وقال بدران في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية" إنّ "المباحثات الفلسطينية الجارية في القاهرة، تهدف إلى وضع خطوات عملية للمرحلة المقبلة من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري".
وتابع: "نحن في القاهرة اليوم لمتابعة الخطوات المتعلقة بتنفيذ اتفاق شرم الشيخ وتأكيد جدّية حركة حماس والفصائل الفلسطينية في المضي قدماً في تطبيق بنوده"، موضحاً أن هذه الجولة من المباحثات تضم "عدداً من الفصائل الفلسطينية الرئيسية، في ظل رعاية مصرية متواصلة لجهود المصالحة والحوار الوطني".
وذكر بدران أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه بعد "اتفاق شرم الشيخ"، ويهدف إلى "وضع خطوات عملية للمرحلة المقبلة"، مبيناً أن الفصائل الفلسطينية عقدت في القاهرة "اجتماعات ثنائية وجماعية، إذ اتفقت على رؤية موحدة لتنفيذ الاتفاق بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني خصوصاً في قطاع غزة"، وفق ما نشرته الحركة عبر قناتها بمنصة "تليغرام".
ومساء الخميس، أفادت القناة ذاتها بأن وفدين من حركتي "حماس" و"فتح" عقدا لقاء في القاهرة لبحث "ما يتعلق بالمشهد الوطني عموما وترتيبات ما بعد وقف الحرب على قطاع غزة".
واستكمل بدران: "أطمئن الجميع بوجود توافق وطني فلسطيني يشمل كل الملفات وكل القضايا التي يجري بحثها ونقاشها"، مجدداً تأكيد حركته مضيها "بكل جدية ومصداقية في تنفيذ الاتفاق حتى النهاية"، وثمّن دور مصر والوسطاء في تثبيت وقف إطلاق النار.
من جانبه، أكد الناطق باسم حركة حماس في غزة حازم قاسم، أن الحركة تجدد التزامها الكامل تفاصيل اتفاق الهدنة الذي جرى التوصل إليه بجهود الوسطاء، مشيراً إلى أن الحركة حريصة على إنجاح هذا الاتفاق وتنفيذه على أرض الواقع.
وأوضح قاسم في بيان، أن "حماس" حصلت على ضمانات واضحة من مصر وقطر وتركيا، إلى جانب تأكيدات مباشرة من الولايات المتحدة، بأن الحرب انتهت فعلياً، وأن تنفيذ بنود الاتفاق يمثل نهاية كاملة لها.
وثمّن قاسم تصريحات الرئيس الأمريكي ترمب، معتبراً أنها تصب في مصلحة اتفاق وقف الحرب، مشيراً إلى أن الموقف الأمريكي الرافض لضم الضفة الغربية إلى "إسرائيل" يعد إيجابياً.
وطالب بالضغط على الاحتلال للوفاء بالتزاماته، وعلى رأسها وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافٍ، محذراً من أن الاحتلال قد يستخدم الورقة الإنسانية لابتزاز المواقف السياسية، ودعا إلى تحرك جاد لمنع تكرار سياسات التجويع التي مارسها الاحتلال خلال سنوات الحصار الطويلة.
وفي سياق متصل، أعلن الناطق باسم "حماس" أن الحركة حريصة على التوافق الوطني الفلسطيني لحل جميع القضايا العالقة الخاصة بشكل الحكم في غزة ما بعد الحرب، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية "أحد العناوين الفلسطينية التي لا يمكن تجاوزها".
وقال قاسم: "نحن مقبلون على حوار وطني فلسطيني بقلوب مفتوحة وأيدٍ ممدودة لجميع القوى الفلسطينية، داعياً الأخيرة إلى الانحياز إلى حالة الإجماع الوطني الموجودة في غزة والمشاركة في الحوار بروح مسؤولة.
وأضاف أن "هذا وقت توافق وطني وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة"، مشيراً إلى أن المرحلة الراهنة خطيرة "ليس على حركة حماس فقط، بل على الشعب الفلسطيني بأكمله في غزة والضفة الغربية"، ما يستوجب توحيد الجهود في مواجهة التحديات.
وفي ما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، أكد قاسم التزام الحركة الكامل تنفيذه بكل تفاصيله، مبيناً وجود حوارات وجهود ميدانية متواصلة مع الوسطاء لضمان تطبيقه بشكل شامل.
ولفت إلى أن "حماس" نفذت المرحلة الأولى من الاتفاق عبر تسليم الأسرى الأحياء وبعض الجثامين، وتعمل حالياً على استكمال تسليم ما تبقى منها.
أما المرحلة الثانية من الاتفاق، فأوضح المتحدث باسم الحركة أنها تتطلب مزيداً من النقاش والتفاهم مع الوسطاء، لأنها تتضمن قضايا عامة وإشكاليات معقدة تحتاج إلى مقاربات دقيقة، مشدداً على أن الهدف المركزي لـ"حماس" هو الوصول إلى وقف كامل ودائم للحرب على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ونوّه قاسم إلى أن الاحتلال ارتكب منذ بدء سريان وقف إطلاق النار خروقات عدة، من بينها قتل 90 فلسطينياً وإغلاق معبر رفح ومنع دخول المساعدات الكافية، مشيراً إلى أن "ما تعلنه إسرائيل شيء، وما يجري على الأرض شيء آخر.
وختم قائلاً: "المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من العمل الدبلوماسي والوطني المشترك، مستندة إلى جهود الوسطاء وضماناتهم، لضمان تنفيذ الاتفاق وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بشكل شامل ودائم".
وبدأت مؤخراً مباحثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتقى مسؤولون أمريكيون أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس، والمبعوثين الخاصين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وناقشوا عدة ملفات في هذا الإطار.
وتتضمن هذه المرحلة، نشر قوة دولية لحفظ السلام في القطاع وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي ونزع سلاح "حماس"، وإنشاء جهاز إدارة مؤقت تابع للهيئة الانتقالية الدولية الجديدة في غزة يسمى "مجلس السلام" برئاسة ترمب.
وترفض إسرائيل وفق الإعلام العبري، بدء هذه المرحلة قبل استكمال تسلمها بقية جثامين الأسرى في غزة، بينما تؤكد "حماس" أنها تحتاج إلى وقت وآليات للبحث عن الجثامين واستخراجها.
وفي إطار صفقة التبادل التي جرت بموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، أفرجت حماس عن الأسرى الإسرائيليين الأحياء العشرين في 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وسلمت حتى مساء الخميس جثامين 16 من أصل 28 أسيراً غالبيتهم إسرائيليون.
وأنهت خطة ترمب حرب إبادة جماعية ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت لعامين، وأسفرت عن استشهاد 68 ألفاً و280 فلسطينياً، وإصابة 170 ألفاً و375 آخرين.

















