وخلال اليومين الماضيين، شهدت مناطق عديدة في السودان موجات فيضانات جراء ارتفاع مناسيب نهر النيل ورافديه "النيل الأبيض" القادم من بحيرة فكتوريا، و"النيل الأزرق" القادم من الهضبة الإثيوبية.
وتصاعد الجدل بشأن دور "سد النهضة" الإثيوبي في حدوث الفيضانات الواسعة التي شملت عدداً من ولايات البلاد.
وقالت منظمة الهجرة الدولية، في بيان، إن الفيضانات في منطقتي الشقيلاب وطيبة بمحلّية جبل أولياء (40 كلم جنوبي الخرطوم)، أدت إلى نزوح نحو 100 أسرة، الأربعاء.
كما أفادت فرق الإغاثة الميدانية بأن المياه غمرت 100 منزل جراء الفيضانات، فيما تضرر 40 منزلاً جزئياً، وتعرضت 10 منازل أخرى للدمار، حسب البيان نفسه.
وأشار البيان إلى أن الأسر النازحة لجأت إلى المجتمعات المضيفة في المنطقة نفسها، في إشارةٍ إلى الأقارب والجيران والأصدقاء.
وتهطل عادةً أمطار غزيرة في فصل الخريف في السودان، الذي يبدأ من يونيو/حزيران حتى أكتوبر/تشرين الأول، وخلاله يواجه البلد سنوياً فيضانات واسعة النطاق.
ومنذ 30 يونيو/حزيران الماضي حتى 25 سبتمبر/أيلول المنصرم، تضرر 24 ألفاً و992 أسرة و125 ألفاً و56 شخصاً من الأمطار والفيضانات، حسب آخر إحصائية حكومية.
من جانبها، حذرت وزارة الري السودانية، المواطنين على ضفاف النيل من ارتفاع مناسيب المياه، داعيةً إلى إجراء ما يلزم لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم.
وأكدت الوزارة، في بيان، استمرار ارتفاع المناسيب في قطاع الخرطوم - كجبار (بولاية نهر النيل/ شمال)، وذكرت أن محطات القياس والرصد بلغت منسوب الفيضان في "الخرطوم، وشندي، وعطبرة، وبربر، وجبل أولياء".
وكذلك في ولايات "الخرطوم، ونهر النيل، والشمالية، والنيل الأبيض"، ونهر النيل الأبيض (الخرطوم - الجبلين جنوباً) ونهر النيل (الخرطوم - كجبار شمالاً).
وتتزامن الكوارث الطبيعية في السودان هذه الأيام مع معاناة السودانيين جراء حرب مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023.
وخلّفت الحرب أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدَّر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.