وبدأت آلاف العائلات الفلسطينية العودة سيراً من مناطق النزوح في وسط وجنوب القطاع باتجاه مدينة غزة ومحافظات الشمال، عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، في رحلات شاقة استغرقت ساعات طويلة، في ظل النقص الحاد بالوقود ووسائل النقل.
كما شهدت مناطق وسط وشرق خان يونس عودة واسعة للنازحين بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها، في حين اضطر مئات ممن وصلوا إلى مناطق سكنهم إلى نصب خيام مؤقتة فوق أنقاض منازلهم المدمرة جراء القصف.
وتأتي هذه التحركات الميدانية بعد أن استكمل جيش الاحتلال انسحاباً جزئياً حتى حدود ما يُعرف بالخط الأصفر، ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق الذي ينص على وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب تدريجي، وتبادل للأسرى، وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، ونزع سلاح حركة حماس، وفق الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
في المقابل، أفادت مصادر طبية بوصول جثامين 155 شهيداً إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم 135 انتُشلوا من تحت الأنقاض، فيما اسُتشهد 19 شخصاً بنيران الاحتلال الجمعة، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
جهود لإعادة الحياة إلى القطاع
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم السبت، تنفيذ أكثر من خمسة آلاف مهمة ميدانية وخدماتية وإنسانية خلال 24 ساعة، في إطار خطة طوارئ لإعادة الحياة تدريجياً إلى القطاع.
وقال المكتب في بيان إن المهمات شملت أكثر من 1200 مهمة طبية وصحية نفذتها وزارة الصحة والمستشفيات الميدانية، و850 مهمة إنقاذ وإغاثة نفذتها فرق الدفاع المدني والشرطة والبلديات، إلى جانب 900 مهمة خدمية لإزالة الأنقاض وتشغيل شبكات المياه والصرف الصحي، و700 مهمة إغاثية وإنسانية لتوزيع المساعدات ومواد الإيواء، إضافة إلى 700 مهمة تنظيمية وإعلامية تتعلق بمتابعة وصول المساعدات.
وطالب المكتب المجتمع الدولي بـ"تعزيز الدعم الميداني ورفع الحصار وفتح المعابر فوراً دون قيود سياسية"، مشيراً إلى استمرار العمل رغم استشهاد أكثر من 8 آلاف موظف حكومي منذ بدء الحرب.
من جانبها، دعت بلدية غزة المواطنين إلى التعاون في حماية المرافق العامة ومنع التعدي عليها، مؤكدة أن الحفاظ عليها "مسؤولية جماعية وواجب وطني"، بينما تواصل طواقمها إزالة الركام وفتح الطرق أمام سيارات الإسعاف والطوارئ.
وفي السياق، طالبت وكالة الأونروا بالسماح العاجل بدخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن لديها مخزوناً يكفي لثلاثة أشهر فقط، معتبرة ذلك "أمراً حاسماً لوقف المجاعة التي تهدد السكان".
وجاء تنفيذ الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في شرم الشيخ، بمشاركة مصر وتركيا وقطر وتحت إشراف أمريكي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنّت إسرائيل حرباً على غزة استمرت عامين، أدت إلى استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفاً آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب مجاعة أودت بحياة مئات المدنيين، وفق بيانات رسمية فلسطينية.