وحصد حزب "لا ليبرتاد أفانزا" الحاكم بقيادة ميلي 40.84% من الأصوات على المستوى الوطني، بعد فرز أكثر من 90% من الصناديق أمس الأحد، متقدماً بفارق ملحوظ على الحركة البيرونية اليسارية التي حصلت على 31.7% من الأصوات، وفق أرقام أولية نقلتها وسائل الإعلام المحلية.
وتجاوزت هذه النتائج توقعات المحللين، مؤكدةً تعافي الحزب بعد سلسلة من النكسات الانتخابية الأخيرة.
كما فاز حزب ميلي في ستٍ من أصل ثماني مقاطعات شهدت انتخابات لتجديد ثلث مقاعد مجلس الشيوخ، ما يعزز موقعه التشريعي ويمكّنه من المضي قدماً في تمرير إصلاحاته الاقتصادية، رغم حاجته إلى تحالفات مع قوى يمين الوسط داخل الكونغرس.
وفي كلمة لأنصاره في بوينوس آيرس، وصف ميلي الفوز بأنه "نقطة تحول"، قائلاً: "اليوم يبدأ بناء الأرجنتين العظيمة"، متعهداً بمواصلة برنامج الخصخصة وخفض الإنفاق الحكومي الذي أطلقه منذ توليه الرئاسة عام 2023.
وسجلت نسبة المشاركة 67.9% فقط، وهي الأدنى منذ أكثر من أربعة عقود، ما يعكس حالة الإحباط الشعبي من الطبقة السياسية.
ورغم إشادة مؤيديه بقدرته على كبح التضخم الذي تراجع من أكثر من 200% إلى نحو 31.8% سنوياً، إلا أن سياساته تسببت أيضاً في فقدان أكثر من 200 ألف وظيفة وانكماش الاقتصاد بنسبة 1.8% عام 2024، مع تفاقم الفوارق الاجتماعية.
ويحظى ميلي بدعم مباشر من الرئيس الأمريكي ترمب، الذي وعد بحزمة مساعدات مالية تتجاوز 40 مليار دولار لدعم الاقتصاد الأرجنتيني، لكنها مشروطة باستمرار برنامج الإصلاح وعدم تراجع الحكومة أمام المعارضة اليسارية.
ويُنظر إلى الانتخابات الحالية كأول اختبار وطني للرئيس "الرأسمالي الأناركي" البالغ من العمر 55 عاماً، الذي قلب المشهد السياسي الأرجنتيني رأساً على عقب منذ وصوله إلى السلطة.
ورغم الانتصار، يواجه ميلي تحديات داخلية تتعلق ببناء توافق سياسي أوسع داخل البرلمان، إذ حذر عدد من السياسيين والباحثين من أن تمرير الإصلاحات يتطلب واقعية أكبر وانفتاحاً على الحوار مع المعارضة، لتفادي أزمة اقتصادية أو سياسية جديدة في البلاد.









