وقال المكتب الإعلامي للجيش الباكستاني إن المسلحين حاولوا العبور من أفغانستان يوم الجمعة وأمس السبت، في منطقتي كرم ووزيرستان الشمالية، وهما منطقتان وعرتان على الحدود الشمالية الغربية لباكستان.
وأضاف أن محاولات التسلل هذه تلقي بظلال من الشك على نيّات الحكومة في أفغانستان، "في ما يتعلق بمعالجة قضية الإرهاب الذي ينطلق من أراضيها".
وتنفي الحكومة الأفغانية المؤقتة الاتهامات بإيواء مسلحين، وتقول إنّ “العمليات العسكرية الباكستانية تنتهك سيادة بلادها”.
ويجتمع مسؤولون من البلدين في إسطنبول لمنع تجدد الصراع بعد الاشتباكات التي وقعت بين جيشيهما هذا الشهر، وهو أعنف قتال على الحدود منذ وصول الحكومة الأفغانية الحالية إلى الحكم عام 2021.
واندلع هذا القتال بعد أن طالبت باكستان الحكومة الأفغانية المؤقتة بكبح جماح المسلحين الذين تقول إنهم يعملون من ملاذات آمنة داخل أفغانستان، ما أدى إلى تبادل كثيف لإطلاق النار وشن باكستان غارات جوية.
وتوصل الجانبان إلى هدنة يوم الأحد الماضي، بوساطة من قطر وتركيا، وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، أمس السبت، إن الهدنة صامدة، وإنه يعتقد أن أفغانستان تريد السلام. لكنه حذَّر من أن عدم التوصل إلى اتفاق في إسطنبول سيعني "حرباً مفتوحة".
واستضافت الدوحة الأسبوع الماضي مباحثات بشأن الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان بدعم من تركيا وقطر، وشارك فيها من الجانب التركي رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن.
وذكرت مصادر أمنية تركية أن المشاركين في المفاوضات قرروا عقد اجتماعات متابعة خلال الأيام المقبلة لضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بشكل فعّال.
واتفقت الأطراف على عقد الجلسة الأولى للجنة الفنية التي ستعمل على تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في إسطنبول، لبحث خطوات طويلة الأمد لمعالجة قضايا الإرهاب والهجرة وأمن الحدود بين البلدين بشكل دائم.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول، تحدثت تقارير عن غارات جوية نفَّذتها مقاتلات باكستانية على كابل ومنطقة مارغا بولاية باكتيا الحدودية مع باكستان، وحمّلت السلطات الأفغانية إسلام آباد المسؤولية عن الانفجارات في مارغا وكابل.
وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت حركة “طالبان باكستان" مسؤوليتها عن هجمات استهدفت قوات الأمن في إقليم خيبر بختونخوا الحدودي مع أفغانستان، وأسفرت عن مقتل 23 باكستانياً، بينهم 20 عنصراً أمنياً و3 مدنيين.
وتقول إسلام آباد إن مسلحي حركة “طالبان باكستان”، ينفّذون عمليات من داخل أفغانستان، وهو ما تنفيه كابل.
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن البلدان الاتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة، جرى تمديدها لاحقاً لحين اختتام المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، التي انتهت بإعلان اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين.














