وقال منظمو الأسطول في بيان: "نواصل الإبحار إلى غزة ونقترب من مسافة 120 ميلاً بحرياً، بالقرب من المنطقة التي اعتُرضت فيها أساطيل سابقة أو تعرضت لهجوم".
وورد في منشور يضم مقطعاً مصوراً على صفحة الأسطول على إنستغرام أن سفينة حربية إسرائيلية اقتربت من قوارب الأسطول ونفذت "مناورات خطيرة" وألحقت أضراراً بأنظمة الاتصالات قبل أن تغادر.
ويظهر في المنشور ما يبدو أنه ظل سفينة حربية مزودة بمنصة متحركة لإطلاق النار على مقربة من السفن المدنية.
وقالت إحدى الناشطات باللغة الألمانية: "لا نقف في طريق شخص عادي، بل في طريق جيش (إسرائيلي) يتصرف بشكل غير عقلاني تماماً".
فيما قالت ناشطة أخرى بالإنجليزية الأربعاء: "ليلة عصيبة على أسطول الصمود العالمي".
وأرجعت ذلك إلى وجود "الطائرات المسيرة والسفن الحربية، ولكن دون اعتراضٍ من قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وشددت على أن "أسطول الصمود العالمي يواصل إبحاره إلى غزة. نطالب بممرٍّ آمن وكسر الحصار".
ومتوجهاً بحديثه إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، قال الأسطول في تدوينة أخرى الأربعاء: "يمكنك التهديد أو المنع أو الترهيب، لكن لا يمكنك منع الناس من الوقوف إلى جانب فلسطين. الحركة مستمرة".
وعبر منصة "فيسبوك" الأمريكية، الأربعاء، أعلن وائل نوار عضو الهيئة التسييرية لأسطول الصمود المغاربي، عضو الأسطول العالمي، أن سفناً إسرائيلية اقتربت من سفنهم وشوشت على الأجهزة الإلكترونية قبل أن تنسحب.
واعتبر نوار أن محاولة الاعتراض "كانت تجربة لمعرفة ما إذا كان الأسطول سيقف إذا جرى وقف السفن القيادية به".
وفجر الأربعاء، أعلن "أسطول الصمود" دخوله "منطقة الخطر الشديد"، مع الاقتراب من سواحل غزة، في إشارة إلى المنطقة التي تعترض فيها إسرائيل عادة السفن.
ولم تعلق إسرائيل على الهجوم، لكنها قالت إنها ستستخدم أي وسيلة لمنع السفن من الوصول إلى غزة، زاعمة أن حصارها البحري للقطاع "قانوني".
ونشرت إيطاليا وإسبانيا سفناً من سلاحي البحرية لمرافقة الأسطول، وذلك للمساعدة في أي احتياجات للإنقاذ أو المساعدات الإنسانية، لكنهما قالتا إنهما لن تتدخلا عسكرياً. كما تتابع طائرات تركية مسيرة السفن.
ومع ذلك، قالت إيطاليا إن سلاح البحرية سيتوقف عن متابعة الأسطول بمجرد أن يصبح على بعد 150 ميلاً بحرياً من غزة.
وقال مصدر حكومي إن إسبانيا أبلغت الأطراف المشاركة في الأسطول بأن سفينة الإنقاذ التابعة لها موجودة في الجوار للمشاركة في عمليات الإنقاذ إذا لزم الأمر، لكنها لن تدخل منطقة الحظر الإسرائيلية لأن ذلك سيعرض السلامة الجسدية لطاقمها والأسطول للخطر.
ودعت منظمات دولية، بينها "منظمة العفو"، إلى توفير الحماية لـ"أسطول الصمود"، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه "أمر لا يمكن قبوله".
وسبق أن مارست إسرائيل -القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين- أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها أكثر من 50 سفينة مجتمعة نحو غزة، وعلى متنها 532 متضامن مدني من أكثر من 45 دولة.
وفي 2 مارس/آذار الماضي شددت الحصار عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحياناً تسمح إسرائيل بدخول مساعدات محدودة جداً لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفاً و97 شهيداً و168 ألفاً و536 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينياً بينهم 147 طفلاً.
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.