وقالت لجان مقاومة الفاشر في بيان إن "طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع قصفت مركز إيواء دار الأرقم للنازحين في المدينة صباح اليوم، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين العُزل".
وأضافت اللجان أن "من بين القتلى نساءً وأطفالاً وكبارَ سن، فيما لا تزال جثث أخرى تحت الأنقاض، بينما احترق عدد من الضحايا داخل كرفانات مركز الإيواء".
وذكرت في بيان لاحق أن المركز "تعرّض للقصف مرتين بواسطة طائرتين مسيّرتين، وثماني مرات بقذائف مدفعية حارقة"، مشيرةً إلى أن عدد القتلى تجاوز 60 شخصاً.
ولم تُصدر قوات الدعم السريع شبه العسكرية أي تعليق على الاتهامات حتى الساعة (10:30 ت.غ)، لكنها تؤكد عادةً أنها تتجنب استهداف المدنيين في عملياتها العسكرية.
في السياق، أفاد نشطاء محليون بأن الهجوم الأخير جاء بعد قصف مماثل مساء الجمعة وصباح السبت استهدف مركز إيواء دار الأرقم وجامعة أم درمان الإسلامية في الفاشر، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وفي بيان منفصل، قالت لجان المقاومة إن "القصف الثاني استهدف مركز إيواء في حي درجة بمدينة الفاشر، وأسفر عن مقتل 30 شخصاً، ولا تزال بعض الجثث داخل خنادق حفرت للحماية". وحذّرت في ختام بيانها من أن "الجميع يموت يومياً إما بالقصف أو الجوع أو المرض".
وفي سياق متصل، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، السبت، أن "المستشفى السعودي للولادة"، وهو الوحيد الذي لا يزال يعمل في الفاشر، تعرّض للهجوم ثلاث مرات منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وقال غيبرييسوس عبر منصة "إكس": "ندعو إلى حماية المرافق الصحية فوراً والسماح بوصول المساعدات الإنسانية حتى نتمكن من دعم المرضى والعاملين الصحيين الذين يعانون من نقص حاد في الإمدادات".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية حرباً أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً، حسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
وفي إطار هذه الحرب، تفرض قوات الدعم السريع شبه العسكرية حصاراً على الفاشر منذ 10 مايو/أيار 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.