وأعلن الجيش الباكستاني في بيان أصدرته إدارة العلاقات العامة بالجيش اليوم الأحد، مقتل 23 جندياً من قواته وإصابة 29 آخرين في الاشتباكات الأخيرة على الحدود الأفغانية-الباكستانية.
وأفاد البيان بأن "الحكومة الأفغانية ومجموعات مدعومة من الهند" شنت هجوماً على الحدود الباكستانية ليلة السبت-الأحد، مشيراً إلى مقتل 23 جندياً وإصابة 29 آخرين من الجانب الباكستاني في الاشتباكات، وأن إسلام آباد ردت على الهجمات "دفاعاً عن النفس".
وأوضح أنه جرى تنفيذ ضربات دقيقة وهجمات وغارات ضد أهداف عديدة، بما في ذلك مواقع تابعة للحكومة الأفغانية، مؤكداً أنه جرى تحييد أكثر من 200 "إرهابي" مرتبط بالحكومة الأفغانية وفقاً لبيانات استخباراتية موثوقة وتقييم للأضرار، ودعا أفغانستان إلى اتخاذ إجراءات ضد المجموعات الإرهابية في هذه المناطق.
في المقابل، قالت أفغانستان إنها قتلت 58 جندياً باكستانياً، لكنها لم توضح كيفية معرفتها بأعداد القتلى. وذكرت أيضاً أن 20 جنديا أفغانياً سقطوا بين قتيل وجريح.
وتشترك الدولتان في حدود يبلغ طولها 2640 كيلومتراً، وتضم عدة معابر تشكّل عنصرا محوريا في التجارة الإقليمية والعلاقات بين الشعوب على جانبي الحدود.
وساطة سعودية قطرية
وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية في وقت سابق انتهاء عملياتها عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي، استجابة لطلب من قطر والسعودية.
وكان وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، قال للصحفيين، اليوم الأحد، إن قطر والسعودية تدخلتا للوساطة بعد تبادل لإطلاق النار بين أفغانستان وباكستان مساء أمس السبت.
أنقرة مستعدة للمساهمة
من جانبه، قال وكيل رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي، أفكان آلا، إنّ أنقرة مستعدة لتقديم جميع أشكال المساهمة لخفض التوتر بين أفغانستان وباكستان.
جاء ذلك في تدوينة، اليوم الأحد، على حسابه في منصة "إن سوسيال" التركية، تعليقاً على تصاعد التوتر بين أفغانستان وباكستان.
وأعرب عن أمله في وضع حل سريع للوضع الحساس بين بلدين صديقين وشقيقين، تربطهما علاقات تاريخية وثقافية واجتماعية قوية من خلال الحوار والتفاهم المتبادل.
وأكد آلا أن تركيا تؤمن بأن الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي لا يمكن تحقيقه، إلا من خلال الحس السليم والدبلوماسية البناءة وتعزيز الثقة المتبادلة.
ودعا في هذا الإطار أفغانستان وباكستان إلى حل قضاياهما الحالية بالهدوء والحكمة السليمة، وبما يتماشى مع مبادئ القانون الدولي. وأردف: "استناداً إلى صداقتنا التاريخية عميقة الجذور، فإنّ تركيا مستعدة لتقديم كل أنواع المساهمات البناءة لخفض التوترات واستعادة الاستقرار في المنطقة".
والخميس الماضي، سُمع دوي انفجار في العاصمة الأفغانية كابول، وتحدثت تقارير حينها عن غارة جوية نفذتها طائرات حربية باكستانية استهدفت منطقة مارغا، في ولاية باكتيا، جنوب كابول، والحدودية مع باكستان.
وفي أعقاب ذلك، حمّلت السلطات الأفغانية باكستان المسؤولية عن الانفجارات التي وقعت في كل من مارغا وكابل.
والجمعة، أعلنت حركة طالبان باكستان، مسؤوليتها عن هجمات متزامنة استهدفت قوات الأمن في إقليم خيبر بختونخوا الحدودي مع أفغانستان، وأسفرت عن مقتل 23 شخصاً، بينهم 20 عنصراً أمنياً و3 مدنيين.
وتقول إسلام آباد إن مسلحي حركة طالبان باكستان ينفذون عمليات من داخل أفغانستان، وهو ما تنفيه كابول.