ويهدف حزب (لا ليبرتاد أفانزا)، الذي ينتمي إليه ميلي، إلى تعزيز أقليته الصغيرة في الكونغرس لزيادة ثقة المستثمرين في رؤية الرئيس والحفاظ على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي قدم في الآونة الأخيرة للأرجنتين خطة إنقاذ مالي ضخمة، لكنه هدد بالانسحاب إذا لم يحقق ميلي نتائج جيدة.
وقال ميلي لأنصاره في ختام حملته الانتخابية في مدينة روساريو الساحلية يوم الخميس: "لا تستسلموا، لأننا قطعنا نصف الطريق... نحن على مسار جيد".
ووعد ميلي مواطنيه في الأشهر الأخيرة بأن "الجزء الأصعب انتهى"، مدركاً أن أغلبية الأرجنتينيين تأثروا بعمليات الخصخصة أكثر من استفادتهم من الاستقرار الاقتصادي العام.
ويعوّل الرئيس الأرجنتيني في إقناع الناخبين على النتائج التي حققها على صعيد التضخم الذي انخفض من أكثر من 200% إلى 31,8% على أساس سنوي، واستقرار في الموازنة لم تشهده البلاد منذ 14 عاماً.
لكن التغييرات التي أقدم عليها أدت أيضاً إلى فقدان أكثر من 200 ألف وظيفة، وأبطأت نشاط الاقتصاد الذي انكمش بنسبة 1,8% عام 2024، وفاقمت التفاوتات الاجتماعية أكثر من أي وقت مضى.
ويتنافس المرشحون على نصف مقاعد مجلس النواب، وعددها 127، بالإضافة إلى ثلث مقاعد مجلس الشيوخ، وعددها 24، خلال انتخابات التجديد النصفي.
وتحظى حركة المعارضة البيرونية بأكبر أقلية في كلا المجلسين، في حين أن الحزب الجديد نسبياً الذي ينتمي إليه ميلي لا يملك سوى 37 نائباً وستة أعضاء في مجلس الشيوخ.
وأبدى البيت الأبيض والمستثمرون الأجانب إعجابهم بقدرة الحكومة على خفض التضخم الشهري بشدة من 12.8% قبل تنصيب ميلي إلى 2.1% الشهر الماضي، وتحقيق فائض مالي وسن إجراءات لإلغاء القيود التنظيمية.
لكن شعبية ميلي تراجعت في الأشهر القليلة الماضية بسبب الإحباط من خفض الإنفاق العام وفضيحة فساد مرتبطة بشقيقته التي تشغل أيضاً منصب رئيسة الديوان الرئاسي.
ويقول خبراء سياسيون، إن حصول ميلي على أكثر من 35% من الأصوات سيكون نتيجة إيجابية لحكومته، وقد يسمح له، من خلال تحالفات مع أحزاب أخرى، بعرقلة جهود نواب المعارضة لإلغاء حق النقض الذي استخدمه ضد القوانين التي قال إنها تهدد التوازن المالي للأرجنتين.
وسيراقب البيت الأبيض الانتخابات من كثب. وتبلغ قيمة خطة إنقاذ ترمب المحتملة للأرجنتين 40 مليار دولار، وتشمل مقايضة عملات بقيمة 20 مليار دولار وقرضاً استثمارياً قيمته 20 ملياراً أيضاً.
وفي أعقاب النتائج، يتوقع كثير من المحللين تخفيض قيمة البيزو، معتبرين أنه كان مبالغاً في قيمته للحد من التضخم، وإذا قدم حزب ميلي أداء ضعيفاً، فقد يؤدي ذلك إلى تعديل أكثر حدة في سياسة الصرف الأجنبي.













