وأفادت اللجنة الدولية لكسر الحصار، عبر تدوينة على منصة شركة إكس الأمريكية: "يفصلنا نحو 175 ميلاً بحرياً عن الوصول إلى غزة".
وأشارت إلى اقتراب الأسطول من "المنطقة عالية الخطورة"، مؤكدةً أن أي هجوم محتمَل على الأسطول "هو هجوم على فلسطين"، ومطالبةً بـ"عبور آمن" لسفن الأسطول.
وأضافت: “نحن في حالة تأهب قصوى مع وصول الأسطول إلى مسافة 10 أميال بحرية من منطقة المخاطر المرتفعة”.
في سياق متصل، قالت اللجنة إن "النداء الأخير" الذي سترسله فرقاطة إيطالية لمشاركي "أسطول الصمود العالمي" من أجل ترك السفن والعودة إلى البر، هو "تخريب وليس حماية".
وأشارت في بيان، الثلاثاء، أن وزارة الخارجية الإيطالية أبلغت "أسطول الصمود" أن الفرقاطة البحرية التي ترافقه سترسل قريباً نداءً لا سلكياً، تقدم فيه للمشاركين "فرصة" لترك السفن والعودة إلى البر قبل الوصول إلى ما تسمى "المنطقة الحرجة".
وأضاف البيان أن هذا التصرف "محاولة لإضعاف المعنويات وتفكيك مهمة إنسانية سلمية فشلت الحكومات في تنفيذها بنفسها، على الرغم من أن صمتها وتواطؤها هما ما أديا إلى هذه النقطة". وأشار إلى أن "هذا جبن متخفٍّ في ثياب الدبلوماسية"، مبيناً أنه "إذا كانت إيطاليا تريد حقاً حماية الأرواح، ما كانت ستتصرف كمنقذ لإسرائيل، ولا كانت تضغط على المدنيين للتراجع، بل كانت ستستخدم أسطولها البحري لضمان مرور المتطوعين السلميين بأمان إلى غزة، لفرض القانون الدولي، وتوصيل الإمدادات المنقذة للحياة".
وأكد البيان أن "كل مشارك على متن السفن أتى وهو على دراية كاملة بالمخاطر"، وأن المشاركين ليسوا "تحت أي أوهام خاطئة، نحن هنا لأن الصمت في وجه الإبادة الجماعية والمجاعة والعقاب الجماعي أكثر خطورةً بكثير من الإبحار حاملين المساعدات الإنسانية".
وأفاد بأن "الحكومة الإيطالية تعلم هذا، ومع ذلك بدلاً من استخدام قوتها البحرية الكبيرة لكسر حصار غير قانوني فإنها تختار مرافقتنا فقط إلى نقطة الخطر ثم تحاول تفريقنا". وشدد على أن "الأسطول يواصل الإبحار، والبحرية الإيطالية لن تستطيع إعاقة هذه المهمة، والمطلب الإنساني بكسر الحصار لا يمكن سحبه إلى الميناء، ومسؤوليتنا الأخلاقية لا يمكن التخلي عنها في البحر".
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، أعلنت هيئة الأركان العامة الإيطالية، أن فرقاطتها "ألبينو" التي ترافق أسطول الصمود العالمي، سوف تتمكن من استقبال الناشطين الذين يريدون مغادرة سفن الأسطول، وأنها سترسل "نداءً أخيراً" إلى كل سفينة حول ذلك.
من جانبهم، أكد ناشطون يونانيون مشاركون في أسطول الصمود العالمي، أنهم عازمون على الوصول إلى قطاع غزة، وأنهم ليسوا خائفين من أي هجوم إسرائيلي محتمل.
ومنذ أيام تُبحر السفن المشاركة بالأسطول نحو غزة محمَّلةً بمساعدات إنسانية، ويضم أسطول الصمود اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعةً نحو قطاع غزة الذي يقطنه نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ نحو 18 عاماً.
وشددت إسرائيل الحصار منذ 2 مارس/آذار الماضي عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعةً أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفاً و97 شهيداً و168 ألفاً و536 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 453 فلسطينياً بينهم 150 طفلاً.