وفي وقت سابق الخميس، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية (أعلى سلطة قضائية) السماح للحكومة بمواصلة منع الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة، ما تسبب في خيبة أمل كبيرة لرابطة الصحافة الأجنبية في إسرائيل.
وجاء قرار المحكمة بعد أن نظرت في التماس قدمته الرابطة، يطالب بإلزام حكومة بنيامين نتنياهو بالسماح للصحفيين بدخول القطاع.
وقال المكتب الإعلامي، في بيان: "نرفض قرار ما يسمى المحكمة العليا الإسرائيلية بالخصوص، ونعد هذا القرار استمراراً لمحاولات الاحتلال إخفاء جرائمه والتهرب منها".
واعتبر القرار "تكريساً لسياسة التعتيم الإعلامي التي يمارسها الاحتلال منذ اندلاع حربه الإجرامية على أبناء شعبنا في قطاع غزة؛ بهدف وأد الحقيقة وإخفاء جرائمه المرتكبة بحق كل مكونات الحياة من بشر وشجر وحجر".
وأكد المكتب الإعلامي، أنه على ثقة بأن الصحافة الأجنبية في حال دخولها "ستعزز الرواية الفلسطينية الصادقة".
وأضاف: "ستكرس للعالم أجمع مظلومية شعبنا الذي عانى على مدار عامين من جرائم إبادة يندى لها جبين الإنسانية، وفي المقابل سيعزز دخولها من عزلة الاحتلال عبر فضح أكاذيبه وادعاءاته التي يحاول باختلاقها خداع العالم وتبرير جرائمه".
ومنذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تفرض السلطات الإسرائيلية حظراً على دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع بشكل مستقل.
ولم تسمح سوى لعدد محدود من المراسلين بمرافقة قواتها داخل غزة، في ظل استمرار الدمار الواسع والحصار المشدد على القطاع.
وأكد المكتب أن "منع دخول الصحافة الأجنبية للعام الثالث يمثل جريمة بحق حرية الرأي والتعبير، وينتهك حق الرأي العام العالمي في المعرفة".
كما اعتبره "دليلاً إضافياً على أن هذا الكيان أبعد ما يكون عن الديمقراطية".
وشدد على أن "هذا السلوك إدانة أخرى للاحتلال، الذي يثبت كل يوم أنه يخشى الحقيقة، ويسعى لقتل شهودها من الصحفيين وتغييب عيونها في وسائل الإعلام".
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الجرائم التي يحاول الاحتلال إخفاءها قد وصل صداها إلى العالم أجمع، وكُشفت تفاصيلها عبر صحفيينا ووسائل الإعلام العاملة داخل قطاع غزة الذين أدوا واجبهم المهني والأخلاقي رغم الضريبة الكبيرة خلال الإبادة".
وعلى مدى سنتي الإبادة، قتلت إسرائيل 255 صحفياً فلسطينياً واعتقلت 4 آخرين، فيما أصيب عشرات، وفق إحصائية للمكتب.
وطالب الاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمات حقوق الإنسان، ومقرر حرية الرأي والتعبير بالأمم المتحدة "بالضغط على الاحتلال وداعميه، واتخاذ موقف عملي تجاه هذا السلوك الاحتلالي المهين لها، ولأعرافها ومواثيقها".
وقتلت إسرائيل خلال الإبادة التي دعمتها الولايات المتحدة واستمرت عامين، أكثر من 68 ألفاً و280 فلسطينياً، وأصابت 170 ألفاً و375 آخرين، ودمرت نحو 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.

















