جاء ذلك في إفادات لكل من اللجنة الدولية لكسر الحصار، وأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار، عبر حسابيهما بمنصتي شركتي "إكس" و"فيسبوك" الأمريكيتين، وذلك حتى الساعة 21.30 تغ.
وحسب إفادات أسطول الصمود واللجنة الدولية لكسر الحصار، فإن البحرية الإسرائيلية اقتحمت 6 سفن بالأسطول حتى الساعة 21.30 تغ، وذلك في إشارة إلى السفن التي في مقدمة الأسطول والتي اقتربت أكثر من سواحل غزة.
وجرى ذكر أسماء 4 من السفن الست، التي جرى اقتحامها في المياه الدولية بشكل غير قانوني بعد تعمد إلحاق الضرر بأنظمة الاتصالات الخاصة بها، وهي "ألما" و"سيريس" و"أدارا" و"دير ياسين". كما جرى اعتقال "نحو 70 ناشطاً وما زالت نحو 40 سفينة تبحر بإصرار لغزة وتبقى على الوصول 165 كيلومتراً"، وفق المصادر ذاتها.
وفي وقت لاحق، أعلن أسطول الصمود العالمي أن القوات البحرية الإسرائيلية اعترضت القارب سبكتر واعتلته بشكل غير قانوني، وأشارت إلى أنها وضع المشاركين والطاقم على متن سفن ألما وأدارا غير مؤكد.
وأشارت اللجنة الدولية لكسر الحصار إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يستخدم العنف ضد سفننا وصدم عمداً إحدى السفن، ويستخدم مدافع المياه، ويتعامل بقسوة مع المعتقلين المسالمين من 50 دولة حول العالم". ودعت "حكومات العالم إلى أن تتحرك، كما بدأت الشعوب تنتفض غضباً في عواصم العالم، القصة كلها هي غزة.. كسر الحصار ووقف الإبادة وفرض ممر بحري".
وأظهر شريط فيديو من وزارة الخارجية الإسرائيلية تحققت منه رويترز أبرز المشاركين في الأسطول، وهي الناشطة السويدية في مجال المناخ جريتا تونبري، وهي تجلس على سطح قارب محاطة بجنود. وقالت الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس "جرى إيقاف عدة قوارب لأسطول الصمود التابع لحماس بأمان ويجري نقل ركابها إلى ميناء إسرائيلي.. جريتا وأصدقاؤها بخير وصحة جيدة".
العملية مستمرة
أفادت قناة عبرية رسمية، مساء الأربعاء، بأن عملية سيطرة سلاح البحرية الإسرائيلية على سفن أسطول الصمود العالمي المتجه إلى غزة ستتواصل خلال ساعات الليل المتأخرة.
وادعت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية، أن "سيطرة وحدة الكوماندوز البحري (شاييطت 13) وسلاح البحرية على أسطول الصمود العالمي تجري من دون أحداث استثنائية". وأضافت: "بسبب أن الحديث يدور عن نحو 50 سفينة، فإن العملية ستستمر لساعات متأخرة من الليل".
وقالت إسرائيل، مساء الأربعاء، إنها تواصلت مع أسطول الصمود العالمي وطلبت منه تغيير مساره، بدعوى اقترابه من "منطقة قتال نشطة" وبزعم انتهاكه "حصاراً بحرياً قانونياً".
وزعمت الخارجية الإسرائيلية أن "الغاية الوحيدة من أسطول حماس - صمود (في محاولة لربط الأسطول بحركة حماس)، هي الاستفزاز". وادعت أن "إسرائيل، وإيطاليا، واليونان، وبطريركية القدس اللاتينية، عرضت جميعها، ولا تزال تعرض، على الأسطول وسيلة لإيصال أي مساعدات قد تكون بحوزته إلى غزة بشكل سلمي".
وبالتزامن مع بدء قرصنة الجيش الإسرائيلي لسفن الأسطول، خرجت مظاهرات حاشدة في عدة مدن كبرى حول العالم منها روما وبروكسل وإسطنبول وبرشلونة وبرلين.
وحسب ما أعلنته اللجنة الدولية وأسطول الصمود، فإنه "جرى تعطيل الكاميرات" بعد عملية الاقتحام الإسرائيلية التي قالت تل أبيب إنها جاءت بعد رفض الأسطول الانصياع لطلب تغيير مسار السفن.
ووفق المصادر ذاتهأ، فإن جنود الجيش الإسرائيلي "اعتدوا على ناشطين على متن السفن".
وبالتزامن مع اقتحام الزوارق الإسرائيلية، جرى الإعلان عن أن وضع الناشطين على متن بعض السفن المتجهة إلى غزة بات مجهولاً بعد اعتراضها وقطع الاتصال عنها.
وتعمدت إسرائيل، وفق المصادر ذاتها، إلحاق الضرر بأنظمة الاتصالات الخاصة بسفن الأسطول في محاولة لمنع إرسال نداءات الاستغاثة ووقف البث المباشر لعملية الاقتحام، إذ "انقطع البث بالفعل عن أغلب السفن المتوجهة لغزة".
ودعا أسطول الصمود إلى تحرك دولي عاجل لحماية الناشطين على متن سفن تابعة له اقتحمتها إسرائيل، وتأمين الإفراج عنهم.
وتتزامن تلك التطورات مع احتفالات "عيد الغفران اليهودي" الذي بدأ قبيل غروب الشمس ويستمر حتى مساء الخميس، بتوقف كل الفعاليات في إسرائيل بما يشمل المواصلات والمطارات والموانئ ووسائل الإعلام والمؤسسات بكل أنواعها.
ووفق إفادات سابقة لكل من اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وأسطول الصمود العالمي، فإن الساعات الماضية شهدت إحاطة زوارق واقتراب نحو 20 سفينة إسرائيلية من سفن الأسطول.
وتجاوزت سفن الأسطول، وفق الإفادات، موقع الهجوم على سفينة مادلين التي هاجمتها إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي، واقتربت من موقع الهجوم على سفينة حنظلة التي هاجمتها تل أبيب في يوليو/تموز الماضي.
وإثر تلك التطورات، لجأ نشطاء الأسطول لارتداء سترات النجاة تزامنا مع الإعلان عن حالة التأهب القصوى، حسب ما أظهرت لقطات البث المباشر للأسطول وهو يقترب من قطاع غزة بهدف كسر الحصار.
وتزامناً مع هذه الاعتداءات ومحاولة السيطرة على السفن من قبل إسرائيل، أكد أسطول الصمود العالمي، مُضيه في طريقه إلى قطاع غزة، رغم اتصال إسرائيل بالأسطول وطلبها منه تغيير مسار سفنه المتجهة إلى القطاع.
ومراراً، دعت منظمات دولية، بينها "منظمة العفو"، إلى توفير الحماية لـ"أسطول الصمود"، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه "أمر لا يمكن قبوله".
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
ويشارك بالأسطول ما يقارب 50 سفينة تسير في شكل مجموعات يفصل بينها بضعة أميال بحرية، ما يجعل المسافة بين السفن الموجودة في مقدمة الأسطول، وتلك التي في مؤخرته، نحو 20 ميلاً، حسب ناشطين مشاركين بالأسطول.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها نحو 50 سفينة مجتمعة نحو غزة، وعلى متنها 532 متضامناً مدنياً من أكثر من 45 دولة.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 سنة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي، شددت الحصار عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحياناً تسمح إسرائيل بدخول مساعدات محدودة جداً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوَّعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفاً و148 قتيلاً، و168 ألفاً و716 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينياً بينهم 151 طفلاً.