وارتفع عدد الجثامين التي تسلمتها تل أبيب إلى 13، وقال مكتب نتنياهو في بيان: "سُلّم نعشان لمحتجزَين إلى الجيش وقوات الشاباك داخل قطاع غزة عبر الصليب الأحمر"، مضيفاً أنه "سيُنقل الجثمانان إلى مركز الطب الشرعي التابع لوزارة الصحة في تل أبيب، وستُبلَغ العائلات رسمياً بعد انتهاء عملية التعرف على هويتهما".
وفي وقت سابق السبت أفادت القناة 12 العبرية بأنّ الصليب الأحمر تسلم جثتي أسيرين إسرائيليين من حركة حماس بغزة، ثم أفادت القناة في وقت لاحق بأن الجيش و"الشاباك" تسلما الجثتين، وذلك في أعقاب إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها تعتزم تسليم الجثتين بعد استخراجهما السبت.
بذلك تكون حركة حماس أفرجت منذ الاثنين الماضي عن 20 أسيراً إسرائيلياً حيّاً، إلى جانب تسليم جثامين 13 من أصل 28، وقالت إنها تسعى "لإغلاق الملفّ" وتحتاج إلى وقت ومعدات متطورة وآليات ثقيلة لإخراج بقية الجثامين، فيما تقول إسرائيل إن العدد المتبقي 16، إذ ادعت الأربعاء أن إحدى الجثث المتسلمة لا تتطابق مع أي من أسراها.
عقوبات إضافية
في غضون ذلك ذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية السبت أن الحكومة تدرس فرض عقوبات إضافية على قطاع غزة في حال لم تواصل تسليم جثث المحتجزين القتلى، وذلك بعد ساعات من إعلان مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم فتح معبر رفح البري حتى إشعار آخر، وهو المعبر الذي تسيطر عليه تل أبيب من الجانب الفلسطيني منذ مايو/أيار 2024.
ونقلت القناة الرسمية "كان" عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه، أن نتنياهو يبحث إعادة تموضع قوات الجيش داخل قطاع غزة وتحريك خطوط انسحابها إذا لم تسلم حماس الجثث في موعد المحدد.
وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي جزئياً إلى مناطق داخل قطاع غزة تعرف بـ"الخط الأصفر"، تزامناً مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فيما أبقى قواته منتشرة في نحو 50 بالمئة من مساحة القطاع.
و"الخط الأصفر" هو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وأضافت القناة أن بيان مكتب رئيس الوزراء أكد أن فتح معبر رفح، سيُبحَث فقط وفق الطريقة التي ستنفذ بها حماس التزاماتها في إعادة جثث المحتجزين وتنفيذ بنود الاتفاق المتفق عليه.
نزع السلاح
وفي مقابلة أجراها نتنياهو مع القناة 14 العبرية مساء السبت، قال إن حربه على غزة ستستمر حتى "تطبيق كامل" لاتفاق وقف إطلاق النار، وتحويل القطاع إلى "منطقة منزوعة السلاح".
وتابع نتنياهو: "الحرب لم تنتهِ بعد، ويجب أن تحدث عدة أمور، وستستمر حتى تطبيق الاتفاق كاملاً ونزع سلاح حماس، وتحويل قطاع غزة إلى منطقة منزوعة السلاح"، وفق تعبيره.
وضمن صفقة تبادل الأسرى أطلقت إسرائيل سراح 250 أسيراً فلسطينياً محكومين بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1718 اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما أفرجت عن نحو 135 جثة لفلسطينيين.
وما يزال يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً قتل عديداً منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
والاتفاق المشار إليه جرى التوصل إليه في 9 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لينهي حرب إبادة ارتكبتها إسرائيل بقطاع غزة على مدى عامين، بدعم أمريكي، وأسفرت عن استشهاد 68 ألفاً و116 فلسطينياً وإصابة 170 ألفاً و200 آخرين، وتدمير 90 بالمئة من البُنى التحتية في القطاع.