وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بعنوان "الأمم المتحدة: رؤية إلى المستقبل"، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على الحاجة الماسة إلى "إصلاحات عاجلة" في مجلس الأمن.
وأوضح أن بعض أعضائه تصرفوا مراراً بما يخالف مبادئ الميثاق الأممي، ما قوّض الثقة بالمنظمة. وأضاف أن المجلس ليس أداة للهيمنة أو الإمبراطوريات، بل يجب أن يعكس التوازن الحقيقي في العالم، داعياً إلى توسيع عضويته لتشمل تمثيلاً دائماً لإفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وفي مداخلاتهم، أكّد ممثلو الدول العربية ضرورة إصلاح المنظومة الأممية لضمان العدالة في اتخاذ القرارات، وتقييد استخدام حق النقض (الفيتو) الذي كثيراً ما يعطل القرارات الإنسانية.
وقال المندوب الجزائري عمار بن جامع إن التنفيذ الكامل لميثاق الأمم المتحدة يواجه "نهجاً انتقائياً ومعايير مزدوجة"، مشدداً على أن تحقيق التمثيل الكامل لإفريقيا في مجلس الأمن يجب أن يكون محور أي إصلاح.
أما ممثل الصومال أحمد بوتان فأكد أن هيكل مجلس الأمن "عفا عليه الزمن" ولا يعكس التحولات في النظام العالمي، مشيراً إلى أن "العجز عن وقف المعاناة في غزة مثال واضح على القصور الجماعي".
وفي السياق ذاته، دعا نائب وزير الخارجية الكويتي جراح جابر الأحمد الصباح إلى تعزيز قدرة الأمم المتحدة على الإنذار المبكر ومنع النزاعات، مع الالتزام بالقانون الدولي دون ازدواجية.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي دعم بلاده لمبادرة غوتيريش "الأمم المتحدة ثمانين"، الهادفة إلى تطوير المنظمة ووضع خارطة طريق واضحة لإصلاحها.
أما الأردن، فأكد على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية فؤاد المجالي التزامه مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ودعمه الجهود الأممية في تحقيق الأمن والاستقرار العالميين.
تأتي هذه المواقف في وقت تتصاعد فيه الدعوات لإصلاح مجلس الأمن، وسط انتقادات متزايدة لعدم قدرته على التعامل بفاعلية وعدالة مع الأزمات الدولية، ولا سيما في الشرق الأوسط.













