وقالت مصادر طبية وشهود عيان إن 19 من الشهداء سقطوا في مدينة غزة التي يشن جيش الاحتلال هجوماً واسعاً عليها منذ أسابيع ضمن خطة لإعادة احتلالها وتهجير سكانها.
وفي حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، استشهد 10 فلسطينيين بينهم 7 من ضباط الدفاع المدني وأصيب آخرون، جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الفلاح التي تؤوي نازحين.
وفي حي الدرج شرقي المدينة، أسفر قصف إسرائيلي عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين بعد استهداف شقة سكنية. أما في حي الرمال غربي المدينة، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بقصف منزل.
وفي مخيم النصيرات وسط غزة، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي، بينما استشهد فلسطيني آخر في مخيم البريج بقصف مماثل طال منزلاً.
يأتي هذا التصعيد بعد أن أقرت الحكومة الإسرائيلية في 8 أغسطس/آب الماضي خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجياً، بدءاً من مدينة غزة التي يقطنها نحو مليون نسمة. وبعد أيام، بدأ الجيش هجوماً واسعاً شمل تدمير منازل وأبراج وممتلكات مدنيين وخيام نازحين، واستهداف مستشفيات، إضافة إلى عمليات توغل.
إغلاق شارع الرشيد
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال صباح الأربعاء عزمه إغلاق "شارع الرشيد"، وهو الطريق الساحلي الرابط بين شمال وجنوب القطاع، مع السماح فقط بالنزوح من مدينة غزة إلى وسط وجنوب القطاع عبره.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في منشور عبر منصة "إكس" إنه "سيجري إغلاق شارع الرشيد أمام الحركة من الجنوب إلى الشمال اعتباراً من الساعة 12:00 ظهراً"، مضيفاً أن الانتقال جنوباً سيُسمح به "من دون تفتيش" لمن لم يتمكنوا من إخلاء المدينة بعد.
ومنذ أسابيع، يكثف الجيش قصفه الدموي لمدينة غزة وتفجيره مبانيها السكنية، بهدف إجبار الفلسطينيين على النزوح، تمهيداً لاحتلال المدينة. ويمعن الجيش في إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة، ويواصل تنفيذ خطته لاحتلاله، رغم كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاثنين الماضي عن خطته التي تنص على إنهاء الحرب.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع ترمب بالبيت الأبيض الاثنين، موافقته على الخطة المكونة من 20 بنداً، فيما قالت الدوحة إن دولتي الوساطة قطر ومصر عرضتا الخطة على "حماس"، والحركة "تعاملت بمسؤولية، ووعدت بدراستها".
الصحة تحذر من أوضاع كارثية لكبار السن
وفي اليوم الدولي لكبار السن، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من أوضاع إنسانية وصحية "كارثية" لهذه الفئة جراء الحصار والعدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، وانعدام الغذاء والدواء والعلاج.
وقالت الوزارة في بيان إن كبار السن بالضفة الغربية يواجهون أيضاً صعوبات كبيرة في الوصول إلى المرافق الصحية بسبب الحواجز والإجراءات الإسرائيلية.
وبحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2023، بلغ عدد كبار السن (60 عاماً فأكثر) في فلسطين نحو 321 ألف نسمة، ما نسبته 6% من سكان الضفة الغربية و5% من سكان غزة. وتشير وزارة الصحة إلى أن 76% منهم يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وضغط الدم وأمراض القلب، ما يضاعف حاجتهم إلى الرعاية الصحية المنتظمة.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والحقوقية إلى "تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية والضغط الفوري لوقف العدوان والحصار، وضمان وصول الغذاء والدواء والرعاية الصحية لكبار السن في فلسطين".
وتواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب الإبادة على غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 66 ألفاً و97 فلسطينياً وإصابة 168 ألفاً و536، معظمهم من النساء والأطفال، وسط مجاعة أودت بحياة 453 شخصاً بينهم 150 طفلاً.