ودعت منظمات دولية، بينها "منظمة العفو"، إلى توفير الحماية لـ"أسطول الصمود"، بينما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه "أمر لا يمكن قبوله".
وقال الناشط الفلسطيني المشارك في أسطول الصمود العالمي محمد قطيش، الأربعاء، إن 80 ميلا بحريا فقط تفصلهم عن قطاع غزة، مؤكداً استمرارهم بالإبحار رغم "الترهيب الإسرائيلي".
جاء ذلك في مقابلة أجراها قطيش عبر الهاتف مع الأناضول، من على متن سفينة محمد بهار، بينما أعلن الأسطول فجر الأربعاء، دخوله منطقة الحظر الشديد مع الاقتراب من سواحل غزة.
وقال قطيش: "ساعات قليلة تفصلنا عن الوصول لشواطئ غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عن أهلنا هناك".
وشدّد نشطاء من أسطول الصمود العالمي، اليوم الأربعاء، على ضرورة وقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ ما يقرب من عامين، وأهمية إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، داعين المجتمع الدولي للتحرك العاجل لإنقاذ القطاع.
وأكدت الناشطة آيتشين كانط أوغلو ضرورة إيقاف هذه الجرائم وجعل المسؤولين عنها يشعرون بالندم، مشيرة إلى أن الإبادة الجماعية في غزة مستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وستُكمل السنتين بعد أيام.
من جانبها، قالت إِيزِي بريسيني: "حتى لو لم يصل الأسطول إلى غزة أو جرى اعتراضه، نحن بحاجة إلى تحرك عاجل في كل أنحاء العالم لوقف الإبادة وكسر الحصار ووضع حد لنظام الفصل العنصري الذي يكافح الشعب الفلسطيني لإنهائه".
وأشار عمر عثمان طاشتان إلى أن إسرائيل تمارس إبادة جماعية ضد أهالي غزة، وتسعى لقتل الفلسطينيين جوعاً، موضحاً أن الفلسطينيين يتعرضون للإبادة منذ نحو 80 عاماً، ولم تبدأ قبل عامين فقط.
وعبر عن خجله من عدم قدرة المجتمع الدولي على التحرك، وقال: "إن شاء الله، بمساعدة سفننا ووعي العالم، يمكننا أن نقول، كفى وننقذ فلسطين في النهاية".
من جهتها، أكدت صوفيا بوتشو أن هذه اللحظة الحرجة بعد عامين من استمرار الإبادة تُعد الفرصة الأخيرة لتفاعل المجتمع الإنساني، مضيفة: "أومن أن الفلسطينيين وفلسطين يحررون ويوحدون العالم. نحن مدينون لهم كثيراً، لذلك آمل بأي وسيلة كانت أن تنتهي هذه الإبادة. لا يمكن السماح باستمرارها، ونحن معكم".
وفجر اليوم، أعلن أسطول الصمود دخوله "منطقة الخطر الشديد" قبالة سواحل غزة، حيث تعترض إسرائيل عادة السفن المتجهة إلى القطاع.
ودعت منظمات دولية، بينها "منظمة العفو"، إلى توفير الحماية للأسطول، بينما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه "أمر لا يمكن قبوله". وسبق أن مارست إسرائيل أعمال قرصنة ضد سفن متجهة إلى غزة، واستولت عليها ورحّلت الناشطين على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها أكثر من 50 سفينة مجتمعة نحو غزة، على متنها 532 متضامناً مدنياً من أكثر من 45 دولة.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 سنة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وفي 2 مارس/آذار الماضي، شددت الحصار عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفاً و148 شهيداً، و168 ألفاً و716 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينياً بينهم 151 طفلاً.