الصحفي الفرنسي اليميني إيريك زيمور (Joel Saget/AFP)
تابعنا

نيته واضحة في الترشح للرئاسيات، وأعلن عنها أكثر من مرة ولم يتبقّ سوى ترشحه بشكل الرسمي. هذا ما تحمله وسائل الإعلام الفرنسية من أخبار حول السباق الانتخابي الذي يعتزم إيريك زيمور، أكثر الصحفيين الفرنسيين إثارة للجدل، خوضه أبريل/نيسان القادم.

إيريك زيمور الذي يعد أكثر وجوه الساحة الإعلامية تطرفاً ناحية اليمين، يعول على متعاطفين من كارهي المهاجرين والمسلمين لدعمه للوصول إلى عرش الإيليزيه. هو العنصري في نظر القضاء الفرنسي، الذي أدانه في أكثر من مرة بهذه التهمة، يعتبر "النظام النازي أفضل بالنسبة له من الإسلام" ويبرر جرائم الاحتلال الفرنسي في الجزائر. كما يعد الكاتب الملهم لخلايا الإرهاب الأبيض الفرنسية.

زيمور نحو الإيليزيه

لم يعلن بعد إيريك زيمور ترشحه بشكل رسمي، غير أنه كشف صريحاً نيته خوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية السنة القادمة. قائلاً إنه يرغب في "توحيد اليمين" تحت حملته، مع أن هؤلاء "يخافون من ترشحه للانتخابات". فيما تحدث عن دوافع في ذلك هو منع وقوع "التحول الكبير" لفرنسا إلى "دولة إسلامية".

"لو لم نمنعه الآن (أي التحول) سيصبح نصف فرنسا 2050 إسلامياً، وفي 2100 إسلامية بالكامل" قال زيمور السبت 28 أغسطس/آب في لقاء له مع حركة "Objectif France" اليمينية. فيما يقدم نفسه الشخص الوحيد القادر على منع ذلك، كما المنافس الوحيد القادر على مجابهة زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبان، لأن "الجميع يعرف بأن لوبان لن تفوز برئاسة فرنسا أبداً" شدد زيمور.

بالمقابل، هل هو قادر على الفوز؟ حسب استطلاعات الرأي فما زال زيمور يقبع بعيداً خلف لوبان، غير أن استطلاعاً أخيراً أورد بأن 7% من الفرنسيين ينوون التصويت له إذا ما ترشح رسميّاً للانتخابات. متقدماً عما ظهر من آراء شهر يونيو/حزيران الماضي والتي حددت نسبة أصواته المفترضة في 5.5%.

مرشح يفضل النازية ويكره الإسلام

لا تدع بشرة زيمور الحنطية من شك حول أصوله المغاربية، هو المولود لعائلة يهودية جزائرية، معروف بمعاداته الشرسة والصريحة للإسلام والمهاجرين، حيث سبق وصرَّح بأن "النظام النازي أفضل بالنسبة له من الإسلام". وهو أحد المروجين لنظرية "التحول الكبير" والتي تحرض ضد الأقليات المسلمة والمهاجرة بالدول الأوروبية بالترويج لفكرة أن "المسلمين يتآمرون لتحويل تلك البلدان إلى إمارات إسلامية".

هذا الخطاب العنصري الذي أدين من أجله أكثر من مرة، آخرها سنة 2020 حين حكمت عليه محكمة باريس بغرامة مالية قدرها 10 آلاف يورو في تهم التحريض على الكراهية وترويج خطاب عنصري، لما ادعاه على شاشة التلفاز بأن المسلمين الذين يعيشون في فرنسا "ليسوا فقط المجرمين الإرهابيين الذين نفذوا هجمات 2015، بل هم المستعمَرون السابقون الذين يحاولون الآن استعمار مستعمرهم".

وقبلها في سنة 2014 أدين كذلك بنفس التهم، وغُرم 3000 يورو لقوله خلال مقابلة صحفية: "أعتقد بأننا نتجه نحو الفوضى. إن هذا الوضع الذي نشهد فيه وجود شعب داخل شعب، أي مسلمين داخل الشعب الفرنسي، لا بد أن يقودنا إلى الفوضى والحرب الاهلية.. حيث المسلمون في الضاحية يتنظمون وهم في طريقهم إلى الانفصال". تصريح اعتبر وقتها خطاب كراهية، غير أنه نسخة طبق الأصل لما ردده ماكرون أكتوبر/ تشرين الأول 2020 حينما تحدث عن وجود "انعزالية إسلامية".

خطاب زيمور يمثل إلهاماً للجماعات اليمينية المتطرفة بخاصة المسلحة منها، حيث "المنشورات والشعارات التي جرت مصادرتها عند اعتقال المشتبه بهم (بالانتماء إلى خلايا الإرهاب الأبيض)، أغلبها مستلهم من خطاب الصحافي المحرِّض إيريك زيمور" حسب ما أورد تحقيق سابق لموقع Médiapart.

وسبق أن صرَّح زيمور في سنة 2016 على شاشة LCI: "نحن في خضم الثأر لحرب الجزائر". تقول المحكمة إن هذا التحريض يجد صدى كبيراً في أوساط الجماعات اليمينية المسلَّحة، ويحرك التهديدات الإجرامية التي تستهدف مسلمي البلاد. أحدها، قبل بضعة أسابيع، هدد بالقتل زعيم حركة "فرنسا الأبية" جان لوك ميلانشان، الذي رد وقتها بأن "الأمر يتعلَّق بمؤثرٍ مشهور داخلَ الأوساط اليمينية المتطرفة، وسبق وأن صرح الصحفي إيريك زيمور أنه صديقه".

TRT عربي