "تجاوزات" من قواته في مدينة الفاشر، مدعياً تشكيل لجان تحقيق ووصولها المدينة.
ومنذ أيام، تتهم السلطات السودانية ومنظمات دولية وأممية قوات "الدعم السريع" بارتكاب "مجازر وانتهاكات إنسانية" بحق المدنيين في مدينة الفاشر، تشمل "إعدامات ميدانية" واعتقالات وعمليات تهجير، خلال اقتحامها للمدينة التي كانت تحاصرها منذ أكثر من عام.
وفي أبريل/نيسان 2023 اندلعت الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع"؛ بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، وبمجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.














