وأوضح الحساب أن 10 ناشطين، بينهم ليبيون وأجانب، ما زالوا محتجزين لدى السلطات الإسرائيلية، التي استولت في وقت سابق على 42 سفينة للأسطول في أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقلت مئات الناشطين الدوليين.
ونشر الحساب أسماء السبعة الذين وصلوا إلى إسطنبول، وهم: عمر سليمان الحاسي، ونبيل السوكني، ومالك حسن قطيط، وحسين رمضان بركة، والصيّد محمد الشريف، وصلاح عبد العاطي العزومي، وعبد الرزاق عبد الله الحنيش.
وكانت السفينة قد أبحرت من العاصمة الليبية طرابلس في 30 سبتمبر/أيلول، وعلى متنها 17 ناشطاً، بينهم 11 ليبياً إلى جانب متضامنين من اسكتلندا وكندا وأمريكا وبريطانيا ونيجيريا، قبل أن تنضم إلى الأسطول المتجه نحو غزة.
شهادات عن انتهاكات الاحتلال
وروى ناشطون عادوا إلى إسطنبول تفاصيل ما وصفوه بـ"المعاملة المهينة والانتهاكات الإسرائيلية" خلال الهجوم على السفن وفترة الاحتجاز. وأكدت الناشطة التركية إقبال غوربنار أن إسرائيل "أرادت كسر إرادتهم لكنها فشلت"، مشيرة إلى أن الجنديات أظهرن قسوة أكبر من الجنود الرجال، وأنهم تُركوا جائعين ومحرومين من الماء النظيف.
وقالت الناشطة زينب ديلَك تيك أوجاق إن صورة إسرائيل "انهارت أمام الرأي العام الأوروبي" بعدما شهد ممثلون عن 72 دولة سوء المعاملة داخل السجون. وأضافت أن بن غفير حضر إلى مكان احتجازهم، لكنهم "رفضوا السماح له بالكلام ورددوا الشعارات ضده".
من جانبها، وصفت الناشطة آيتشين كانط أوغلو الظروف داخل المعتقل بأنها "لا إنسانية"، مشيرة إلى أنهم تعرضوا لتفتيش عارٍ، وحُشر 15 شخصاً في زنزانة لا تتسع إلا لخمسة.
وأكد ناشطون آخرون، بينهم عثمان تشتين قايا من تركيا وغونزالو دي بريتورو من الأرجنتين وياسين بنجلوين من فرنسا، تعرضهم للتجويع، والحرمان من الدواء، والتعذيب النفسي والجسدي، بما في ذلك اقتحام الزنازين بالكلاب البوليسية ومنع النوم لساعات طويلة.
وأشار الناشط الكويتي محمد جمال إلى أن نحو 700 عنصر من قوات الاحتلال الخاصة شاركوا في عملية الاعتقال، مؤكداً أن الناشطين تعرضوا للإذلال والحرمان من الطعام والماء لأكثر من 12 ساعة.
ووصف الناشط الإيطالي لورينزو أغوستينو ما جرى بأنه "معاملة أقرب لما يتعرض له الإرهابيون"، مع استخدام العنف المفرط والتقييد ونقلهم في ظروف باردة قاسية.
وختم الناشط رمضان تونج بالقول إن "أسطول الصمود كشف للعالم أجمع همجية إسرائيل"، مؤكداً أن التجربة "بداية النهاية لإسرائيل، وبذرة أمل لغزة المحاصَرة".
واعتباراً من مساء الأربعاء، استولت السلطات الإسرائيلية على 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود العالمي في أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقلت مئات من الناشطين الدوليين على متنها.
وأطلق الأسطول نداء استغاثة بعد هجوم جيش الاحتلال على سفنه في المياه الدولية، معتبراً هذا التصعيد "جريمة حرب".
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 18 سنة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفاً و74 شهيداً، و169 ألفاً و430 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 459 فلسطينياً، بينهم 154 طفلاً.
وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الصمود، أطلقت النيابة العامة في إسطنبول تحقيقاً بشأن احتجاز مواطنين أتراك في المياه الدولية، بموجب "اللوائح الواردة في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار"، وقواعد الاختصاص المنصوص عليها في المادة 15 من قانون الإجراءات الجنائية، وقواعد الاختصاص المنصوص عليها في المادتين 12 و13 من قانون العقوبات التركي، لجرائم "الحرمان من الحرية"، و"اختطاف أو احتجاز وسائل النقل"، و"النهب المشدد"، و"الإضرار بالممتلكات"، و"التعذيب".